أين ستقضي الأبدية؟ سِفر رؤيا يوحَنّا 4:21

[Mary Naeem]

أين ستقضي الأبدية؟


وَسَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ.
إِذْ يَزُولُ الْمَوْتُ وَالْحُزْنُ وَالصُّرَاخُ وَالأَلَمُ،
لأَنَّ الأُمُورَ الْقَدِيمَةَ كُلَّهَا قَدْ زَالَتْ!
سِفر رؤيا يوحَنّا 4:21


يُخَطِّط الإنسان ويُفَكِّر مُطَوَّلاً لِيَعرِف أينَ سَيَقضي سَهرة رأس السَّنَة، ولَيلَة عيد الميلاد، وعُطلَة نِهاية الأسبوع، والعُطلَة الصَّيفِيَّة، ووو….
ولكِن هَل فَكَّرتَ يَوماً أينَ سَتَقضي الأبَدِيَّة ؟
الأبَدِيّة التي سَتَصِل إلَيها لا مَحالة، مهما طالَ فيكَ العُمر أو قَصُر..
الأبَدِيّة التي تُجهِد عَقلَك وَرَأسَك في كُل أُمور هذهِ الدُّنيا إلَّا بِها..
الأبَدِيّة التي أَعمى ذِهنَكَ عَنها إبليس لِيأخُذكَ مَعَهُ إلى جَهَنَّم وَلِئَلَّا تُضيء لَكَ إنارة إنجيل مَجد المَسيح.

نَعَم.. في لَحظة في طَرفَة عَين سَتُغادِر هذهِ الحَياة، وسَتَكتَشِف أنَّ كُل ما عِشتَهُ في هذهِ الدُّنيا ليسَ إِلَّا بُخار ماء ظَهَرَ قَليلاً ثُمَّ تَلاشى..

… وَمَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ فَتْرَةً قَصِيرَةً ثُمَّ يَتَلاَشَى!
رسالة يَعقوب 14:4

وَسَتَلقى نَفسَكَ أمام حَقيقة مُرعِبة، أمام الجَحيم الذي أُعِدَّ لَكَ وَلِكُل مَن استَهانَ بِخَلاص الرَّب يَسوع، ولِكُل مَن قَبِلَ كُل شَيء في دُنياه وَرَفَض يَسوع المَسيح (الله الذي ظَهَر في الجَسَد) الذي نَزَلَ مِنَ السَّماء لِيَفديكَ مِن هذهِ اللّحظة.
لَحظَة دَفْع ثَمَن خَطاياك أمام العَدالة الإلهِيَّة، خَطاياكَ التي تَمَسَّكتَ بِها وَرَفَضتَ بِإرادَتِكَ الكامِلَة أَن يَدفَع ثَمَنَها هُوَ على عود الصَّليب، لِأَنَّكَ لَم تَجِد في صَلبِهِ وَمَوتِهِ وَقِيامَتِهِ (ثَمَناً كافِياً لِخَلاصِك)..
هُناكَ سَتَقضي أبَدِيَّتَكَ بَعدَ المَوت، هُناك حَيثُ الدُّود لا يَموت، وَالنَّار لا تُطفَأ، حَيثُ البُكاء وَصَريرُ الأسنان..

وَلكن حتَّى هذهِ اللَّحظة لا زالَت الفُرصة مُتاحة أمامَك لِتُغَيِّر مَصيرك الأبَدي..
تُب عَن خَطاياكَ الآن وَارجِع لِلرَّب قَبلَ فَوات الأوان، وَانكَسِر أمامَهُ وَاطلُب مِنهُ أن يُغَسِّلكَ مِن ذُنوبِكَ بِدَمِهِ الطّاهِر الذي سَكَبَهُ على الصَّليب مِن أجلِك، وَاطلُب مِنهُ أن يَجعَلكَ خَليقة جَديدة بِسُكنى روحِهِ القُدُّوس في داخِلِك.
لِتَضمَن أنَّكَ سَتَقضي أبَدِيَّتَكَ مَعَهُ في السَّماء..
حَيثُ الفَرَح الدَّائِم، وَحَيثُ لا دُموع وَلا بُكاء..