بالرجاء نخلص

magy · رقم المشاركة : ( 1 ) 05 - 03 - 2016, 12:07 PM

بالرجاء نخلص
--------
بعد جهاد طويل انتهى به المطاف أمام باب الهيكل نائماً مغطى بستر ،
ليُصلى عليه صلاة الموتى " اى الموت عن العالم "

وقام بعدها راهباً يحمل ثياب الرهبنة وشكلها وجهادها ..

إلا أنه سقط في خطية شبابية وصارت متسلطة عليه
والتقط إبليس هذه الحلقة فملأ حياته باليأس وفقد الثقة فى رحمة ربنا
حتى انه صرّح لرئيس الدير أنه ينوي ترك الدير والرهبنة .

وبينما قال له رئيس الدير إفعل ما تريد أوصى خلفه إخوة يراقبونه في كل خطوة ليعرقلوا خروجه إذا فعل ذلك

وأحس هو بذلك فقرر الهرب من خلال ستار الليل المظلم من مكان "الساقية" بالحبال

ونجح في الهروب من الرهبنة والدير يأساً من الخطية وفقداناً للثقة في أهليته لهذا المكان .

وانتهى مشهد من حياة هذا التائب اليائس التارك لرهبانيته بلا ثقة في معونة الله للضعفاء
وسند الله للمجاهدين ونصرة الله للمنهزمين في الحين الحسن

نعم انتهى مشهد ولكن لم ينته سعى الله المحب وراء ذلك التائب العاثر
فأرسل من يقول له:
"هل الميت بعد أن يموت يقوم ثانية ليكون له مرتباً بعد أن صار له معاش وصرفت له مكافأة ؟!"..

وغير ذلك من رسائل على أفواه غير مؤمنين ومؤمنين .

وبعد سنتين كاملتين وأكثر عرض الرجوع إلى الدير
بواسطة أخ

فى الوقت الذي كان يبحث فيه رئيس الدير عنه ويرسل له رسولاً ورسالة ..

حتى وطأت قدماه مرة أخرى الدير ليرى بابه مفتوحاً مثل أحضان الله المفتوحة للتائبين

ومع استقبال الحب من رئيس الدير إمتلأ قلب التائب رجاءً في قبول الله له

وظل في الدير ستة أشهر أخرى يلبس ثوب التلمذة حتى سمح الله له بثوب الرهبنة من جديد
لكن عاد وسقط مرة أخرى
فهدده رئيس الدير بالطرد..

فما كان من هذا الراهب التائب المختبر لقوة الرجاء في خلاص النفس الا أن إبتسم وقال لنفسه

" لا مانع من الطرد ، ولا مانع من قبول أي شيءلانني ممتليء رجاء من رحمة ربنا
التي لاحقتني وستظل تلاحقني في كل موضع وكل مكان حتى أخلص ".

لقد أختبر هذا الأب الراهب أننا بالرجاء نخلص
، وأنه مهما كان سقوط التائب فرحمة ربنا أكبر
ومهما كان الموضع للقديسين
فحنان قدوس القديسين على كل الساقطين المجاهدين لا نظير له.

ثق ياعزيزى أن باب الله مفتوح لك مهما كانت سقطاتك وردد هذه العبارة دائماً

"عندى رجاء في ربنا يخلصني".

واثبت في جهادك وفي موضعك حتي تلاقي الرب و تصل إليه.