رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَدْ رَأَيْتَ يَا رَبُّ، لاَ تَسْكُتْ. يَا سَيِّدُ، لاَ تَبْتَعِدْ عَنِّي. 23 اسْتَيْقِظْ وَانْتَبِهْ إِلَى حُكْمِي، يَا إِلهِي وَسَيِّدِي إِلَى دَعْوَايَ. 24 اقْضِ لِي حَسَبَ عَدْلِكَ يَا رَبُّ إِلهِي، فَلاَ يَشْمَتُوا بِي. 25 لاَ يَقُولُوا فِي قُلُوبِهِمْ: «هَهْ! شَهْوَتُنَا». لاَ يَقُولُوا: «قَدِ ابْتَلَعْنَاهُ!». إذ أشهد داود الله على كل الظلم الذي حل به، يترجاه ألا يسكت، ولا يطيل أناته أكثر من هذا؛ لأن داود قد تعب ومحتاج لتدخل الله سريعًا؛ لينقذه. وهذا يظهر مدى معاناة داود، وكذلك مدى ثقته بالله، واتكاله عليه. استطاع داود الجبار أن يحول إساءات الآخرين نحوه إلى صلوات وتوسلات لله، فلم يغضب منهم أو يدينهم، بل التجأ لله، فزادت محبته له. إن داود يثق في قوة الله، ولكنه يرى الله صامت كأنه نائم، أو متغافل وغير منتبه لما يحدث مع داود، فيلح عليه؛ ليتدخل. وهنا تظهر أهمية اللجاجة في الصلاة - التي يحبها الله - لأنها دليل تشبث داود بالله وحده؛ لينقذه. إن داود يسلك بالاستقامة، وأعداؤه يظلمونه؛ لذا يطلب عدل الله، فيقضى ويحكم الله في طلباته حتى يرفع عنه الظلم. وكل من يسلك بالاستقامة هو إنسان يخاف الله، ويطلب تدخل الله، فينقذه ويمجده. يطلب أيضًا داود من الله أن يوقف استهزاء (هه) وشماتة الأعداء فيه؛ لأنهم ظنوا أنهم قد أفقدوه كل قدرة، وتمموا شهوتهم بالانتقام منه، فصار كالميت في نظرهم، وكأنهم ابتلعوه، ولكن رغم ضعف داود الظاهر أمام الناس ما زال قلبه قويًا، ثابتًا في الإيمان بأن الله سيتدخل وينقذه. |
|