منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 06 - 2023, 01:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

مزمور 89 | أين هو الوعد الإلهي؟




الإنسان كاسر الميثاق

لَكِنَّكَ رَفَضْتَ وَرَذَلْتَ.
غَضِبْتَ عَلَى مَسِيحِكَ [38].
بعد أن تحدث الله عن رحمته وأمانته في وعده أن يقيم نسل داود على كرسيه إلى الأبد، إذ لم يدرك اليهود ما يقصده الآب، فحسبوا هذا الميثاق يمس المملكة الزمنية لإسرائيل القديم بطريقة حرفية، لهذا نسمع صوتًا غريبًا يتجاسر ويحاجج الله كمن يحاكمه، ابتداء من هذه العبارة [38]، متسائلًا: أين هو الوعد الإلهي؟ إنه يلقي باللوم على الله.
لعل الموقف هنا يشبه ما ورد في (سفر الخروج 32)، حيث ألقى الشعب باللوم على الله عندما تأخر موسى على الجبل لاستلام الشريعة. عبد الشعب عجلًا مسبوكًا، وقالوا: "هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر" (خر 32: 4). لقد بَنَى هرون مذبحًا أمام العجل، بكروا في الغد، وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة، وجلس الشعب للأكل والشرب، ثم قاموا للَّعب، أي لممارسة رجاساتٍ وأمورٍ دنسة.
يرى البعض من هنا نجد صوت الرسل موجهًا إلى الآب
وكما يقول القديس جيروم إن الرسل يقولون هذا عندما نظروا المسيح قد أُسلم إلى أعدائه، وحيث ظنوا أن الآب قد نقض عهده معه، وسلمه للعار عند أقربائه، أي عند اليهود ورؤساء الكهنة. لقد رفع يمين مضايقيه الذين سلموه للموت، ففرح جميع أعدائه، أي بيلاطس والأمم واليهود.


نَقَضْتَ عَهْدَ عَبْدِكَ.
نَجَّسْتَ تَاجَهُ فِي التُّرَابِ [39].
في جسارة يُتهم الله أنه نقض عهده، وأنه نجس تاج من وعده بالملك الأبدي، إذ نزل به إلى التراب. لعل هذه كانت مشاعر اليهود خاصة عندما اقتيد يهوذا إلى السبي البابلي، إذ لم يكن في ذهنهم أن الله يسلم الهيكل للأعداء، وأورشليم مدينة الله للخراب، والملك الذي من سبط يهوذا للهزيمة أمام دولة وثنية.


هَدَمْتَ كُلَّ جُدْرَانِهِ.
جَعَلْتَ حُصُونَهُ خَرَابًا [40].
صورة مؤلمة إذ يشَّبه الدولة في هزيمتها
أمام العدو بكرمٍ فقد سياجه، وقطيع بلا حراسة.


أَفْسَدَهُ كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ.
صَارَ عَارًا عِنْدَ جِيرَانِهِ [41].
يصَّور العابرين على الملك وقد انهار، وقد تبددت دولته، فصاروا يسخرون: قائلين: هل هذا هو مسيح الرب؟ هل هذه هي المملكة الأبدية؟
هذا ما حدث حين عُلق السيد المسيح على الصليب، فكان حتى اللصان المصلوبان عن يمينه ويساره يعيرانه. كما كُتب عنوان علته بثلاث لغات: "ملك اليهود" كنوعٍ من السخرية به!


رَفَعْتَ يَمِينَ مُضَايِقِيهِ.
فَرَّحْتَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ [42].
ظن رؤساء الكهنة والكهنة والكتبة والفريسيون وغيرهم أنهم قد بلغوا كمال النصرة، وإن يمينهم قد ارتفعت على من حسبوه عدوهم ونالوا كل ما اشتهوه بصلبه وموته. فرحوا وتهللوا ولكن إلى حين.


أَيْضًا رَدَدْتَ حَدَّ سَيْفِهِ،
وَلَمْ تَنْصُرْهُ فِي الْقِتَالِ [43].
جاءت هذه العبارات وما بعدها تحمل نوعًا من العتاب، كما فعل موسى النبي، حين تضرع أمام الرب إلهه "وقال: لماذا يا رب يَحَمَى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويدٍ شديدة؟ لماذا يتكلم المصريون قائلين: أخرجهم بخبثٍ ليقتلهم في الجبال، ويفنيهم عن وجه الأرض؟ ارجع عن حمو غضبك، وأندم على الشر بشعبك. أذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك، وقلت لهم أكثر نسلكم كنجوم السماء، وأعطي نسلكم كل هذه الأرض التي تكلمت عنها، فيملكونها إلى الأبد" (خر 32: 11-13).
ما هو حد سيفه إلا كلماته، فقد بدا في وقت صلبه كأن كل كلماته وعظاته ذهبت هباءً بلا ثمر، وخدمته أشبه بمعركة انتهت بهزيمته.
رد حد سيفه ولم ينصره في القتال، إذ لم ينتفع اليهود بكلمة كرازته.
لم ينصره في القتال أو في المعركة، إذ صارت نفوس خدامه الأمناء في ارتباك بسبب موته.


