منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 10 - 2018, 05:37 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,302

القديس فرنسيس الأسيزي
القديس فرنسيس الأسيزي
حياة القديس فرنسيس الأسيزي
**************************

فرنسيس هو ابن أحد تجار الأقمشة الأغنياء في مدينة أسيزي الإيطالية، ولد عام 1180.
في أول شبابه كان فرنسيس يعيش حياة الترف. وقد نال قسطه من التعليم، واشترك في الحرب بين مدينتهِ أسيزي ومدينة بيروجا، فأُخِذَ فيها أسيراً، عانى خلالها من مرضٍ شديد، ربما كان أول سبب لبدء تغيير حياته.…


مرّة سمع كلام الانجيل في القداس: واحدة تنقصك بعد، بِع جميع ما تملك ووزعه على الفقراء، فيكون لك كنز في السموات، وتعال فاتبعني (لو: 18-22)
فقرر التخلّي عن كل ثروته وتوزيعها على الفقراء، وقرّر الاهتمام بالمرضى والبرص.
كان لا يخاف من الاقتراب وتقبيل البرص والمرضى الذين كانوا يشفون فوراً، عندما يلمسونه.

لكن هذا الامر لم يرق لوالده الذي كان يرى أمواله تُنفَق للصدقة، فثار على ابنه طالباً من أسقف أسيزي أن يقف حَكَماً بينهما. وهناك وفي ساحة أسيزي، خلع فرنسيس ثيابه، وأعطاها لوالده معلناً تخلّيه عن حقوقه البنوية وتكريسه الكامل للآب السماوي.
منذ ذلك الوقت اتَّخذَ لباس النسّاك وانتقل إلى جبل ممضياً وقته في خدمة الفقراء والبرص. في عام 1209، وخلال أحد القداديس، وبعد أن اصغى إلى انجيل متى 10 / 5 ـ 14 (البشارة والتخلّي) هتف بفرح: “هذا ما كنتُ أريد، هذا ما كنتُ أبتغي بكل قلبي”، فتخلّى فرنسيس عن ثياب النسّاك وقرر الرحيل دون أي ممتلكات كي يعلن بشارة الإنجيل للجميع.


مرّةً كان يتأمّل المصلوب في خلوةٍ له في الكنيسة، سمع صوتاً يقول له: إذهب ورمّم كنيستي.
قام وجمع التبرعات وأخذ من وقتها بناء الكنائس المهدّمة، ولكن بعد الصلاة والتأمل أدرك ان الرب قد قصد ب”كنيستي”: البشر وليس والحجر. ففهم أن الناس هم الذين بحاجة الى مساعدته.


بعد أن عاد إلى أسيزي وبدأ التبشير بالإنجيل متجولاً، تجمَّع حوله عدد من الشبَّان الذين تأثَّروا بنمط حياتهِ وبقداستهِ، فتمثَّلوا به تاركين كل شيء من أجل اتّباع المسيح. في عام 1210، ذهبت الجماعة الجديدة إلى روما لمقابلة البابا إنوشينسيوس الثالث الذي وافق على طلبهم في عيش نمط الحياة هذا (مع العلم بأن الرهبان في ذلك الوقت كانوا جميعهم نسّاكً في الأديرة). وهكذا وُلِدَت الرهبنة الفرنسيسكانية الأولى.
وفي عام 1212 وبعد أن سمعت كلارا الأسيزية عظة فرنسيس قرّرت هي أيضاً أن تترك كل شيء لتعيش فضيلة الفقر لأجل ملكوت الله، وهكذا نشأت الرهبنة الفرنسيسكانية الثانية، أو راهبات القديسة كلارا.

حصلت على يده الكثير من الأعاجيب والشفاءات، منها انه كان يتكلّم مع الطيور والحيوانات ويخبرها عن الله، ويدعوها الى أن تمجّده وتشكره، ولم تكن تبتعد عنه الا بعد أن تنال بركته…

في عام 1212 سافر فرنسيس إلى الأراضي المقدسة.
بعد سنتين عاد فرنسيس إلى إيطاليا لكنه وجد الجماعة منقسمة وقد ظهرت فيها خلافاتٍ حادة حول طبيعة الروحانية التي كان من المفترض عيشها؛ ففضَّل أن يستقيل من مهمَّته كخادم عام للرهبنة.

