رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
37فسَمِعَ التِّلْميذانِ كَلامَه فتَبِعا يسوع " تَبِعا " في الأصل اليوناني ἠκολούθησαν فتشير إلى سير التلميذين. وراء يسوع، الماضي إلى مصيره دون توجيه أيّ كلمة منهما. يستمر يسوع في سيره أيضًا دون أنّ يوجه كلام لهما. بما أنَّ يسوع يمشي في الطريق، ارتسمت حركة منذ الآن. توقف هنا اندراوس ويوحنا الحبيب عن مرافقة يوحنا المعمدان ويبدأن من تلك الساعة، بالسَّير وراء يسوع، لانَّ الاستماع وحده لا يكفي، نحن نُصبح تلاميذ عندما نستمع لمن يتحدَّث إلينا، ونذهب تجاهه، ونقيم علاقة معه، كما جاء في تعليم يسوع: " إِنَّ خِرافي تُصْغي إلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني" (يوحَنَّا 10: 27). كان فعل "تبع" في الدِّين اليهودي في القرن الأول، يتضمَّن عادة التَّوقير والطَّاعة ومختلف الخدمات المُترتّبة على تلاميذ الرَّابيين نحو معلميهم. ومن هذا المنطلق، إتباع تلميذي يوحَنَّا المَعْمَدان ليسوع دلالة على انهما صارا تلميذين من تَلاميِذه، مما يدل أنَّ رسالة يوحَنَّا المعمدان قد أنجزت وخاصة "يَذهَبُ إِلى يسوع جَميعُ النَّاس" (يوحَنَّا 3: 26)، وحان الوقت ليوحنا المَعمدان للتلاشي والاختفاء. تبع التِّلميذان يسوع، لا كسامعيَن فقط، بل كمعاونَين وشاهدَين لملكوت الله وعامِلين في حصاده (متى 10: 1-27)، يلازمان شخصه. ويقتضي إتِّباع يسوع أيضًا حَمْل الصَّليب كما صرّح يسوع "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني، "(متى 16: 24). إنّنا نجهلُ إلى أين يريد أن يقودنا يسوع على هذه الأرض، وليس علينا أن نسأله قبلَ الأوان. يكفينا أن "نَعلَمُ أَنَّ جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَ الله" (رومة 8: 28)، وبأنّ الدُّروبَ التي يخطّها الرَّبّ تسيرُ بنا إلى الحياة الأبديّة. |
|