رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف ينبغي تربية الطفل (بحسب القديس يوحنا ذهبي الفم) من الواضح أن التربية الحسنة مهمة من أجل نمو الطفل. لا يكفي توفير الغذاء، ولكن التربية مطلوبة أيضاً. ينبغي علينا الآن أن نفحص الطريقة التي يريد بها القديس يوحنا ذهبي الفم أن يتربى الأبناء بحسبها. إنه في عظاته المتنوعة يحدد كلاً من الطريقة والمنهج. هذا مهم جداً. لا يكفي أن نكون مهتمين بالأمر، فالطرق والوسائل المناسبة مطلوبة أيضاً. سوف نري هنا العديد من الطرق الرئيسية المستخدمة في تربية الأطفال بل تعليمهم أيضاً. سوف نركز فقط علي بعض المنقاط الرئيسية. أولاً، ينبغي علي التدريب أن يبدأ مبكراً. يؤكد أيضاً خبراء التربية المعاصرون علي ذلك. ينبغي علينا أن نتأكد من البدء بتعليم الأطفال في سن مبكر. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "إننا لو شرَّبناهم المبادئ السليمة من البداية، من سن مبكر، فلن نحتاج لمجهود كبير فيما بعد، لأن العادة سوف تصبح القاعدة بالنسبة للطفل في المستقبل". إنه يستعمل تشبيه صيد اللآلئ. "يُقال أنه عندما تُصطاد اللآلئ من البحر فإنها تكون مثل قطرات الماء. لو كان صائد اللؤلؤ خبيراً، فإنه بمجرد أن يأخذ اللآلئ فإنه يضعها في كفه ويظل يكوَّرها حتي تأخذ الشكل الكروي الكامل، حيث أنها بمجرد أن تجف لا يمكنه تغيير شكلها". ينطبق نفس الشيء علي تربية البنين. ينبغي علي هذه التربية أن تبدأ في سن مبكر حيث يكون الطفل مرناً. بنفس الطريقة يستطيع الفنانون الرسم بألوانهم وهي مبتلة، ولكن بمجرد أن تجف يصبح من الصعب تصوير الناس والأشياء. لا يعني ذلك أنه ينبغي علينا التخلي عن تربية الأبناء بمجرد أن يكبروا، فم يفت الأوان قط علي هذه المهمة. لا داعي لليأس. يكتب القديس يوحنا ذهبي الفم قائلاً: "إنه ليس مبكراً ولا متأخراً بالنسبة للمرء أن يعتني بخلاص نفسه. من يقول أن ليس لديه متسع من الوقت لهذا الطلب الفلسفي، أو أن الوقت المناسب قد فات يشبه من يقول أنه لم يحن الأوان بعد، أو أنه قد تأخر جداً علي أن يصبح سعيداً. يستطيع المرء أن يبدأ البحث عندما يكون صغيراً أو عندما يكون كبيراً. تتطلي تربية الأطفال التمييز والحكمة. ينبغي أن تتم بشكل تدريجي وبطئ بناء علي المبدأ القائل أنه ينبغي علي المعرفة أن تتراكم. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم بحكمة: "لا تعلم الطيور أفراخها الطيران بشكل كامل من اليوم الأول. فهي أحياناً ما تدفعها لمسافة بعيدة بدرجة كافية لتكون خارج العش. وفي أحيان أخري بمجرد أن تستريح صغارها فإنها تعلمها أن تطير عالياً، ثم في اليوم التالي تطير أعلي. وهكذا تقودها إلي الارتفاع الصحيح بشكل هادئ تدريجي". يظهر ذلك أن التربية ليست مجرد مسألة تلقين بعض الحقائق، ولا هي ارتباط الأطفال ببيئة أسرتهم، ولكنها فصلهم بحكمة وحذر عن اعتمادهم علي والديهم. إنه واجب الوالدين أن يعلما الأبناء مواجهة المجتمع بكل مشاكله وتقلباته. من المهم بالنسبة للأبناء أن يتربوا بمحبة، ولطف، وابتهاج. يظهر ذلك مبدءاً