في أيلول (سبتمبر) عام 1224 اعتزل فرنسيس في جبل “فيرنا” ليُصلّي، وبعد صوماً دام أربعين يوماً، نال من الله نعمة سمات المسيح المصلوب أي الجروح المقدسة في يديه ورجليه وجنبهِ، وقد بقيت حتى وفاته بعد سنتين.
بعدها نُقِلَ فرنسيس إلى أسيزي حيث مكثَ هناك، قاضياً آخر فترة من حياته بعناء المرض وقد فقد بصره. وقبل موته طلب من رهبانه أن يذهبوا به إلى كنيسة سيدة الملائكة هناك حيث اكتشف الدعوة الإنجيلية للمرة الأولى، وأن يضعوه عارياً على الأرض العارية ليشابه المسيح الفقير والمصلوب في موته بعد أن كان شبيهاً له في حياتهِ، وهناك في جوٍ من التقوى الممزوجة بالألم والعزاء انتقل الأب القديس إلى السماء في يوم 4 تشرين الاول من عام 1226. أعلن قداسته البابا غريغوريوس التاسع بعد عامين من وفاتِهِ.

في عام 1214 كتبَ فرنسيس “نشيد الخلائق” الذي يُعتَبَر أحد الوثائق الأكثر أهمية في تاريخ الأدب الإيطالي، حيث يُرجِع المؤرخون إليه بوادر نشوء هذا الأدب. وهو عبارة عن نشيد نثريّ فيه يدعو القديس كل الخلائق لتسبيح الخالق.



رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2018, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,302

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس فرنسيس الأسيزي

القديس فرنسيس الأسيزي 1182-1226

القديس فرنسيس الأسيزي

Saint Francesco D'assisi واحد من أعظم القادة الدينيين الذين كانوا فرسان العصور الوسطي في عالم المعرفة الروحية،

ولد في مدينة اسيس (أسيسي أو أسيزي) في عام 1182 وكان أبوه واحد من كبار تجار المنسوجات، في منطقه وسط إيطاليا وكانت أمه فرنسية أخذ عنها حب الموسيقي والغناء،

وعلى الأخص أناشيد الفروسية التي كان يتغنى بها الشعراء المتجولون كان اسمه الأصلي يوحنا برنادون، أطلق عليه اسم فرانز ومعناه الرجل الفرنسي ربما لتعاطفه مع الجنس الفرنسي أو حبه للروايات الفرنسية.

وقد اشتهر في أول عهده بالإسراف في أنفاق المال ومنافسة أبناء النبلاء في الأناقة وحب الملبس الفاخر لكنه منذ البداية كان محباً للفقراء والمساكين ويمكن انه كان ذات يوم مشغولاً ببيع المنسوجات لأحد تجار المدينة

فمر به شحاذ يطلب إحسانا فلما فرغ من البيع كان الشحاذ قد مضي وتركة فما كان من فرانز ألا انه ترك تجارته وبضاعته وراح يركض في الطرقات بحثاً عن هذا الشحاذ وما أن وجده حتى أعطاه مالاً كثيراً

ولما كبر فرانز (فرنسيس) انخرط في سلك الجيش وانضم إلى جماعات المحاربين الذين كانوا منتشرين في مدينه اسيسي فكان أشجع فرسان عصره.
شبابه أصيب بمرض شديد وبينما هو يتألم في فراشة سرح بفكره في السيد المسيح وانتابه نشاط ديني جعله ينشغل بالله ويتجه إلى إظهار نشاط كبير في خدمه المحتاجين وبدلا من الاتجاه إلى أشبه ميوله نحو الفروسية
وجه كل اهتمامه نحو المنبوذين والبؤساء وبالأخص المصابين بالبرص عندما كان الناس يأنفون منهم. ويقال لن كان ذات مرة يمتطي جواده وأثناء مروره في أحد الشوارع قابل إنسانا أبرصاً، ففكر في أن يرجع من الطريق الأخر ولا يري الإنسان،

ألا انه عاد إلى نفسه ليقاوم هذا ألا حساس وقفز بحصانه إلى الإمام وما أن اقترب من هذا الأبرص حتى نزل من ظهر حصانه وركض نحو الرجل وقدم له شيئاً من المال ولكنه أحس بأنه لم يفعل شيئاً يستحق الذكر فعاد إلى الرجل واحتضنه وقبله.

