رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في رفيديم: يقول الكتاب: "ثم ارتحل كل جماعة بني إسرائيل من برية سين بحسب مراحلهم على موجب أمر الرب ونزلوا في رفيديم، ولم يكن ماءً للشرب" [1]. وبأكثر تفصيل يتحدث في سفر العدد (33: 12-15)، أنهم ارتحلوا من برية سين إلى دفقة ومن دفقة إلى ألوش ومنها إلى رفيديم. في سفر الخروج أراد أن يتحدث عن رفيديم مباشرة بعد برية سين لكي يربط بين تجربة الشراب (الصخرة المتفجِّرة) وتجربة الطعام (المن والسلوى). أما سفر العدد فتحدث بأكثر تفصيل حيث يرى العلامة أوريجانوس أن لهذه البلاد معنى خاص يمس رحلة المؤمن في انطلاقه من العبودية إلى حرية مجد أولاد الله. فكلمة دفقة في رأيه تعني "صحة" ، وكأن النفس التي تدخل إلى إعلانات الله بحكمة وتمييز وتتنقى خلال التجربة (سين) تعبر إلى حالة السلام النفسي أو الصحة. أما كلمة ألوش ففي رأيه تعني "أعمال"، لهذا يقول: [لا تندهش من أن الأعمال تتبع الصحة، لأنه متى تمتعت النفس بالصحة كعطية من الرب تقوم بالأعمال بفرح وبغير ملل، فيقال لها: تأكلي تعب يديك، طوباكِ وخير لك (مز 128: 2) ]. وبعد الأعمال تنطلق إلى رفيديم، التي في رأيه تعني "التمييز السليم" أو "الحكم السليم"، حيث تحكم النفس روحيًا في كل شيء ولا يُحكم فيها من أحد (1 كو 2: 15). ويرى العلامة أوريجانوس أن الجماعة خرجت "بحسب مراحلهم" [1]، أي خرجت مقسمة إلى أربع مراحل بنظام وتدبير حسن، خرجت من سين حتى بلغت رفيديم، أي خرجت من التجربة بتدبير حسن حتى بلغت "التمييز الحسن" والحكم السليم؛ أو على حد تعبيره: [من يخرج من التجربة بتدبير حسن يظهر في يوم الدين سليمًا (ذا حكم سديد)، أو بصحة بغير جراحات التجربة، كما هو مكتوب في الرؤيا: من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله (رؤ 2: 7). من يدبر أموره بالحق (مز 162: 5) يبلغ الحكم السليم ]. |
|