رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يبارك نوحًا وبنيه: "وبارك الله نوحًا وبنيه، وقال لهم: اثمروا واكثروا واملأوا الأرض" [1]. إذ خرج نوح وبنوه إلى الأرض المتجددة بمياه الطوفان باركهم الله وقدم لهم ما سبق أن وهبه لآدم وحواء: "اثمروا واكثروا واملأوا الأرض"... وكأن الإنسان قد بدأ من جديد، أو كأن العالم قد انطلق انطلاقة جديدة خلال نوح عوض آدم الأول. هذه البركة في حقيقتها هي رمز للبركة التي نالتها الكنيسة في العهد الجديد خلال نوح الحقيقي، ربنا يسوع واهب النياح أو الراحة، فعوض آدم الأول صار لنا آدم الثاني رأسًا، وعوض حواء الأولى صارت لنا الكنيسة حواء الجديدة خلالها يولد أولاد الله ويتكاثرون وينمون جدًا. خلال آدم الأول صار لنا الميلاد الجسدي، وخلال آدم الجديد أو نوح الحقيقي صار لنا الميلاد الروحي. وكما يقول القديس مار يعقوب السروجي: [أبونا الأول لدغته الحية، وانحدرت به إلى الجحيم، وها هو هناك داخل الهلاك مطروح في مذلة يحيط به الوحل، وأصناف الدود، صار السوس لباسه، والعنكبوت رداءه. الأرض من تحته والسوس فوقه. لقد انحط في التراب فاحتضن طينه وابتلى بالهاوية. هذا هو أبونا الأول، وهذه هي بلده. فلو لم يتغير هذا الميلاد لكنا في ذلٍ عظيمٍ... اهربوا أيها السامعون من هذا الذل العظيم، واطلبوا لكم أبًا آخر في السماء. أسرع والتجئ إلى المعمودية واطلبها أمًا لك، فهي تقدم لك أبًا غنيًا مملوءًا خيرات. إنها تلدك حتى وإن كنت شيخًا، فتجعلك صبيًا محبوبًا للملك أبيك]. ويقول القديس أغسطينوس: [إن لنا ميلادين: أحدهما أرضي والآخر سماوي. الأول من الجسد والثاني من الروح. الأول صادر عن مبدأ قابل للفناء والثاني عن مبدأ أبدي. الأول من رجل وامرأة الثاني من الله والكنيسة. الأول يجعلنا أبناء الجسد، والثاني أبناء الروح. الأول يصيرنا أبناء الموت والثاني أبناء القيامة. الأول أبناء الدهر والثاني أبناء الله. الأول يجعلنا أبناء اللعنة والغضب، والثاني أبناء البركة والمحبة. الأول يقيدنا بأغلال الخطيئة الأصلية والثاني يحلنا من رباطات كل خطيئة ]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(تك 9: 8) وكلم الله نوحا وبنيه معه |
(تك 9: 1) وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم |
أقام الله ميثاقًا مع نوح وبنيه |
دعى الله هرون وبنيه للعمل الكهنوتي |
الله لا يبارك مدللين لكنه يبارك مصارعين !! 🙏 |