وذهب بعد ذلك إلى مستشفي للبرص في أسيسي واشترك في إسعاف نزلائها وتعامل معهم لأمراض يأنف منهم الناس ولكن كأخوة في المسيح وكان غريباً في تلك الأيام، يهتم الناس بالبرص أو يظهروا لهم الحنان.

كذلك اظهر فرانسز اهتماماً عظيماً بتعمير بعض الكنائس القديمة المهدمة والمهجورة وهو بهذه الإعمال كان يعبر عما يعتمل في نفسه من شوق غامر ورغبه عارمة في خدمه الله.

وقد غضب عليه أبوه وحاول، يمنعه من هذه الخدمة التي كان قد كرس نفسه لها ولكنه فشل في منعه واستمر في خدمته فاعتبره أبوه عاقا أو أصابه مس من الجنون.

ولكن فرانسز أعلن هذه في مال أبيه وممتلكاته وراح يجول العالم كرجل فقير.



توجه بعد ذلك إلى إحدى الكنائس وفي أثناء خدمته سمع الكاهن يردد الجزء من الإصحاح العاشر من بشارة القديس متي البشير والخاص بإرسال يسوع تلاميذه إلى العالم لكي يكرزوا ببشارة الملكوت فاعتبرها فرانسز دعوه خاصة موجهه إليه من الرب رأسا فأطاعها في الحال.

ومع انه كان علمانياُ ألا انه راح يعظ في المدينة بطريقه فعاله ومؤثرة لأنه كان يقدم للناس المسيحية في بساطتها وكان الفعل الأكبر في تأثيره علي سامعيه راجعاً إلى إخلاصه ومحبته ليسوع خاصة عندما رآه الناس

وقد تخلي عن كل إراداته وأمواله ومقتنياته وملابسه الأنيقة الفاخرة، حتى أصدقاءه هجرهم وراح يتجول مرتدياً جلباباً من الصوف الأحمر وحول حقويه منطقه من جلد.. ورغم هذا الحرمان الذي فرضه علي نفسه لم ينقصه شئ من فرحه وغبطته وخفه روحه هذه الخصال كلها جذبت الناس إليه والي طريقته في خدمه السيد المسيح.

كثافة خدمة القديس فرنسيس الأسيزي:

انضم إلية اثنان من آهل بلدته وبعد فترة قصيرة التف حوله عدد من الشبان الذين تنافسوا علي الخدمة ومعرفه الرب يسوع وكان أحدهم تاجراً باع كل ما يملك أعطاه للفقراء واختار أن يحيا حياة الفقر الاختياري،

التي فرضها فرانسز علي نفسه وبعد ذلك راح يفكر في تكوين أخواته يحيا أفرادها معا ويكرسون دواتهم لخدمه أخواتهم الإنسانية باسم المسيح وقد بدأ تكوين الأخوية الفرنسيسكانية في عام 1209 أو 1210 بعد، حصل فرانسز من البابا انوسنت الثالث علي موافقته المبدأية علي نظام جماعته.

ومنذ البداية أعلن فرانسز لاتباعه انه لا يريدهم، يعتزلوا في الدير ولا انهم يركزوا اهتمامهم علي خلاص أنفسهم فقط ولكن عليهم أن يذيعوا بين الناس محبه المسيح

فراحوا يتجولون من قريه إلى أخرى ومن مدينه إلى مدينه يذيعون الأنباء السارة (الإنجيل) بين الناس مقتدين بسيدهم الذي كان يجول يصنع خيراً.

