منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 09 - 2018, 05:01 AM
 
ashref jesus Male
نشط جداً | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ashref jesus غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123824
تـاريخ التسجيـل : Jul 2018
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 146

لقداسة البابا شنوده الثالث
تعريف التوبة :
+
ما دامت الخطية هي انفصال عن الله ، فالتوبة إذن هي رجوع إلى الله .و الرب يقول في
ذلك " ارجعوا إليّ ، أرجع إليكم " ( ملا 3 : 7 ) . و الابن الضال حينما تاب ، رجع
إلى أبيه ( لو 15 : 18 – 20 ) . حقاً إن التوبة هي حنين الإنسان إلى مصدره الذي
أُخذ منه . و هي اشتياق قلب ابتعد عن الله ، ثم شعر انه لا يستطيع أن يبعد أكثر
...
+ و ما دامت الخطية خصومة مع الله ، تكون التوبة هي الصلح مع الله
+
التوبة أيضاً يقظة روحية ، لأن الإنسان الخاطئ هو إنسان غافل ، لا يحس ما هو فيه .
لذلك يخاطبه الكتاب قائلاً " إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم " ( رو 13 : 11 )
.
+ و ما دامت الخطية تعتبر موتاً روحياً ، كما يقول الكتاب المقدس عن الخطاة
إنهم " أموات بالخطية " ( أف 2 : 5 ) ، تكون التوبة إذاً انتقالاً من الموت إلى
الحياة حسب تعبير القديس يوحنا الإنجيلي ( 1 يو 3 : 14 ) . التوبة هي قلب جديد طاهر
يمنحه الرب للخطاة ، يحبونه به . فهي عمل الهي يقوم به الرب في داخل الإنسان .
+
التوبة هي التحرر من عبودية الخطية و الشيطان ... و من أغلال العادات الخاطئة ، و
من السير وراء الشهوات ، و لا يمكن أن ننال هذه الحرية بدون عمل الرب فينا . لذلك
يقول الإنجيل " إن حرركم الابن ، فبالحقيقة تكونون أحراراً " ( يو 8 : 36 ) . إذن
التوبة هي ترك الخطية ، و لكن من أجل محبة الله و من أجل محبة البر . لأنه ليس كل
ترك للخطية يعتبر توبة . فقد يبتعد الإنسان عن الخطية بسبب الخوف ، أو الخجل ، أو
المشغولية مع بقاء محبتها في القلب . فلا تعتبر هذه توبة .
نمو التوبة
:
التوبة كأية فضيلة ، ينمو فيها الإنسان و يتدرج . و يظل ينمو حتى يصل إلى
كمالها .
فهناك نقطة قبل ترك الخطية ، و هي الرغبة في التوبة لأن كثيرين لا
يريدون أن يتوبوا . بل يجدون لذة في الخطية تدعوهم للبقاء فيها . أو إن طباعهم
جميلة في أعينهم لا يريدون أن يغيروها ...
أحبائي .. أهم من ترك الخطية بالفعل
، تركها بالقلب و الفكر فهناك من يترك الخطية بالعمل و لكن محبتها ما تزال في قلبه
، و كمال التوبة هي كراهية الخطية أي يصل إلى الوضع الذي يكره فيه الخطية من كل
قلبه و يشمئز منها و لا يحتاج أي جهد في مقاومتها لأنها لم تعد تتفق و طبيعته ، و
هنا يصل الإنسان إلى حافة النقاوة .
التوبة إذن ليست مرحلة و تنتهي ، إنما تستمر
معنا . لأنه ليس أحد بلا خطية و لو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض . فكلنا نخطئ
و نحتاج إلى توبة . و هكذا تصير التوبة بالنسبة إلينا عملاً يومياً ، لأننا في كل
يوم نخطئ . " إن قلنا إننا لم نخطئ ، نضل أنفسنا و ليس الحق فينا " ( 1 يو 1 : 8 )
. إذن التوبة لازمة لكل منا ، و في كل يوم من حياتنا .
دعوة إلى التوبة :
إن
الله المحب للبشر ، بدافع من محبته لأولاده ، يدعوهم للتوبة . ذلك لأنه " يريد أن
الجميع يخلصون " ( 1 تي 2 : 4 ) . و هو لا يشاء أن يهلك أحد ، بل أن يقبل الجميع
إلى التوبة ( 2 بط 3 : 9 ) . و هو من أجل خلاصهم مستعد أن يتغاضى عن أزمنة الجهل (
أع 17 : 30 ) . هو يحبنا ، و يريدنا بالتوبة أن نتمتع بمحبته .
كانت الدعوة
للتوبة ، أهم موضوع في الكتاب المقدس لكي يتنقى الناس و يخلصوا ... و لما كانت
التوبة لازمة للخلاص أرسل السيد المسيح له المجد قدامه يوحنا المعمدان يهيئ الطريق
أمامه بالتوبة فنادى بالتوبة قائلاً " توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات " ( مت 3
: 2 ) . وقدم للناس معمودية التوبة . وهكذا عمل التوبة سبق عمل الفداء . و المعمدان
سبق السيد المسيح .
أهمية التوبة :
أهم ما في التوبة ، أنه بدونها لا يتم
الخلاص . يقول الرب " إن لم تتوبوا ، فجميعكم كذلك تهلكون " ( لو 13 : 3 ) . و قد "
أعطى الله الأمم التوبة للحياة " ( أع 11 : 18 ) .
إن التوبة هي التي تنقل
استحقاقات دم المسيح في المغفرة . فالخلاص مقدم للكل و دم المسيح كاف للكل و لكن لا
ينال منه إلا التائبون . حقاً إن " دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية " ( 1 يو
1 : 7 ) ... و لكنه لا يطهرنا إلا من كل خطية نتوب عنها . و قد اشترط الرسول لهذا
التطهير أمرين و هما " إن سلكنا في النور " ( 1 يو 1 : 7 ) ، و أيضاً " إن اعترفنا
بخطايانا " ( 1 يو 1 : 9 ) . وهذان الشرطان متعلقان بحياة التوبة .
عوائق التوبة
:
لا يوجد شيء يحاربه الشيطان أكثر من التوبة وذلك لأنها تضيع كل تعبه السابق .
لذلك تبدو أحياناً صعبة على البعض . فالشيطان دائماً يضع العراقيل و العثرات التي
تعطل التوبة ، و منها :


