وفي اعتبارنا للعلاقات بين ملكوت الله، ملكوت المسيح والكنيسة، من الضروري البعد عن التركيز ذي الصبغة الجانبية، كما في مثل حالة بعض المفاهيم التي تقدم الملكوت على أنها هي مركزه وبالتالي تؤكد على صورة كنيسة لا تفكر في ذاتها لكنها مشغولة كلياً بأن تشهد لهذا الملكوت وتخدم تحقيقه. “إنها كنيسة للآخرين، كما أن المسيح هو “إنسان من أجل الآخرين” […] فبجانب ما في هذه المفاهيم من عناصر إيجابية فإن فيها الكثير من الجوانب السلبية وبالذات الصمت عن يسوع والملكوت اللذين يتحدثان عنهما والتركيز على الألوهية المركزية لأنهم يقولون أن المسيح لا يمكن فهمه لمن لا يتبع الإيمان المسيحي، بينما الشعوب والحضارات والديانات المختلفة يمكن أن تتلاقى حول الحقيقة الإلهية الواحدة، بغض النظر عن اسمها. لهذا الدافع عينه فإنهم يفضلون سر الخلق الذي يتجلى في مختلف الثقافات والمعتقدات لكنهم يصمتون أمام سر الفداء. إلى جانب ذلك فإن الملكوت كما يتصورونه ينتهي باستبعاد الكنيسة والتقليل من قيمتها كرد فعل على افتراض معين “مركزية الكنيسة” الذي يحضر الماضي، ولأنهم يعتبرون الكنيسة ذاتها كعلامة لا تخلو بدون شك من الإبهام”