أبْطَلْتَ بَهَاءَهُ،
وَأَلْقَيْتَ كُرْسِيَّهُ إِلَى الأَرْضِ [44].
يا للعجب! شمس البرّ الذي أشرق على الجالسين في الظلمة، ملك الملوك ورب الأرباب، صار مصلوبًا بين لصين، وقد أحصي معهما. هكذا ظن البعض أنه قد أنطفأ بهاءه، وسقط عرشه كما على الأرض.


أقَصَّرْتَ أَيَّامَ شَبَابِهِ.
غَطَّيْتَهُ بِالْخِزْيِ. سِلاَهْ [45].
يبدو الحديث هنا ليس عن ملكٍ معينٍ من ملوك يهوذا إنما عن مملكة يهوذا ككائنٍ، فإنها انتهت بالسبي البابلي، ولم تدم.
غير أن كثير من آباء الكنيسة يرون أن الحديث هو نبوة عن شخص السيد المسيح الذي كان البعض يتوقع أن المسيا الذي يقيم مملكة أرضية تدوم في هذا العالم إلى الأبد، وقد فوجئوا بصلبه!
هذا هو صوت التلاميذ عنه، غير مدركين أنه يقوم من الأموات. بمثل هذه التعليقات كان الرسل يلومون الآب ظانين أنه لن يعود من الهاوية.
6. استغاثة

حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ تَخْتَبِئُ كُلَّ الاِخْتِبَاءِ؟
حَتَّى مَتَى يَتَّقِدُ كَالنَّارِ غَضَبُكَ؟ [46]
كأن الكنيسة وقد شاهدت موت المسيح تصرخ: إلى متى تغضب، فلا تدعوه أن يعود من بين الأموات؟


اذْكُرْ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ.
إِلَى أَيِّ بَاطِلٍ خَلَقْتَ جَمِيعَ بَنِي آدَمَ؟ [47]
يبدو أن الكاتب إذ رأى انهيار مملكة يهوذا، انهارت معه كل أحلامه، أنها مملكة أرضية لكنها تدوم إلى الأبد كوعد الله مع داود.
وينطبق هذا بالنسبة للذين ظنوا في المسيا ملكًا أرضيًا يسود كل الأمم والشعوب لحساب إسرائيل، فانهاروا بصلب يسوع المسيح.


أَيُّ إِنْسَانٍ يَحْيَا وَلاَ يَرَى الْمَوْتَ؟
أَيٌّ يُنَجِّي نَفْسَهُ مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ؟ سِلاَهْ [48].
يميز القديس جيروم بين قول المرتل: "أي إنسان يحيا ولا يرى الموت؟!" (مز 88 [89]:48)، وما جاء في حزقيال النبي: "النفس التي تخطئ هي تموت" (حز 4:18)، قائلًا إن هناك فارقًا بين رؤية الموت وتذوقه، فإن [من يرى، يراه بالتأكيد لكنه قد لا يتذوقه، ومن يتذوقه بالضرورة يراه.] يقصد بهذا كل البشرية -الأبرار والأشرار- ترى الموت، موت الجسد، لكن من كانت نفسه مقدسة في الرب يرى موت جسده دون أن يذوق الموت، إذ هو حامل قوة قيامة المسيح عاملة فيه.
في موضع آخر يميز القديس جيروم بين رؤية الموت وتذوق الموت. فكل البشر يرون الموت، لكن ليس جميعهم يذوقون الموت. يقول السيد المسيح: "الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة" (مر 9: 1).
* من يرى (الموت) يرى بالتأكيد، لكنه ليس بالضرورة يذوقه. وأما من يذوقه فبالضرورة يراه... أنا رأيت امرأة جميلة. اشتقت إليها بكياني، لكن مخافة الله سحبتني من الشهوة. لقد رأيت الموت ولم أذقه. لكن إن حدث أن نظرت إليها واشتهيتها أكون قد ارتكبت الزنا بالفعل في قلبي. انظروا لقد ذقت الموت!
القديس جيروم


