|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الباب الشرقي المغلق: للمرة الثالثة يأتي به روح الرب إلى الباب الشرقي، ولكنه يجده مغلقًا، بل يؤكد له الرب: "هذا الباب يكون مغلقًا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا. الرئيس الرئيس هو يجلس فيه ليأكل خبزًا أمام الرب. من طريق رواق الباب يدخل ومن طريقه يخرج" [2-3]. إذ يتحدث عن العاملين في الهيكل يبدأ بالحديث عن السيد المسيح بكونه هو العامل الأول والأخير في الهيكل، فيه يختفي كل كهنته وخدامه، هذا الذي دعاه "الرئيس الرئيس"، وكأنه يقول إنه "قمة العاملين في الهيكل أو رئيس الكهنة الأعظم، أما تكرار الكلمة مرتين فلأنه هو العامل في العهد القديم بكونه كلمة الله غير المنظور، وهو العامل في العهد الجديد بكونه كلمة الله المتجسد. لهذا عبر من الباب الشرقي ليصعد السبع درجات للدار الخارجية (40: 22) ثم الثماني درجات للدار الداخلية (40: 27)، وكأنه قد أشرق علينا بنوره في العهد القديم (7 درجات) من خلال الرموز والظلال ثم عاد فأشرق علينا بنوره في العهد الجديد (8 درجات) بتجسده الإلهي... لقد فتح لنا أسرار العهدين القديم والجديد، تارة من خلال الناموس والأنبياء وأخرى من خلال الإنجيل. ما هو الباب المغلق الذي دخل منه الرب ومنه يخرج ويبقى مغلقًا إلا الأحشاء البتولية التي للقديسة مريم، حيث حلّ السيد في أحشائها متجسدًا منها بالروح القدس وولد منها وبقيت بتولًا؟! في هذا يقول القديس جيروم: [إنها (مريم) هي الباب الشرقي الذي تكلم عنه حزقيال، هو مغلق دائمًا، متلألئ دائمًا، وهو مختوم، وفي نفس الوقت يعلن عن قدس الأقداس، من خلاله يدخل ويخرج "شمس البر" (ملا 4: 2)، الذي هو رئيس كهنة على طقس ملكي صادق" (عب 5: 10). من ينتقدني فليشرح لي كيف دخل يسوع خلال الأبواب المغلقة عندما سمح أن تُلمس يداه وجنبه مظهرًا أن له عظمًا ولحمًا (يو 10: 19، 27)، مبرهنًا أنه كان يحمل جسدًا حقيقيًا لا خياليًا، وعندئذ أوضح أنه كيف يمكن أن تكون القديسة مريم أمًا وعذراء في نفس الوقت!]. وقد سبق لنا الحديث عن دوام بتولية العذراء مريم في كتابنا: "القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي". أما قوله: "هو يجلس فيه ليأكل خبزًا أمام الرب" ففيه إشارة إلى التجسد الإلهي حيث صار ابن الله إنسانًا. |
|