في رموز العهد القديم نقرأ عن النذير الذي كان يُكرِّس نفسه طواعية للرب (عدد 6). وقبل أن يتكلَّم الكتاب عن العلامات الخارجية للنذير وما لا يفعله سلبيًا، فإن الكتاب يذكر أنه ينتذر للرب إيجابيًا 8 مرات. وهذا ما ظهر مع شاول الطرسوسي في أول لقاء له مع الرب في الطريق إلى دمشق، عندما ظهر له من المجد. فقال وهو مُرتعد ومتحيِّر: «يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟» (أع 6:9). ونحن إذا عرفنا قيمة المسيح الذي أحبّنا وأسلم نفسه لأجلنا، والذي ضحَّى بكل شيء لكي يُخلِّصنا، والذي رفَّعه الله وكلَّله بالمجد والكرامة، وهو هناك في يمين العظمة في الأعالي يحيا لأجلنا؛ فحينئذ لن نضنّ عليه بالولاء والتكريس، وسنشعر أنه يستحق أكثر كثيرًا مما نفعل لأجله، وبسرور سنُعطيه المكان الأول في حياتنا. ومن هنا تنبع الخدمة الحقيقية التي تُفرِّح قلب الرب وتُؤثِّر في الآخرين.