فخدموا الفلاحين في قراهم والتجار في ساحات أسواقهم، وسكان المدن في مجتماعتهم، ووجهوا عناية خاصة للمرضي بالبرص ولم يكن مصرحاً للراهب الفرنسيسكاني أن يمتلك أكثر من عباءة ورداء وكتاب مقدس وقلاية في دير

وكانوا يكرهون المال كراهية شديدة ربما كان ذلك بسبب الضربة القاصمة التي أصابت رجال الدين في تلك الأيام ورد فعل لها بسبب حبهم للمال ويحكي، واحداً من هؤلاء الرهبان جاء مرة ومعه قطعه من النقود فما أن رآها القديس فرانسز معه حتى أخذها منه، وبعد أن نظر أليها بازدراء القي بها في روث البهائم.

كان فرانسز ورفاقه يسيرون جماعه معاً مهللين مترنمين بمحبة الله، فكانوا يجذبون الناس إليهم وعرفوا بين الناس برجال الله الفرحين، وقد استمدوا هذا الفرح من رئيسهم الذي كان دائماً هكذا.

في ذلك الوقت كان المسيحيون منشغلين بالحروب الصليبية ضد العالم الإسلامي، بسبب وضع يده علي الأماكن المقدسة المسيحية وفي غمره هذا النزاع نسي المسيحيون واجبات الكنيسة كما نسوا أن المسيح يحب ولا يكره بينما لجأوا هم إلى الاقتتال!

لكن فرانسز نادي بوسيلة أخرى غير هذه وغامر بالوقوف في وجه هذا التيار الجارف. وكان يقول: "ماذا نجني من وراء قهر السلطان؟ ولماذا لا نكسبه بالمحبة بدلاً من القتال؟"

وفي عام 1218 أبحر مع جماعة من رفاقه حاملين دعوة الحب والسلام فنزل إلى مصر وانضم إلى جيش الصليبيين وكانوا يومئذ في حملتهم الخامسة وذات يوم تسلل خفية.

إلى معسكر المسلمين هو وأخ أخر له، وكان الاثنان يعلمان تماما مدي خطورة هذه المغامرة لكنها تشجيعاً وتقدماً في هدوء وفي أثناء سيرهما كانا يردد، ك

لمات المزمور الثالث والعشرين " الرب راعي فلا يعوزني شئ.." وفجاه وقعا في اسر العرب فقيدوهما بغلظة وراحوا يوقفونها أمام ضابط الجيش واحد ابعد الأخر بدعوى أنهما جاسوسين وباستجوابهما أجاب فرانسز لم يرسلنا أحد من البشر لكن الله هو الذي أرسلنا لكي نحمل إليكم رسالة محبه بدل هذه الحرب التي يشنها عليكم بنو قومنا".

فتفرس فيهم السلطان بهوتا واستمع إلى أقواله باحترام وانتباه لأنه أعجب بشجاعته وغيرته ومغامرته في التسلل إلى معسكرات أعدائه واستبقاه أياما في ضيافته وأحسن معاملته وبعد أحاديث طويلة دارت بينه وبين السلطان عاد فرانسز مشيعاً بالحفاوة والإكرام بعد،

اظهر للأمير العربي جانباً من جوانب محبه المسيح طغي علي مظاهر القتال العنيف الذي كان محتدماً آنذاك بين المسيحية والإسلام.

انتشار النظام الفرنسيسكانى :

سرعان ما انتشر النظام الفرنسيكاني أو(الاخوة الأصاغر) إذ حذا حذو فرانسز أخوه كثيرون من أغنياء التجار وعاشوا حياه الزهد والتقشف، وقضوا أوقاتهم في الصلاة والتعبد والخدمه،

والعناية بالمرضي وبخاصه البرص واشتغلوا بأيديهم في الحقول والمزارع لكسب قوتهم بعرق جبينهم، وعندما لا يجدوا عملاً كانوا يشحذون، ومن ثم سموا بـ"الرهبان الشحاذون".

وعندما انعقد مؤتمرهم السنوي سنه 1217 كانت لهم فروع في ألمانيا وهنغاريا وأسبانيا وبدأ يرسلون الإرساليات والبعوث التبشيرية إلى المناطق الوثنية غير مبالين بما ينتظرهم هناك من أخطار،

الأمر الذي أدي إلى اعتراض أحد الكرادلة علي هذا النوع من الخدمة، فقال له فرانسز "أتظن، الله قد سمح بقيام هذا النظام من اجل الخدمة في بلادنا فقط؟، الله قد دعانا للخدمة بين الناس من جميع الأجناس لأنها من حياتهم الروحية وقيادتهم إلى الخلاص."

