عوقب زكريا بالصمت وظلَّ هكذا حتى ولادة يوحنا المعمدان. ولك أن تتصور معي هذا الكاهن، المعتاد على ترديد التسبيحات وتعليم الشريعة، وهو صامت لمدة تزيد عن تسعة شهور! أكان هذا سهلاً عليه؟ كلا، بلا شك. لكن هذا هو تأثير عدم الإيمان: إنه يُغلق الفم ويوقف الشهادة. ألا يحدث هذا معنا كثيرًا؟! أما الإيمان فهو يفتح الفم: «آمنتُ لذلك تكلمت» (2كورنثوس4: 13).
لكن من الجانب الآخر كان صمت زكريا لازمًا له، فقد كان عليه، قبل وصول العطية الإلهية، أن يقضي فترة في روح التأمل والشركة مع الله. كان عليه أن يصمّ أذنه عن البشر والعالم (وقد كان أصمًّا على أغلب الظن) ليتفكر في حكمة الله وقدرته وأمانته ووفائه بعهده. وما عليك سوى أن تقرأ تسبيحته لتكتشف ما كان يدور في ذهنه في هذه الفترة.