تشير عبارة "تُعَظِّمُ الرّبّ نَفْسي" إلى نَشيد مَريَم العذراء لتمجيد الله عمَّا سيعمله للعَالَم من خلالها. ويُعلق القدّيس فرنسيس دي سال قائلاً: "اعترفت مَريَم بأنَّ سعادتَها كلَّها نابعةٌ من الله الذي "نَظرَ إِلى تَواضُعِ أمَتِهِ"، فرتّلت ذلك النَّشيدَ الجميلَ والرَّائعَ، "تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرّبّ" (In Ephata، الجزء الأوّل). إنَّها تُشيد بعظمة الله وسخائه نحوها (لوقا 1: 46-49)، وهذا النشيد هو اعتراف بعظمة الله بشكل موضوعي: الله هو عظيم، والعظمة هي فقط لله. يُعلق القدّيس العلامة أمبروسيوس قائلاً: " لقد تعظّم الرّبّ، لا لأنّ الصَّوت البشريّ أضاف له شيئًا، بل لأنّه تَعظَّم فينا، ولأنَّ "صَورة الله هي المسيح" (2 قورنتس 4: 4). لذلك، إذا عمل أحدنا برحمةٍ وعدل، فهو يُعظّم صَورة الله -الذي خلقه على مثاله– وهكذا بتعظيم هذه الصَّورة، يُرفع بنوع من المشاركة بعظمة الله" (مقالة في إنجيل القدّيس لوقا، الكتاب 2). وهذا النَّشيد هو أوَّل نشيد احتفظ به لوقا الإنجيلي حيث تنشد مَريَم شكرها (لوقا 1: 46 -50) وشكر شعبها (لوقا 1: 51-55)، بعد أن تمَّت مواعيد العهد ويليه نشيد زَكَرِيَّا (لوقا 1: 68-79)، ونشيد الملائكة (لوقا 2: 14) ونشيد سمعان الشيخ (لوقا 2: 29-32). ويلخص كتاب التَّعليم المسيحي الكاثوليكي صلاة العذراء بقوله "إن نشيد مَريَم: "تُعَظِّمُ الرّبّ نَفْسي" هو في آنٍ واحدٍ نشيد والدة الإله ونشيد الكنيسة، نشيد ابنه صهيون وشعب الله الجديد، ونشيد شكر لملء النِّعم التي أفيض في تدبير الخلاص، ونشيد "المساكين" الذين تحقق رجاؤهم بإنجاز ما وعد به إباؤنا "إبراهيم واسحق ويعقوب إلى الأبد"ُ (التَّعليم المسيحي الكاثوليكي، رقم 2619).