وفي عام 1220 عاد فرانسز الاسيس من رحلته التي قام بها إلى الشرق ألمه كثيراً، يري المسئولية عن الكنيسة الذين أوكل إليهم أمر الأشراف علي الأخوة قد ابتعدوا بالنظام عن ثوابته الأصلية فقد كان يدعو أتباعه إلى التجرد الكامل

وعدم امتلاك شيء ما كما انه كان يري أن الأديرة التابعة لنظامه يجب أن تتميز عن غيرها من الأديرة التي كانت منتشرة في ذلك العهد، والتي كانت تملك إقطاعيات واسعة.

فهو كان يري في حياته وحياة تابعيه حياة السيد المسيح الذي لم يكن له أين يسند رأسه وكان مقتنعا تماما بان عدم امتلاك شيء من حطام الدنيا هو السبيل إلى التحرر من هموم العالم لأنه لا يستطيع إنسان، يخدم سيدين.

فقد رأي عند عودته هذه، بعضاً من أخواته بدأ يمتلك بعض المقتنيات كما أحس انه لم يعد في مقدوره الاستمرار في الإشراف علي هذا النظام وربما يكون قد اقتنع كذلك بان الرهبان لا يستطعون،

يدبروا أمر أنفسهم بأنفسهم خاصة وان أعدادهم كانت قد زادت زيادة كبيرة، فطلب من البابا، يتولى الأشراف علي النظام الفرنسيسكاني كله واستعفي هو من إراداته.

وشيئاً فشيئاً عاد هذا النظام كغيره من الأنظمة الرهبانية الأخرى إلى الضعف ومات فرانسز الاسيس St. Francis of Assisi وهو في الخامسة والأربعين من عمره بعد، حاز شهره كبيرة.

اثار الفرنسيسكان فى تلك الفترة:

لعبوا دواراً كبيراً في نشر العلم فحيثما ذهبوا أنشأوا المدارس واهتموا بالتعليم ومن الانتقادات التي وجهت إليهم انهم بدلا من تخرج صفوف من علماء الكتاب المقدس والقادة الدنيين وجهوا جهودهم كلها إلى إنشاء المدارس

ونشر العلم إلا وان هؤلاء النقاد فاتهم، نشر العلم بين الناس خدمه يدخل الدين من خلالها.

نجح الفرنسيسكان كذلك في نشر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية في بلاد الشرق عندما نجحت إحدى الحملات الصليبية في إقامة مملكه لاتينية وبطريركية لاتينية، كما لعبوا دوراً أيضا عندما اكتسح التتار أقطار أوروبا

فحصلوا من المغول علي تصريح بتقديم خدماتهم بين الناس وحيث مارس الفرنسيسكان خدماتهم كانت هذه الخدمات تؤدي إلى إنعاش الحياة الدينية بين الناس لهذا تعددت طلبات أر سال بعوث إليهم لتقديم رسالة الإنجيل وخدمات المحبة وقد عاصر ظهور الفرنسيسكان ظهور النظام الدومنيكاني

وقد تأثر كل من النظامين بالأخر واظهر كل منهما غيره عظيمة في تقديم المواعظ للناس ومما هو جدير بالذكر، الفرنسيسكان والدومينيكان لعبوا دوراً كبيراً في مسانده البابوية ومعاونتها وتحقيق الصورة التي طالما راودت خيال البابا انوسنت الثالث.

ومن الفرنسيسكان ذهب مرسلون كثيرون إلى إنحاء العالم ومازال نشاطهم واضح بين ظهراني الدنيا.

  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2018, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,302

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس فرنسيس الأسيزي

مِذود القديس فرنسيس الأسيزي




كيف اكتشف القديس فرنسيس فكرة المذود؟



سؤال يجيب عليه أحد المختصِّين في تاريخ العصور الوسطى بجامعة القديس أنطونيوس البادواني الحَبريّة في روما، الأب بييترو ميسَّا.

