رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البشر أبناء الله وفي هذا الإثبات تواجهنا نقطة هامة وهى: 1 أليس أن البشر جميعاً قد دعوا أولاد الله أيضاً؟ نعم أن البشر قد دعوا أبناء الله، ولكن بمعنى آخر غير بنوة المسيح لله. في سفر التكوين ورد أن " أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات" (تك6: 2). والمقصود بأبناء الله هنا أبناء شيث وأبناء أنوش، حينما " ابتدئ أن يدعى باسم الرب" (تك4: 26). أما بنات الناس فهن نسل قايين. كذلك قال الله في سفر اشعياء النبى " ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا على" (اش1: 2). وقيل أيضاً في هذا السفر " أنت يارب أبونا، ولينا" (أش 63: 16). وأيضاً " والآن أنت أبونا، نحن الطين وأنت جابلنا، وكلنا عمل يديك" (اش64: 8). وهذه عبارات عن البنوة، ولكنها صادرة من مخلوقات، ولا تعنى بنوه من جوهر الله. وورد أيضاً في المزامير " قدموا للرب يا أبناء الله... قدموا الرب " إسرائيل ابنى البكر" (خر4: 22). وقال في سفر الأمثال " يا ابنى أعطنى قلبك" (أم23: 26). وفي العهد الجديد ندعو لله أبانا في مواضع عديدة جداً، يكفى منها قولنا في الصلاة " أبانا الذى في السموات" (متى5: 9)... وعبارات أبوكم السماوي، وأبوك الذى يرى في الخفاء... إلخ كثيرة جداً. # نوع بنوتهم: 2 ولكن بنوة البشر هي بالإيمان، أو المحبة أو التبنى: أما عن البنوة بالإيمان: فقال الكتاب عن السيد المسيح " وأما كل الذين قبلوه، فأعطهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه" (يو1: 12). فكلمة أبناء هنا تعنى المؤمنين. ب وأما عن بنوة المحبة: فيقول القديس يوحنا في رسالته الأولى " أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله" (1يو3: 1). إذن هو عمل محبة من الله أن يدعونا أولاده... ج أما عبارة التبنى فقد وردت في (رو8: 23). ومعروف أن الذى يدعى ايناً، وهو ليس ابناً حقيقياً، إنما يكون بالتبنى أو بمفهوم روحى. 3 ومع كوننا أبناء مازلنا ندعى، عبيداً. فالسيد الرب يقول " متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا" (لو17: 10). والأبرار كلهم دعوا عبيداً. فالرب سيقول لكل من جاهد الجهاد الحسن واستحق الملكوت " نعماً أيها العبد الصالح الأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك" (متى25: 23). إننا على الرغم من بنوتنا لله، كلنا مخلوقات. والمخلوق لا يدعى إلهاً. حتى الرعاة (الوكلاء) دعوا أيضاً عبيداً مثل رعيتهم. وفي ذلك يقول الرب " يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه... طوى لذلك العبد الذى جاء سيده يفعل هكذا " لو12: 42، 43)... |
|