يرى العلامة أوريجانوس
أن هذا المحفل إنما يُشير إلى وجود فئتين من المؤمنين، إحداهما أكثر غيرة من الأخرى، وأكثر مبادرة نحو المخلص: [الفئة الأولى ملتهبة بالشوق نحو المواعيد السماوية، تُظهر حماسًا ونشاطًا عظيمًا حتى لا يفلت منها التطويب الأبدي، ترغب ليس فقط أن تستحوذ على البركة ويكون لها "شركة ميراث القديسين" (كو 1: 12) وإنما أن تكون دائمًا في الحضرة الإلهية، مع الرب على الدوام. أما الفئة الثانية فتبحث أيضًا عن الخلاص لكن بحب أقل التهابًا من الفئة السابقة، مكتفية ألا تذهب إلى النار الأبدية وألا تطرح "في الظلمة الخارجية" (مت 8: 12)... الذين يتقدمون إلى جبل جرزيم مختارون للبركة، وهم يتقدمون ليس خوفًا من العقاب إنما شوقًا للبركة ولتنفيذ الوصايا. أما الآخرون الذين يتقدمون إلى جبل عيبال والذين يطلق عليهم لفظ "اللعنة" فهم يمثلون المتقدمين خشية العقاب وخوفًا من العذابات، فيتممون ما هو مكتوب في الناموس ويبلغون إلى المخلص خلال هذا المنهج. الرب وحده هو الذي يعرف من كان بيننا يصنع الخير لأجل ذاته، والذين على العكس يبحثون عنه خوفًا من جهنم].