* يلزمنا أن نخاف لئلا يُوجه إلينا توبيخ النبي العنيف: "كلاب بُكمْ لا تقدر أن تنبح" (إش 56: 10). بواسطة نباح الكلاب وعصا الراعي تُقاوم ضراوة الذئاب. الآن بالتأكيد لا يُسام الكهنة ليكونوا وكلاء حقول أو زارعين للأراضي، وإنما أن يكونوا فلاحي نفوس، الأمر الذي يتحدث عنه الرسول بكل تأكيد عندما قال: "أنا غرست وأبلوس سقى". وأيضا قال: "نحن عاملان مع الله، وأنتم فلاحة الله" (1 كو 3: 9). يلزم أخذ هذه الحقائق بخوفٍ عظيمٍ بواسطة جميع الكهنة الذين لا يستطيعون أن يجهلوا الناموس الإلهي والنظم القانونية، وذلك كقول الرسول: "إن كان أحد ينتمي للرب فليعلم ما أقول، ولكن إن يجهل أحد فليجهل" (راجع 1 كو 14: 37-38). لهذا السبب لتخشَ تمامًا ما قاله الرب بالنبي: "سُبي شعبي لعدم المعرفة" (إش 5: 13). علاوة على هذا: "من يحوِّل أذنيه عن سماع شريعة الرب فصلاته مكرهة" (أم 28: 9). "لأن شفتي الكاهن تحفظان معرفة" (مل 2: 7). مكتوب عن ثياب الكهنة أنهم عند دخولهم الهيكل يلزم أن توجد أجراس ذهبية على أطراف الثياب. ما هذه سوى أنه عند دخول كل كهنة الرب الكنيسة لا يتوقفوا عن الصراخ، أي عن الكرازة بالأمور الأخروية، أي نهاية العالم والدينونة العتيدة. فبإعلانهم المستمر عن مكافآت الأبرار وعقوبات الأشرار، يحثون الصالحين إلى ما هو أفضل، ويردون الأشرار عن تصرفاتهم الخاطئة خلال الخوف من الدينونة العتيدة.