تربوياً آخر حدده خبراء التربية المعاصرون، وهو مبدأ المحبة. ينبغي علي مهمة سامية مثل هذه أن تتم في جو من المحبة والمودة، حتي لو كان الطفل محتاجاً للتقويم. "ينبغي تقويم سوء سلوك الصغار بحنو أبوي وحوار البارع. يؤكد القديس يوحنا ذهبي الفم علي كل من هاتين النقطتين، وهما الحنو والحوار البارع. إنه يقول "ينبغي تقويم سوء سلوك الشباب بحنو أبوي وحوار ماهر". يؤكد القديس يوحنا ذهبي الفم علي كل من هاتين النقطتين: الحنو، والحوار الماهر. إنه يسترسل قائلاً: "التوبيخ ممكن بدون التسبب في إساءة... هنا ينبغي تعديل التوبيخ العنيف بالليونة". لا يتم التعبير عن هذه المحبة بالكلمات فقط، ولكن من خلال الأفعال. يحتاج الابن أن يفهم أن والده يحبه. يقول القديس بشكل مميز: "عندما نقول له كل هذه الأمور ينبغي علينا أن نعطيه قبلات كثيرة، وأن نضمه بقوة لكي نظهر له مقدار محبتنا له". لا يتكون الإنسان من نفس فقط ولكن من جسد أيضاً، بالتالي تحتاج المحبة لأن يتم التعبير عنها من خلال الاثنين. يحتاج الأطفال، خصوصاً الصغار جداً، لهذه المحبة، ولكن ليس بالطبع هذا النوع من المحبة الذي يفقدهم خصائصهم الإنسانية. ينبغي علي التربية والتنشئة أن تكونا إيجابيتين وسلبيتين أيضاً. لا تكفي فقط الممنوعات، لكننا نحتاج إلي التركيز علي العناصر الإيجابية. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "لكي نحول عيني الطفل عن المشاهد القبيحة ينبغي علينا أن نريه أشياء جميلة، مثل السماء والشمس والنجوم والزهور والمروج والكتب المصورة. لتجد عيناه اللذة في هذه، وفي المشاهد الأخرى الجميلة وغير الضارة العديدة". ينبغي علي المسؤولين عن تربية الأطفال أن يقتنوا أيضاً موهبة قص القصص. الأطفال مغرمون جداً بسماع قصص من الماضي والحاضر. لو كان الوالدان والمعلمون لا يتملكون هذه القدرة الفطرية فإنه ينبغي عليهم تنميتها. يعلم القديس يوحنا ذهبي الفم قائلاً: "عندما يكون الطفل متعباً فلتقص عليه قصصاً مفيدة. (فالأطفال يحبون سماع قصص من الماضي) وبالتالي تبعده عن السلوك الطفولي، لأنك تربي فيلسوفاً ورياضياً مسيحياً، أي مواطناً سماوياً. فلتبدأ قصتك بأن تقول: كان يوجد رجل له ابنان. وبعد أن تسكت لبرهة استكمل قصتك... يجب أن تكون القصة مشوقة لكي يبتهج الطفل ولا يتعب بها... استمر في السرد بحماسة (هذا هو فن قص القصة). لا تضيف قصصاً مصطنعة، بل حافظ علي حقائق الكتاب المقدس. هذا يكفي لإشباع الطفل. ينبغي قص القصة في المساء بعد العشاء. ينبغي علي والدة الطفل أن تكرر نفس العملية... ولا ينبغي عليك التوقف عند ذلك. ينبغي عليك أن تأخذ ابنك من يديه وتذهب به إلي الكنيسة. خصوصاً عندما تكون القصة التي أخبرته عنها سوف تُقرأ هناك...". يغطي هذا النص العديد من المبادئ التربوية بما فيها قص القصص، وتثبيت ما تم تعليمه، والوسائل العملية للتوضيح. بالإضافة إلي ذلك، نحتاج لأن نبذل جهداً كبيراً من جانبنا، كآباء ومعلمين، لكي ندرب أبناءنا بشكل صحيح وعملي. ينبغي علينا ألا نخلق لهم مجتمعاً مصطنعاً لا يتمشى مع الواقع. ينبغي