الأيقونة الحيّة

كيلارا · رقم المشاركة : ( 1 ) 15 - 02 - 2014, 08:04 PM

الأيقونة الحيّة

نعرف في كنيستنا الأرثوذكسية نوعين من الأيقونات الأولى الخشبية أو الجدارية المرسومة بألوان مختلفة ووفق القوانين الكنسية، والثانية هي الإنسان لأنه مجبول على صورة الله ومدعو ليحقق مثاله، ونسجد لكلى الأيقونتين مكرّمين الروح القدس الذي سكن فيها وقدّسها.

علمتنا الكنيسة بأننا لا نسجد للأيقونة بأسلوب عبادي بل بأسلوب تكريمي للقديس الذي عاش حياته مجاهداً ساعياً ليكتسب نعمة الروح القدس وعندما يلتهب ويسكن فيه يتقدّس ويصبح أيقونة حقيقية حيّة بنعمة الروح القدس، لذلك عندما نقوم برسم أيقونة ونسجد لها فإننا نسجد لنعمة الروح القدس الساكنة فيها ونكرّم القديس الذي جاهد وتعب.

تصبح الأيقونة المرسومة أو البشرية حيّة فقط عندما يسكنها الروح القدس، ويتحقق ذلك بمقدار استدعاء الروح القدس أي بالصلاة التي تبقينا بالقرب من الله، وهذا هدف حياتنا، وبما أن الإنسان هو على صورة الله فهو أيقونة ولكن ممكن أن تكون حيّة أو لا على مقدار تواصله مع الروح القدس، فسألتهم في العظة هل نسعى أو نحاول أن نكون أيقونة حيّة أم لا؟؟؟ إذا كان الجواب لا فباطلاً نتعب في حياتنا.

في نهاية خدمة جنّاز العلمانيين يأتي المؤمنون ويقدمون القبلة الأخيرة للمتوفى مودعين إياه (للأسف سقطت هذه الخدمة في كرسينا الإنطاكي)، هم لا يقبلون جسد المتوفى بل أيقونة القيامة المستلقية على جسده، مصلّين له بأن حقق مثال الله وأصبح أيقونة حيّة ليقوم مع المسيح القائم، كتب القديس يوحنا الدمشقي في هذه الخدمة ثمانية ايذيوميلات بالألحان الثمانية، وورد في قطعة اللحن الثامن: “أنوح وأنتحب متى تفطنت بالموت ونظرت جمالنا المخلوق على صورة الله موضوعاً في القبور، لا صورة له، ولا شرف، ولا منظر. فيا له من عجب! كيف أُسلمنا إلى الفساد؟ وكيف ازدوجنا بالموت؟ فحقاً أن هذا كما كتب هو بأمر الله، الذي يمنح المنتقل الراحة”. هكذا يشدد القديس بأننا على صورة الله التي تتشوه بسبب الخطيئة والموت: “لا صورة له، ولا شرف، ولا منظر”.

يقول الآباء أن الكنيسة بالأسرار هي القناة التي ينحدر منها الروح القدس وبالتالي الذي يعيش خارج الكنيسة وأسرارها لن يصبح أيقونة حيّة أبداً ولن يحقق مثال الله ولن يتقدس.

الله يدعونا أن نكون أيقونة حية فهل نسعى لذلك فنزين الكنيسة والعالم بأيقونات كثيرة حية؟؟

منقول