رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
على أي من الجانبين تقف؟ قالوا... فلتعطَ هذه الأرض لعبيدك مُلكاً ولا تُعبِّرنا الأردن... وقالوا نبني صير غنم لمواشينا ههنا ومدناً لأطفالنا (عدد32: 5،16)صحيح أن أسباط رأوبين وجاد ونصف منسى لم يرجعوا إلى مصر، لكن قلوبهم كانت متباطئة وراغبة في المكوث في ذلك الجانب من أرض الموعد بحثاً عن الراحة. فهم لم يرغبوا في الذهاب إلى حيث كانت دعوة الله لهم. ويشوع لم يُعطهم ذلك القسم من الأرض، لكنهم هم الذين رأوا أن الحقول الخصبة الموجودة هناك أنسب مكان لقطعانهم ومواشيهم ولزوجاتهم وأطفالهم. لقد قصّروا عن قصد الله ودعوته ولو أنهم لا يعتبرون مرتدين إذ أنهم لم يرجعوا إلى مصر. ويمكن أن نرى فيهم شيئاً من صورة « الذين يفتكرون في الأرضيات ». إنهم لا يجدون حلاوة في الأشياء السماوية كمُقامين مع المسيح، فقد فضلوا الإقامة في المكان الذي تاه فيه بنو إسرائيل. وقد جاء الوقت الذي قيل فيه « على مساقي رأوبين أقضية (أو أفكار) قلب عظيمة. لماذا أقمت بين الحظائر لسمع الصفير للقطعان؟ » (قض5: 15،16). لقد كانت آذانهم مفتوحة لتسمع صوت الأشياء التي ملكت على قلوبهم، لكنها كانت صماء بالنسبة لدعوة الرب لهم. ولا ننسى يوماً رفض فيه موسى أن يخرج من أرض مصر دون « النساء والأطفال » الذين أصبحت رفاهيتهم هي العائق لدخول السبطين والنصف إلى الأرض. أليس هذا ما نراه في هذه الأيام؟ ألا نرى الآباء يسعون بغيرة واجتهاد لقيادة أبنائهم لمعرفة المسيح المخلص، وبالتالي لفصلهم عن العالم، لكن حينما تصبح آمال ومطامع أولئك الأبناء في هذا العالم في خطر، نراهم يختارون طريقاً وسطاً. إنهم يرفضون المكان الذي فيه يباشر الرب حروبه ضد العدو ويفضلون الراحة والحياة السهلة. لكن هل هذا الاختيار أتى لهم بالراحة التي ينشدونها. كلا. إذ أن أولئك الذين بحثوا عن الراحة بدون الذهاب إلى الجانب الآخر من الأردن، كان لا بد لهم أن يذهبوا إلى الحرب مع إخوتهم. ومن الناحية الأخرى ما أحلى أن نتأمل في مقدار عناية الرب بزوجات وأطفال أولئك الذين يحاربون حروبه مع إخوتهم (يش1: 12،17). ونحن أيضاً يمكننا أن نترك عائلاتنا وأطفالنا لعنايته كأب حنّان. إنه لا بد أن يهتم بهم حينما نكون بعيدين عنهم لمشغوليتنا بخدمته. ولا شك أن عنايته واهتمامه بهم يفوق عنايتنا واهتمامنا نحن بهم. ألا يقودنا هذا إلى الثقة فيه والاتكال عليه؟ |
|