|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا الله الآب الصالح خالق كل الخلائق ما يُرى وما لا يُرى الكائن بذاته بغير بداية منذ الأزل والدائم إلى الأبد كلي القدرة والمجد والحكمة الينبوع الحي المولود منه الابن الوحيد أقنوم الحياة المساوي له في الأزلية والالوهية والمجد والكرامة. والمنبثق منه الروح القدس روح الحياة والحكمة والفهم روح المشورة والقدرة روح المعرفة والعلم. الله الآب القدوس الذي من أجل الصلاح وحده، خلقت كل الخليقة من العدم بابنك الوحيد حكمتك وقوتك. وأوجدت كل شئ بحكمة عظيمة وترتيب عجيب. خلقت الكواكب والأفلاك وأسست الأرض من اجل الإنسان: البحار والأنهار والينابيع والزروع والطيور والحيوانات والبحريات. ونظمت الحياة بقوانين منضبطة للغاية: الجاذبية والحركة والرطوبة والحرارة ودورة الحياة وقوانين التوازن البيئي. خلقت كل الخليقة بكثرة وأنواع وفصائل وتنوع عجيب يدل على جمالك الأسمى وعقلك الجبار وقدرتك اللانهائية. كل هذه الخليقة العجيبة والجميلة والمتنوعة في تناسق مثير للعجب والتأمل، كل هذا خلقته من أجل الانسان الذي هو تاج خليقتك وموضوع محبتك. وعندما خلقت الانسان، خلقت شخصًا واحدًا هو ادم الانسان الاول، وكانت كل ذرية البشر فيه، حتى زوجته حواء امنا الأولى. وذلك لانك أردت ان يكون الإنسان أيقونة لك يحمل في طبيعته الوحدانية مع التعدد والتعدد في الوحدانية. ووضعت الإنسان في موضع رائع هو فردوس النعيم وسلطته على كل الخليقة التي صنعتها من أجله على كوكب الارض. ولأن الإنسان هو خليقتك المميزة والمحبوبة وهو صورتك في العقل والحكمة والقداسة والسلطان والقدرة والحياة والخيرية والإنتاج والحرية والأبدية. ولئلا يظن الانسان في نفسه انه الإله الخالق وينفصل عن ينبوع أبوتك أعطيته وصية بسيطة جدًا وهى انك منعته من الأكل من غرس واحد من وسط ملايين الأشجار. وكان من المفترض ان الإنسان يحفظ الوصية فيحيا في الفردوس حياة سعيدة تليق بالقديسين في شركة مقدسة معك، مع وعد بالحياة الأبدية في السماء. لكن، وبسبب نعمة العقل التي منحتها للإنسان، وبالتالي نعمة الحرية اختار الانسان بارادته ان يخالف وصيتك المقدسة وينعزل عنك مريدًا أن يكون (كإله) بمشورة ابليس الحية القديمة اللعينة فانفصل عنك الانسان ومات ودخله فساد الطبيعة. وفقد كل الامتيازات التي تميزه عن باقي الخلائق غير العاقلة بصفته صورة الله وخليقته المحبوبة. فقد الحكمة والتعقل والسلطان والحرية والخيرية وصار الانسان مائلًا للشر والجهل ومقيدًا بقيود الخطية والموت. كنا -نحن البشر جميعًا - في ادم حينما خلقته فصرنا مخلوقين فيه. وكنا في ادم حينما أخطأ وعصا فصرنا خطاة وعصاة فيه. وكنا فيه لما مات وفسد فصرنا مائتين وفاسدين فيه. سقطنا من الحياة الأبدية في ادم، ونفينا من فردوس النعيم. وصارت الطبيعة البشرية منحدرة إلى الفساد والعدم الذي هو طبيعتها الأصلية؛ بسبب انفصالها عن مصدر وجودها وحياتها الذي هو انت يا الله القدوس. ولكنك في تحننك وصلاحك غير الموصوف اشفقت على جبلتنا ودبرت لها بعنايتك الخلاص من كل ما أصابها في آدم. هذه الخليقة الجميلة التي تشوهت وفسدت لم يكن أي أحد قادر على إصلاحها الا الخالق الجبار؛ لذلك أرسلت ابنك الوحيد الكلمة الذي خلقتنا به في الأصل؛ ليعيد تشكيل وصياغة كياننا فيه. اتخذ له ناسوتًا مساويًا لنا بالكمال ما خلا الخطية وحدها. اتخذه من أم عذراء طاهرة بدون زرع بشر ولا فساد ليكون رأسًا جديدًا لبشرية جديدة. وليكرس نظامًا جديدًا لميلاد جديد بدون زواج أي بالمعمودية. وصار ابن الله ابن إنسان ليجعل ابناء البشر ابناء لله فيه. |
|