|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِيَأْسِرَ رُؤَسَاءَهُ حَسَبَ إِرَادَتِهِ، وَيُعَلِّمَ مَشَايِخَهُ حِكْمَةً [22]. أُعطِي يوسف سلطانًا لا لتدبير الأمور المادية فحسب كتخزين الحنطة وتوزيعها، وإنما ليكون له أيضًا سلطان على رجال القصر والدولة. الكل يسمع له ويطيعه وإلا يخضعون لعقوبات مشددة. هنا تبرز شخصيته العجيبة، فمع ما ذاقه من مرارة لسنوات طويلة بسبب حسد إخوته بقي الإنسان المحب للكل، حتى لمشايخ الملك الوثنيين، فعلَّمهم الحكمة، ولم يبخل عليهم بشيءٍ. لم يُخْفِ الحكمة عنهم لتثبيت مركزه في القصر، لكن بقدر عطائه حتى الحكمة للآخرين، تزداد مخازن قلبه وفكره بعطايا الله المجانية. * غالبًا ما يثير الصبر المتصنع الغضب بأكثر حذاقة مما يثيره الكلام. وبالصمت المؤذي يزيد شتائم الغير بطريقة أكثر مما يثيرها الكلام، وجراحات الأعداء تُحتَمَل بأكثر سهولة من مداهنة الساخرين المملوءة مكرًا، والتي قيل عنها حسنًا بالنبي: "ليأسر رؤَساءهُ حسب إرادتهِ" (مز 22:105). وفي موضع آخر قيل: "كلام النَّمام مثل لُقَم حلوة، فينزل إلى مخادع البطن" (أم 22:26). هنا ينطبق القول: "لسانهم سهم قتال، يتكلم بالغش. بفمهِ يكلم صاحبهُ بسلام، وفي قلبهِ يضع لهُ كمينًا" (إر 8:9). وعلى أي الأحوال هو يخدع الغير، إذ "الرجل الذي يطري صاحبهُ يبسط شبكة لرجليهِ" (أم 5:29) . الأب يوسف |
|