رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محضر الملك فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: مَا لَكِ يَا أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُعْطَى لَكِ ( أستير 5: 3 ) واحد من ألذ مشاهد الكتاب؛ مشهد دخول أستير إلى الحضرة الملَكية، ونوالها نعمة في عيني الملك، إذ يتشابه إلى حدٍ بعيد هذا المشهد مع دخولنا كمؤمنين إلى حضرة الله. ويمكننا أن نجد التشابه في النقاط الآتية: (1) فتاة ضعيفة: عندما نمعن النظر في أستير نرى الضعف مُجسَّمًا؛ فهي فتاة يتيمة، تحيا في كنف ابن عمها - أي لا أب ولا أم ولا إخوة. هذا بخلاف كونها غريبة ومَسبية، وشعبها مُحتقر ومنبوذ وقد بيعوا جميعًا للهلاك. نعم هي صورة لمساكين الأرض، وتضرُّعها للملك أشبَه بصلاة لمسكين إذا أعيا، وسكبَ شكواه قدام الرب (مز102). (2) ثياب مَلكية: «في اليوم الثالث لَبِسَت أستير ثيابًا مَلَكية ووقفت في دار بيت الملك الداخلية» ( أس 5: 1 ). هذا هو وجه الحقيقة الآخر، فهي مَن وَقَع عليها اختيار الملك لتكون زوجته لكونها نالت نعمة في عينيه. وهكذا نحن المؤمنون لبسنا ثياب الخلاص ورداء البر، وجُعِلنا ملوكًا وكهنة لله الآب. وكما نادى الملك أستير لا باعتبار وضعها السابق، بل كملكة، هكذا يرانا الآب في المسيح. (3) باب مفتوح: «أستير ... وقفَت في دار بيت الملك الداخلية مُقابل بيت الملك، والملك جالسٌ على كرسي مُلكِهِ في بيت الملك مُقابل مدخَل البيت. فلمَّا رأى الملك أستير الملكة واقفة في الدار نالت نعمةً في عينيهِ» ( أس 5: 1 ، 2). لقد رآها الملك دون أن تقرع الباب، مما يعني أن الباب مفتوح، وربما عدم وجود باب أصلًا. ألا يُذكِّرنا هذا بالثقة التي لنا بالدخول إلى الأقداس على حساب عمل شخص المسيح، إذ انشق حجاب الهيكل من فوق إلى أسفل. (4) قضيب ممدود: «فمدَّ الملك لأستير قضيب الذهب الذي بيدهِ، فدَنَت أستير ولمسَت رأس القضيب» ( أس 5: 2 ). مدَّ الملك قضيب الذهب لأستير. والقضيب يُشير إلى سلطان الملك، ودَنَت أستير لتلمس رأس القضيب، أيضًا لنا نحن أن نقترب إلى الله ونتلامس مع سلطانه، نأمَن برعاية القدير ونحظى بأعمال عنايته، فيا له من امتياز! (5) ملك عظيم: يظل أروع ما في المشهد عظمة الملك وغنى سخائه وشدة قدرته كصورة باهتة لمَن لنا فيه الثقة أنه مهما سألنا منه باسم المسيح يسمع لنا. فما أحلى الصلاة حين تكون دخولًا للحضرة الإلهية! وما أثقلها عندما تتحوَّل فرضًا دينيًا! . . |
|