هدف التجربة أيضا هو تضامن يسوع مع الإنسان الذي يتعرَّض لتجارب الشيطان كونه هو نفسه إنسان. وحيث إنه إنسانٌ كاملٌ، لقد جّرب "فلَيسَ لَنا عَظيمُ كَهَنَةٍ لا يَستَطيعُ أَن يَرثِيَ لِضُعفِنا: لَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة" (عبرانيين 4: 15). إ لأنه ابن الله، ما خطئ البتة وفي هذا الصدد قال بولس الرسول "ذاكَ الَّذي لم يَعرِفِ الخَطيئَة جَعَله اللهُ خَطيئَةً مِن أَجْلِنا كَيما نَصيرَ فيه بِرَّ الله" (2 قورنتس 5: 21) إن يسوع تجرَّب مثلنا، لكنه لم يستسلم مطلقا ولم يخطئ أبدا، فقدَّم لنا مثالا نحتذي به في مواجهة التجربة والتغلب عليها. فهو يعرف عن طريق اختباره ما نتعرض نحن له، وما نحن بحاجة إليه، وهو قادر أن يُعيننا في تجاربنا. واكتسبت التجربة أهمية بالغة، لأنها أعطت يسوع الفرصة ليثبّت خطة الله في خدمته. إنها أثبتت أنه كامل قدوس بلا خطيئة، فهو يواجه التجربة ولكنه لا يستسلم لها. وهذا ما يؤكده النبي موسى للشعب " يَمتَحِنَكَ فيَعرِفَ ما في قَلبِكَ هل تَحفَظُ وَصاياه أَم لا "(تثنية الاشتراع 8: 1-2). واجه يسوع التجارب الثلاث بكلمة الله رافضا مسيحانية بشرية دنيوية وانتهت التجارب بالموت والقيامة والانتصار.