+ العثرات ، سواء كانت إغراءات أو فرص غير متاحة
من قبل .
+ مقارنة الخاطئ نفسه بمستويات ضعيفة فيظن أنه في حالة حسنة لا تحتاج
إلى توبة .
+ ضعف الشخصية ، بحيث يمكن أن تنقاد للوسط المحيط بها .
+ تأجيل
التوبة .
+ اليأس والشعور بأن التوبة صعبة وغير ممكنة .
+ البر الذاتي ، الذي
فيه لا يشعر الإنسان أنه مخطئ . كذلك لا يتوب من لا يبكت نفسه و من يرفض تبكيت
الآخرين . فالتوبة سهلة للمتواضعين ، وصعبة على الأبرار في أعين أنفسهم .
+ من
عوائق التوبة أيضاً عدم وجود مخافة الله في القلب .
التوبة و الكنيسة
:
الكنيسة لها عمل كبير في توبة كل إنسان : يدخل في نطاقه عمل التعليم و الإرشاد
، و عمل الرعاية و الافتقاد ، و نقل أعمال الروح القدس و عطاياه من أجل خلاص كل أحد
و نقل استحقاقات الدم الكريم . و الكنيسة هي الوسط الروحي الذي يساعد على حياة
التوبة و هي التي تقدم للتائب سر الاعتراف و تمنحه الحل و الغفران . و في الكنيسة
يجد التائب القلب الذي يأتمنه على أسراره
وسائل التوبة:
قد يكون لكل إنسان
الأسلوب الذي يصل به إلى التوبة ، و الذي تراه النعمة مناسباً له أو لظروفه ... على
أن هناك قواعد عامة – في الطريق إلى التوبة – تناسب الكل و لعل من أهمها :
+
اجلس مع نفسك ، حاسبها ، و اخرج بقرار .
+ لا تلتمس لنفسك الأعذار .
+ لا
تؤجل التوبة. ابدأ من الآن وانتهز الفرصة .
+ اهتم بخلاص نفسك .
+ ابعد عن
الخطوة الأولى للخطية .
+ ابعد عن قساوة القلب عند عمل النعمة فيك.
+ أعد
تقييم سلوكك .
+ ابعد عن الثعالب الصغار المفسدة للكروم .
+ اهتم بالاعتراف و
التناول .
+ اهتم بعلاج نقاط الضعف التي فيك ، و بالذات الخطايا المحبوبة منك
.
+ اهتم بمحبة الله لتطرد منك محبة الخطية .
+ صارع مع الله و خذ منه قوة ،
لكي بهذه القوة تتوب و تحيا حياة التوبة.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
"قديسى التوبة" عظة بالموسيقى لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
تامل الصوم والصلاة لقداسة البابا شنودة الثالث
اقوال عن التوبة لقداسة البابا شنودة الثالث
موضوع عن (التوبة و النقاوة) لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 07:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024