علينا أن نظهر لهم الجوانب الإيجابية للمجتمع، بل وجوانبه السلبية أيضاً. ينبغي أن نعلمهم أنه يتعين عليهم مواجهة الصعاب والمعوقات التي ينبغي عليهم احتمالها. إنهم لن يجدوا عالماً جميلاً مصنوعاً من ملائكة. ينبغي علينا أن نكون واقعيين. يحتاج الوالدان والمعلمون في نفس الوقت لأن يعدوا الأبناء بالتدريج لمواجهة المجتمع بشجاعة وصمود، بحيث لا يفزعون عندما تواجههم الصعاب المختلفة. ينصح القديس يوحنا الذهبي الفم قائلاً: "ينبغي علي الطفل أن يتعلم كيف يحتمل الإهانات والتعدي الظالم، وألا يطلب لأن يخدمه الناس، ولكن أن يعتني بنفسه بقدر الإمكان. ينبغي علي الآخرين أن يفعلوا الأشياء بالنيابة عنه فقط عندما لا يكون قادراً علي فعل ذلك بنفسه. فلو أراد أن يغسل قدميه، فدعه يفعل ذلك بنفسه بدلاً من أن تغسلها له الخادمة. لا ينبغي عليه أن ينتظر من الآخرين أن يساعدوه في ارتداء ملابسه. عندما يكون في الحمام، يجب عليه ألا ينتظر من الآخرين مساعدته بل أن يتدبر الأمر بنفسه. سوف يساعده ذلك علي أن يصبح أقوي بدنياً وأن يكون متواضعاً وحبوباً من الجميع. يقترح أيضاً القديس يوحنا ذهبي الفم أنه عندما يفقد الطفل شيئاً مغرماً به جداً، فإنه يتعين عليه أن يتعلم ألا يثور. إنه يأمر قائلاً: "لا تستعجل علي الفور بشراء ما فقده لكي تهدئه. بدلاً من ذلك، عندما تري أنه لا يطلب الأشياء المفقودة وأن فقدانها لم يزعجه، فلتخرج وتبتاع بدائلها". هذا النص يرد علي الذين يطلقون العنان لكل أهواء وطلبات أبنائهم. إنه يسترسل قائلاً: "لو رأيته يضرب خادماً (وهو يفكر في العبيد الذين كانوا يقتنونهم في هذه الأيام) فلتعاقبه. ولتفعل نفس الشيء لو رأيته يسب خادماً. ينبغي ألا يكون طبع الطفل رخواً جداً ولا فظاً، بل يجب أن يكون موقفه رجولياً وقادراً علي الاحتمال في نفس الوقت". لا يتجاهل القديس يوحنا ذهبي الفم حقيقة أن تربية الأطفال تتطلب تمييزاً كبيراً من جهة الوالدين والمعلمين. يشتمل هذا التمييز علي ألا نجعل الأطفال يصابون باليأس، ولكن أيضاً ألا نشجعهم كثيراً علي أن يتركوا بدون تقويم. مثلما يستعمل الأطباء العلاجات المناسبة لكل حالة، هكذا ينبغي علي الوالدين والمعلمين أن يستعملوا العلاجات المناسبة. يعلمنا القديس يوحنا ذهبي الفم ما ينبغي علينا فعله من جهة وظيفة النفس التي تسمي الغضب (قدرة النفس الانفعالية). إننا نعرف جيداً أن الغضب يكون ظاهراً في الأطفال بشدة. يقول الأب القديس: "لا ينبغي علينا أن نجتث الغضب من الطفل تماماً، كما لا ينبغي علينا أن نسمح له أن يستعمله بدون تمييز عندما يحب. ينبغي علينا أن ندرب الشباب من سن صغير علي أن يكونوا صبورين وألا يغضبوا عندما يُلامون، ولكن أن يتدخلوا بشجاعة ويدافعوا بالوسائل المناسبة عندما يحدث أن يروا شخصاً آخر يُعامل بظلم". يستطيع الشاب أن يستعمل قدرة نفسه علي الغضب في فعل الصلاح وتحقيق نتائج مفيدة. إنه يحتاج لاستعمال الغضب بشكل مناسب بحيث يكون نافعاً لمجتمعه ولنفسه. يقترح القديس يوحنا ذهبي الفم بحكمته المميزة في موضوع الغضب: "عندما يثور فلتذكره بسلبياته الخاصة به. عندما يغضب علي خادم، فأخبره أنه أيضاً يرتكب أخطاء، وأنه ينبغي عليه أن يفكر كيف كان يود أن يعامله الآخرون لو كان في مكان الخادم". موضوع العُقبات، والممنوعات، والمراقبات هو موضوع مهم في تربية الأبناء. السؤال المطروح هو: هل ينبغي علينا أن نترك الطفل حراً تماماً لكي يفعل أياً ما يريده، أم أنه يوجد احتياج للشدة المقترنة بالتمييز؟ يحتاج هذا السؤال لإجابة لأننا نسمع آراء عديدة. يتجنب العديد من الآباء منع أبنائهم لأنهم يخافون من أن تتربي لديهم العُقد النفسية. "كتب طبيب نفسي أمريكي أنه توجد العديد من الأسباب التي تجعل الوالدين يتجنبان فرض الانضباط علي أبنائهم. لا يستطيع البعض قول "لا" لابنهم لأنهم لا يستطيعون قول "لا" لأنفسهم. يؤمن البعض بالفعل أنه عندما يتصرف أبناؤهم مثل الحيوانات فإنهم يكونون "جذابين" أو "ماهرين". يتعامل البعض الآخر مع أبنائهم بطريقة سلبية تماماً لأنهم يريدون "حياة هادئة بأي ثمن". عندما يعود الأب من العمل ويدخل المنزل فإنه يريد أن يسترخي ويشاهد التلفاز. إنه لا يريد أن ينزعج بالتعامل مع سلوك أبنائه غير المقبول. في الواقع، لن يسمح الطفل غير المنضبط لوالده بالاسترخاء... فالوالدان اللذان يتخليان عن مهمة تهذيب أبنائهما يذخران لأنفسهما ولأبنائهما الصعاب. البيت الذي بدون ممنوعات، وبدون متطلبات، وحيث لا يكون الأدب والالتزام مطلوباً، وحيث لا توجد قواعد ومحظورات ثابتة، هو مكان غير صحي يخلق مشاكل لا محالة" (الأب فيلوثيوس فاروس، الأب ستافروس كوفيناس). تقترح الآراء المعاصرة الخاصة بتربية الطفل يحتاج لأن ينمو ومعه وعي أن عليه التزامات في المنزل. تمكنه الضوابط من دخول المجتمع بشكل أكثر نضجاً. "من المؤكد أن الطفل الذي لم يخضع قط لضوابط قد خُدع من جهة واقع الحياة. يُبقي الوالدان علي الطفل في حضَّانة، في عالم خيالي، وعندما يتلامس مع العالم الحقيقي، حيث توجد ضوابط، فإنه سوف يكون غير مستعد بالمرة وغير قادر علي التعامل معه" (الأب فيلوثيوس فاروس، الأب ستارفروس كوفينوس). هذا هو السبب وراء ازدياد أعداد حالات الانتحار في الجيش. لا يستطيع الشباب قبول الضوابط. يبرر العديد من الآباء التوجه نحو الحرية المبالغ فيها علي أساس كونهم يصادقون أبناءهم. إلا أن ذلك ليس صحيحاً علي وجه الإطلاق. "الأب الذي يقول لابنه: "لا تعتبرني أباً. أريد أن أكون صديقاً لك، يكون هو نفسه طفلاً غير ناضج، يتخلى عن مسؤوليته الأبوية ويخلق شعوراً من عدم الأمان يصل لدرجة الهلع داخل طفله. سوف يجد الأبناء في حياتهم فرصاً لتكوين أصدقاء. إلا أنه أمر مشكوك فيه أن يجدوا أباً آخر عندما يكون أبوهم الطبيعي غير راغب أن يكون أباً لهم، وعندما يطلب منهم ألا يتوقعوا منه أكثر مما يتوقعونه من صديق" (الأب فيلوثيوس فاروس، الأب ستارفروس كوفينوس). لدي القديس يوحنا الذهبي الفم المزيد من الكلام عن الضوابط والموانع. إنه يسمي الأب الذي يتساهل مع مل أهواء ابنه خائناً. "مسكين ويائس أيها الخائن! إنني أستطيع تسمية مثل هذا الرجل أي شيء إلا أن أسميه أباً. كان