|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا قدم لها الله؟ "فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك، ومسحتك بالزيت. وألبستك مطرزة ونعلتك بالتُخس وأزرتك بالكتان وكسوتك بزًا، وحليتك بالحلي، فوضعت إسورة في يديك وطوقًا في عنقك، ووضعت خزامة في أنفك وأقراطًا في أذنيك وتاج جمال على رأسك، فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز، وأكلت السميذ والعسل والزيت، وجملت جدًا جدًا فصلحت لمملكة، وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب" [9-14]. إنها صورة رائعة لعمل السيد المسيح معنا. خاصة من خلال مياه المعمودية المقدسة ومسحة الميرون وسر الإفخارستيا، وقد سبق لنا تفسير هذا النص في كتابنا "الروح القدس بين الميلاد الجديد والتجديد المستمر". لقد دخل بها إلى مياه المعمودية المقدسة لكي يغسلها من دماء خطاياها [9]. وكما يقول القديس أغسطينوس: [بميلادنا من الماء والروح القدس نتطهر من كل خطيئة، سواء كانت من آدم الذي به خطيء الكل أو بفعلنا وقولنا، لأننا نغتسل منها في المعمودية ]. يدهنها بزيت المسحة المقدسة فتصير بروحه القدوس في ملكيته، لها ختم الروح. يلبسها ثياب البرّ، تحتذي لتسلك طريق الله. تلبس الكتان علامة النقاوة والطهارة، والبز علامة البرّ. يقدم لها حليًا ليست من هذا العالم، لكنه عربون الروح الذي يكسب النفس جمالًا، يضع أسوره في يديها وطوقًا في عنقها وخُزامة في أنفها وأقراطًا في أذنيها وتاج جمال على رأسها، ما هذه إلا أعمال الروح القدس في حياتنا الداخلية إذ تقدس كل حواسها وطاقاتها لحساب الملكوت، فتمتد يدها للعمل بلا كسل، وينحني عنقها لحمل أثقال الآخرين بفرح، وينفتح أنفها لتشتم رائحة السماء وتتزين أذناها بسماع الوصايا الإلهية، أما تاج جمالها فهو السيد المسيح نفسه الذي يملأ فكرها ويدبر كل تصرفاتها. هذا هو عمل الله فينا! إنه يقدم لنا الذهب والفضة، أي يقدم لنا "الحياة السماوية" التي يُشار إليها بالذهب، وكلمة الله التي هي مصفاة سبع مرات كالفضة. يشبع نفوسنا بالجسد المقدس ولا يتركنا جائعين إلى شيء! بهذا تجمل النفس جدًا جدًا وتصلح أن تدخل مملكة عريسها كملكة مزينة ببهاء عريسها الكامل الذي يسكبه عليها، ويصير لها اسم هو اسم مسيحها القدوس. |
|