|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأما من عمل وعلم فهذا يدعي عظيما في ملكوت السموات ت5 :19 السبت 25 اغسطس 2012 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث من عمل: العظة علي الجبل-من أولها إلي آخرها-حديث عن الأعمال. فبينما يقول الرب في أولها ليري الناس أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات مت 5:16يقول في آخرهاليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السموات.بل الذي يعمل إرادة أبي الذي في السمواتمت 7:21ويقول أيضا كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بني بيته علي الصخر..مت7:24,وأيضا في قوله من ثمارهم تعوفونهم مت7:20كلمة ثمار تعني بلا شك:الأعمال ولكي تعمل لابد أن تعرف الوصية لتعمل بها. إذن بثلاثة تتعلق الحياة الروحية:تعلم,وتعمل,وتعلم. تعلمأي أن تقرأ الكتاب وتعرف وصايا الله في روحها ثمتعمل فتختبر هذه الوصايا في حياتك عمليا كيف يمكن التنفيذ؟ وما العوائق التي تصادفك؟ وكيف تنتصر عليها؟وبعد ذلك تعلم عن خبرة وفي قدوة لغيرك. والسيد المسيح أيضا كان يعمل ويعلم... كان ينفذ كل الوصايا لكي يكمل كل برمت3:15وهكذا استطاع أن يتحدي جيله قائلا من منكم يبكتني علي خطية؟!يو 8:46وهكذا قيل أيضا عنه إنه قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلي من السموات عب7:26. وإذا عمل وعلم ترك لنا مثالايو13:15حتي كما سلك ذاك ينبغي أن نسلك نحن أيضا1يو2:6. عيب في الكتبة والفريسيين أنهم كانوا يعلمون دون أن يعملوا! وهكذا قال عنهم السيد الرب:علي كرسي موسي جلس الكتبة والفريسيون فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوا, ولكن حسب أعمالهم لاتعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلونمت23:3,2ولأنهم لم يختبروا الحياة الروحية عمليا كانوا قادة عميانا وكانوايحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها علي أكتاف الناس وهم لايقدرون أن يحركوها بأصبعه ممت23:16,4كانوا أكثر الناس تدقيقا وتضييقا!. أمنا حواء-رحمها الله-كانت تعلم ولا تعمل. عندما قالت لها الحيةأحقا قال الله:لا تأكلا من كل شجر الجنة؟أجابت حواء بكل تدقيق:من ثمر الجنة تأكل وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا تك3:1-3وعلي الرغم من الدقة في عبارةولا تمساهقطفت وأكلت وأعطت آدم! من يعلم: إن العلم الحقيقي ليس مجرد المعرفة النظرية بل الاختبرية أيضا. والمعلم الحقيقي هو الذي يسير في الطريق الروحي قبل أن يعلم به الآخرين فلا تكفي مجرد معرفة الوصية بل حتي هذه المعرفة ينبغي أن تكون بعمق معرفة الروح وليس الحرف لأن الحرف يقتل2كو3:6ثم معرفة الاختبار. ما أكثر من يعلم مثلا عن الوداعةوأهميتها في الحياة الروحية دون أن يعرف ماذا تكون الوداعة؟وكيف تكون؟وما أكثر الذين يتكلمون عن المثاليات دون أن يمارسوا شيئا منها وقد يدينون غيرهم في مجال المثاليات وهم أعداء ما جهلوا... لذلك ليس كل شخص يصلح أن يكون مرشدا روحيا لغيرة,بل الذي عمل أولا وعرف حقيقية الطريق الروحي ومطباته وحروبه وحيل العدو ومكره كما قال القديس بولس الرسول لأننا لانجهل أفكاره2كو2:11. والذي يعلم ويدعي عظيما في ملكوت السموات لابد أن يكون شفوقا طويل الأناة,عارفا بالنفس البشرية. وهكذا الله المعلم:لما سقطنا أشفق علينا وعلمنا طرق الخلاص وقيل عن شفقة ربنا يسوع المسيح المعلم الصالح إنهلما رأي الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لهامت9:36... وقال القديس بولس الرسول عن مثل هذه الشفقة:أيها الإخوة إن أنسيق إنسان فأخذ في زلة فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرين إلي نفسك لئلا تجرب أنت أيضاغل6:1وقال أيضااذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم والمذلين كأنكم أنتم أيضا في الجسدعب13:3. ومن أسباب الشفقة معرفة قوة العدو وضعف الطبيعة البشرية. في هذا قال القديس بطرس الرسولاصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم مثل أسد يزأر يجول ملتمسا من يبتلعه هو نقاومه راسخين في الإيمان1بط5:9,8وأيضا قيل عن الخطية في سفر الأمثال إنهاطرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها أقوياءأم7:26. لذلك فالمعلم الشفوق يشجع لكي يقيم الساقطين ويمنحهم قوة للقيام واضعا أمامه قول الكتابلا تشمتي بي يا عدوتي فإني إن سقطت أقوممي7:8وكذلك ما ورد في سفر الأمثال إنالصديق يسقط سبع مرات ويقومأم24:16. والمعلم الحقيقي يقدم التعليم بتدريج علي قدر الاحتمال. كما قال القديس بولس لأهل كورنثوس سقيتكم لبنا لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون..1كو3:2وهكذا نري يسوع المسيح وبخ الكتبة والفريسيين لأنهم كانوا يضعون علي أكتاف الناس أحمالا عسرة الحملمت23:4أما هو فمن الناحية المضادة-كان يقولتعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكممت11:28. كذلك مفروض في المعلم أن يقدم التعليم السليم. كما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيطس أسقف كريت وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيحتي2:1وكان يشترط أن يكون الأسقف صالحا للتعليم 1تيمو3:2.ملازما للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم لكي يكون قادرا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضينتي1:9هكذا قال لتلميذه تيموثاوس أسقف أفسسوما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناسا أمناء يكونون أكفاء يعلموا آخرين أيضا2تي2:2. حسن أن يعمل الإنسان ويعلم بشرط أن يعلم تعليما سليما وإلا فإنه يقع في دينونة إن أخطأ في التعليم. وفي هذا قال القديس يعقوب الرسوللاتكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعايع3:2,1وقال القديس يوحنا الرسول إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت,ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة2يو10:11ولذلك قاللاتصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي الألم1يو4:1. لذلك-مع عظمة التعليم-ليس لكل إنسان سلطان أن يعلم. كما قال الرسول كيف يكرزون إن لم يرسلوارو10:15 إن رب المجد أرسل تلاميذه لكي يتلمذوا جميع الأمم ويعلموهم مت28ك20,19وهو أعطي البعض أن يكونوا رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمينأف4:11وقال عن مواهب الروح القدسفإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم.1كو12:8وتساءل في تعجب: ألعل الجميع معلمون؟!1كو12:29. والكنيسة منحت سلطان التعليم لأناس أمناء أكفاء 2تي2:2. تأتمنهم علي التعليم وبالأكثر علي نقاوة التعليم بتوصيل تعليم الكنيسة لأبنائها وليس فكرهم الخاص والذين شذوا وقدموا تعليما خاطئا أخذت الكنيسة موقفا ضدهم-كالهراطقة ومنعتهم من التعليم. والمعلمون الأمناء منحتهم رتبا كنسية تسمح لهم بالتعليم. منها درجات الكهنوت ورتب الشمامسة لكي يميزهم الناس عن غيرهم ممن يقيمون أنفسهم معلمين بغير تفويض مهن الكنيسة وقد ينحرفون ويضلون آخرين والذين نالوا درجة ولم يكونوا أمناء للتعليم عزلتهم. إن الرب قد طوب من عمل وعلم غير أن العمل بالوصية هو للكل ولكن التعليم ليس لكل أحد. وهكذا يقول القديس بولس الرسولإذ الضرورة موضوعة علي, فويل لي إن كنت لا أبشر1كو9:16..ونسأله ماهي هذه الضرورة الموضوعة عليك؟فيجيب قد استؤمنت علي وكالة1كو9:17. ونراه يقول للأسقف تيموثاوس الذي بأسقفيته قد أؤتمن علي وكالةلاحظ نفسك والتعليم وداوم علي ذلك لأنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا1تي4:16وفي تفسيرداوم علي ذلكيأمره في رسالته الثانية قائلا:أكرز بالكلمة أعكف علي ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم2تي4:2. الآباء والأمهات أيضا-بالنسبة إلي أبنائهم-قد استؤمنوا علي وكالة ليعلموهم طريق الرب حسبما أمر منذ القديمتث6:7,6. حيث قال الرب عن وصاياهوقصها علي أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك. |
|