من الأفضل لك أن تحبط ابنك لوهلة لكي تجعله سليماً إلي الأبد، بدلاً من أن تجعل هذه اللذة الوقتية أساساً لحزن مستمر". إنه يشير في موضع آخر إلي الآباء الذين لا يكبحون أبناءهم علي أنهم "قاتلوا أطفال". إنه يقول من ضمن أمور أخرى أنه حيث أن "بعض الآباء لا يريدون تقريع أبنائهم، أو توبيخهم، أو إحباطهم من جهة طريقة حياتهم الخالية من النظام والقانون، إلا أنهم عادة ما يرونهم وقد تم القبض عليهم في جرائم كبري، وأخذوا للمحاكمة، وقُطعت رؤوسهم من قِبَل الجلادين. لو لم تعاقب ابنك أو تقومه، ولكنك بدلاً من ذلك تختلط أنت ذاتك بالناس الفاسدين والفاسقين وتشاركهم شرهم، فسوف يتدخل القانون ويفرض العقوبة ويفرض العقوبة علي الملأ. ليست تلك مجرد مصيبة، ولكنها أيضاً فضيحة لهذا الأب، لأن كل أحد سوف يشير إليه بعد الموت ابنه ويجبرونه علي عدم الظهور علانية... الأولاد غير المعاقبين من قِبَل والديهم يُعاقبون من قِبَل قوانين الأرض". لا ينبغي بالطبع أن يكون العقاب مبالغاً فيه. لا ينصح القديس يوحنا الذهبي الفم الآباء أن يضعوا أبناءهم تحت رقابة مستمرة. توجد العديد من الطرق لإعطاء نموذج حسن. يعلق القديس علي هذا الموضوع كما لو كان يعيش في عصرنا هذا. إنه يكتب قائلاً: "لتضع قاعدة مبكراً جداً أنه لا ينبغي علي الطفل أن يهين أي أحد، أو أن يقول أشياء رديئة علي أي أحد، أو يحلف لأي أحد، بل ينبغي عليه أن يكون خاضعاً. لو رأيته يكسر هذه القاعدة، فلتعاقبه بنظرة حادة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخري بالتحدث معه بخشونة وتوبيخ، علي هذا النوع من الانضباط. إنه سوف يتعود علي التقريع المستمر ولن يلتفت إليه؛ ثم بعد ذلك سوف تؤدي هذه الطريقة لنتيجة عكسية. ينبغي علي الطفل أن يخاف باستمرار من الضرب بحيث أنه لن يستوجب الضرب... سوف يكون التهديد وحده كافياً، لو صدق الطفل أنه من الممكن أن يُضرَب. لو أن الطفل سيء السلوك أدرك أنك تهدد فقط بمعاقبته دون أن تفعل ذلك بالفعل، فإنه سوف يتجاهلك. دعه يتوقع إنه سوف يُعاقب، دون أن تعاقبه بالفعل، وإلا سيفقد خوفه من العقاب. هذا الخوف مفيد للطفل، مثل النار في الحقل التي تحرق الأشواك مع جذورها، أو مثل الفأس الحاد الذي يجتث من العمق. توجد أشكال عديدة من العقاب، لكن ينبغي علي الوالد أو المدرس بصورة رئيسية ألا يتسرع في عقاب الطفل لأنه كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "هذه هي بالضبط الصفة المميزة لأولئك الذين يربون وينشئون الأطفال وهي أنهم لا يلجئون سريعاً إلي العقاب، ولكنهم يحاولون تقويم الطفل. إنهم يكونون حذرين باستمرار من جهة فرض العقاب". تظهر كل هذه النصوص المقتبسة كيف يمكن تربية الأبناء. الشخص الناضج والكامل هو فقط الذي يستطيع تربية الأبناء بشكل سليم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن كنت لا تقدر على ترتيب أفكارك وتعود خواطرك على ما ينبغى |
الاسم الذي كان ينبغي أن يُطلَق على الطفل |
7 سلبيات في تربية الطفل |
كيف يمكن تربية الطفل المثالى؟ |
دور الأسرة في تربية الطفل |