إذا أردنا معرفة الأحداث التي جرت في حياة القديس فرنسيس لا بدَّ من العودة إلى مصادر موثَّقة، وفي حالتنا هذه، إلى كتابات القديس نفسه، أو إلى الكتابات التي كتبها آخرون. وتعتبر الوثيقة التي كتبها توماس من تشيلانو،

بمناسبة إعلان قداسة فرنسيس عام 1228م، أي بعد مرور عامين على وفاته؛ هي الأقدم، يحدِّثنا فيها الكاتب عن فرنسيس في قرية كريتشو، المكان الذي جسَّد فيه فكرة المذود.



ولقد ورد في هذا النص أنه في عام 1223م أراد فرنسيس :" أن يتذكّر الطفل الذي ولد في بيت لحم،

كي يعيش بشكل حسّي المعاناة التي قاساها المولود الجديد (يسوع) في ظروف ينقصها كل ما هو ضروري؛ وكيف أنه وُضع في مذودٍ حقير ممدَّداً على التبن بين حمار وثور".
كان فرنسيس مدفوعاً بروحانيةٍ يمكن تسميتها "الواقعية المسيحية"، أي تلك النظرة التي تعطي الاحترام اللازم للجسد والتي تتعارض مع من يبالغ بإعلاء شأن الروح على حساب الجسد،

كتلك البدع التي كانت سائدة العصر آنذاك (الكاتاريين، على سبيل المثال الذين كانوا يؤمنون بأنّ الروح ينتمي إلى عالم القداسة، أما الجسد فإلى عالم الشرّ).


ولكي يحقِّق فرنسيس رغبته، طلب من رجلٍ في قرية كريتشو أن يُعيره مغارته مع الحمار والثور. وفي ليلة عيد الميلاد توافد سكان القرية إلى ذلك المكان بالشموع والمشاعل،

وأقيمت هناك ذبيحة القداس الإلهي. وتذكر المصادر التاريخية أن فرنسيس، بما أنه كان برتبة شماس إنجيليّ، قام بقراءة الإنجيل المقدس، ثمَّ "ألقى على الحاضرين عظة، تحدّث فيها بكلماتٍ رقيقةٍ عذبة مشيداً بالمولود الإلهي، الملك الفقير، وبمدينة بيت لحم الفقيرة".
لم يكن في مذود فرنسيس سوى الثور والحمار والمعلف. أما مريم ويوسف فلم يكونوا هناك.

وكأني به قصد أن يترك لنا المكان فارغاً لنملأه نحن بحضورنا. وكان الجمهور يشارك في القداس ويصغي لفرنسيس عظته عن يسوع طفل بيت لحم. لقد كان مذوداً "إفخارستياً" بامتياز!
ولكن، كيف تمّ الانتقال من ليلة الميلاد في قرية كريتشو سنة 1223م إلى المذود الذي نعرفه اليوم؟
كان لِما قام به فرنسيس في تلك الليلة صداه الكبير،
لدرجة أن كريتشو أصبحت ذات أهمية كبرى في تاريخ الفرنسيسكان. ولقد كتب توماس من تشيلانو: "أصبحت كريتشو وكأنها بيت لحم الجديدة".

وبسرعة كبيرة تمَّ بناء مصلّى صغير في ذلك المكان، حيث رُسمَت مشاهد ميلادية معبِّرة عن ذلك الحدث الفريد. وفي وقت قصير انتشرت عادة عمل المذود في كلّ مكان: يكفي على سبيل المثال لا الحصر، أن نذكر الهدية الرائعة (مجسَّم يمثّل المذود) التي قدمها أرنولفو دي كامبيو إلى البابا نيكولاو الرابع الفرنسيسكاني في أواخر القرن الثالث عشر،
لتوضع في كنيسة مريم الكبرى في روما، ويمكننا اليوم التأمل بروعة جمالها في متحف البازيليك نفسه. وقد قام أرنولفو دي كامبيو بعمل المذود في عام 1291م، في الحقبة التي لم يعد فيها تواجد يذكر للحضور اللاتيني الغربي في منطقة فلسطين، مع سقوط آخر حملة صليبية في المنطقة كان قد قادها جوفاني من عكّا. وبدأت تظهر، وبشكل بديهي وتلقائي، الحنين والرغبة عند الغرب في تجسيد ذكرى الأماكن المقدسة.