أَيْنَ مَرَاحِمُكَ الأُوَلُ يَا رَبُّ،
الَّتِي حَلَفْتَ بِهَا لِدَاوُدَ بِأَمَانَتِكَ؟ [49]
اذْكُرْ يَا رَبُّ عَارَ عَبِيدِكَ الَّذِي أَحْتَمِلُهُ فِي حِضْنِي،
مِنْ كَثْرَةِ الأُمَمِ كُلِّهَا [50].
الَّذِي بِهِ عَيَّرَ أَعْدَاؤُكَ يَا رَبُّ،
الَّذِينَ عَيَّرُوا آثَارَ مَسِيحِكَ [51].
جاءت هذه التعييرات الخارجة من إنسانٍ تجاسر ليتهم الله بأنه لم يمارس مراحمه الأبدية، ولا حفظ القسم والميثاق مع داود [49]، وقد ارتضى أن يحل العار من كل الأمم على شعبه، وأن يعيره أعداؤه [50-51]. هذا سواء عندما شاهد سبي يهوذا بواسطة بابل أو موت المسيح.
لقد تحقق هذا العار على السيد المسيح بصلبه، فقد قيل على لسانه: "تعييرات معيريك وقعت عليّ" (مز 69: 6).


مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَى الدَّهْرِ.
آمِينَ فَآمِينَ [52].
هذه هي تسبحة الكنيسة وقد قام المسيح من بين الأموات،
وخرج من الهاوية غالبًا ومنتصرًا لحسابها!
من وحي مز 89

لتملك يا مخلصي في أعماقي!

* إلهي، وعدت أبي داود أن تقيم
من نسله من يملك إلى الأبد!
صرت بتجسدك ابنًا لداود،
وها أنت قد ارتفعت على عود الصليب.
مزقت الدين الذي عليَّ،
وسحقت إبليس الذي استعبدني،
وأقمت مملكتك في داخلي.
* عيناي تتركزان على صليب حبك.
تتغنى أعماقي بحبك ومراحمك.
تهبني سكناك، فينطلق لساني بحقك.
حوّلت قلبي إلى سماءٍ جديدةٍ تحمد عجائبك.
وتلهج أعماقي بحقك إلهي في جماعة القديسين.
* صارت حياتي أشبه بسحابة خفية منيرة،
تعتز بك، وتحملك كمركبةٍ سماويةٍ.
تعلن مهابتك وجلالك وبهاءك فيّ!
يا رب، ماذا أطلب بعد؟
* إن كان العالم بكل أمواجه يثور عليّ.
فأنت المتسلط على كبرياء البحر.
تقول كلمة، فتطيعك الأمواج والعواصف.
تتحول تجارب العالم وضيقاته
إلى أكاليل مجد أبدية!
هوذا إبليس المتكبر يربض كالتنين،
يود أن يبتلعني،
لكنك يا كلي التواضع تهبني بروحك
القدوس جناحين، فأطير كما إلى السماء!

كيف يقدر العدو أن يفترسني،
مادام روحك الساكن فيّ،
يهبني القوة، ويرفعني كما إلى السماء.
ويعلن في داخلي برَّك وحقك!
* كيف اضطرب من لوياثان الرابض في المياه،
وقد حوّلت حياتي إلى حفلٍ متهللٍ،
يُسمع فيه هتاف الروح.
ويتلألأ نورك في أعماقي، وتتبدد كل مرارة وظلمة!
* بماذا أتغنى فأنت فخر قوتي،
أنت سلاحي الأبدي،
أنت ملكي ومقدسي.
أنت هو صخرة خلاصي!
إلى الأبد لن أنسى رحمتك،
متمسكًا بعهدك وميثاقك العجيب!
* إن كنت اشتكي لك من ضعفاتي،
فنعمتك تسندني،
وتعطي عذوبة لوصياك.
تفتقدني بمراحمك حتى وسط تأديباتك لي!
تحوط حولي بسياج حبك،
فلا أكسر الوصية، ولا أنقض عهدك!
مبارك أيها الملك الأبدي القدوس.
إلى الأبد نقدم لك ذبائح شكرٍ لا تنقطع!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الوعد الإلهي في القديم (تكوين3: 15)
مزمور 91 | الوعد الإلهي بخلاصه
تحقيق الوعد الإلهي في الكتاب المقدس
الحمل ثقيل دون الوعد الإلهي
الوعد الإلهي: مبارك شعبي مصر


الساعة الآن 08:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024