وفي عام 1581م تمّ للمرة الأولى وبشكل علني إعلان كريتشو على أنها أول مذودٍ في التاريخ، وكان ذلك على يد الفرنسيسكاني الإسباني خوان فرنسيسكو الذي كان يقطن دير آراشيلِّي في روما.
ولكن هل كان لهذا علاقة في اختراع فرنسيس لفكرة المذود ولقائه بالسلطان المُسلم الملك الكامل؟
لا نجد في المصادر الفرنسيسكانية صلة مباشرة بين الحدثين (أي مذود كريتشو وحدث لقاء فرنسيس بالملك الكامل)، لكن فرنسيس اختار عيش الحدثين اللذين يبدو وكأنهما في حالة من التناقض فيما بينهما: المذود الإفخارستيّ في كريتشو عام 1223م ولقائه مع السلطان الملك الكامل الذي كان الأخ الأكبر والخليفة للسلطان الشهير صلاح الدين الأيوبي.
وكما صار المذود اليوم رمزاً للهوية المسيحية، صار لقاء فرنسيس بالسلطان رمزاً للحوار (الأول من نوعه) بين الأديان.

ويمكننا القول أن المذود ولقاء قديس أسيزي بالسلطان، حدثان ينتميان إلى الخبرة المسيحية التي عاشها فرنسيس في حياته آنذاك. لقد عرف فرنسيس كيف يجمع بين الهوية والحوار بطريقة فريدة لا مثيل لها، تماماً كما علّم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني؛ الرجل ذو الهوية الثابتة، وصاحب المبادرات الشجاعة في الحوار،
كتلك التي حملت اسم "روح أسيزي". وهذا ما اقترحه البابا الحالي بنديكتس السادس عشر أيضاً، بأسلوبه الخاص، في محاضرته في جامعة راتيسبون في ألمانيا، وخلال زيارته التاريخية إلى تركيا.


وأخيراً، كيف تقيّم، باعتبارك دارساً للتاريخ، الجدل الحالي (على الأخص في أوروبا) المذود والرموز الدينية الأخرى؟
وللإجابة على هذا السؤال، ينبغي علينا، قبل كلّ شيء، أن نعرف ونفهم واقع ماضينا وحاضرنا، بتعقيداته وتناقضاته، بعيداً عن الشعارات. إذ لا وجود لحوار بدون هوية، كما يشهد بذلك مثال فرنسيس الأسيزي. فإيمانه الذي جعله يحتفل بليلة الميلاد في مغارة كريتشو، هو نفسه الذي دفعه للقاء السلطان آنذاك.


إذن فالمشكلة تكمن اليوم في الجمع بين الهوية والحوار، تماماً كما فعل فرنسيس نفسه. ولم تكن صدفة، تلك التي دعت البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لجعل أسيزي، مدينة القديس فرنسيس، مكان إشعاعٍ ونبوءة ترمز للمصالحة بين الهوية والحوار؛
لأن فيها عاش القديس فرنسيس خبرته المسيحية.
وخلاصة القول، أنّ ما يقترحه القديس فرنسيس اليوم هو "هوية سمحاء"، أو بعبارة أخرى إيماناً ناضجاً يمكنه أن يكون مضادّاً حيوياً لكل تعصّب يحاول تعميم الجزء على حساب الكلّ. ويكمن عامل التحدّي هنا في إيجاد نقاط علاّم تساعدنا على عيش كلّ ما قلناه سابقاً، ويمكن للمذود أن يكون وبحقٍ إحدى تلك العلامات النادرة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من هو القديس فرنسيس الأسيزي؟
القديس فرنسيس الأسيزي
القديس فرنسيس الأسيزي
القديس فرنسيس الأسيزي
القديس فرنسيس الأسيزي


الساعة الآن 02:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024