عمرك ما فكرت أن تأخذ صورة لإثنين فقط ؟! أنت وطفلك فقط ! ... إيه رأيك خد طفلك في نزهة لطيفة واشتري له بعض المأكولات أو حلوى التي يحبها.و في نهاية الفسحة خذ هذه الصورة أنت وطفلك فقط في استوديو أو بكاميرتك الخاصة. ولتضع هذه الصورة في غرفة طفلك ونسخة أخرى في غرفتك أو في أي مكان آخر في منزلك كتذكار للرابطة القوية التي بينكما... صورة لاثنين متحابين ! إيه رأيك تحب تجرب !!!
· يقول الكتاب المقدس : وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم.
( أع 17 : 26)
ارسم هذه الصورة الكلامية لطفلك
إن الله ينظر إلى العالم وأنت موضوع في راحة يده ( كفه ) وهو يفرز العائلات ليختار لك عائلة منتقاة.
قل له: لقد دبر الله أمرك وحدد مسكنك منذ الأزل وليس ذلك فقط بل دبر كل ما يتعلق بك أنت شخصياً. قد لا نكون كاملين ولكننا نحن إختيار الله لأجلك ونحن نحاول أن لا نحبطك أنت ولكننا نحبك.
فعندما يعرف الابن أنه في البيت الصحيح يكون من السهل عليه أن يرتبط برباط قوي مع الذين يعيشون في البيت.
نرفوزة ... نرفوز ؟!!
مرت الطفولة في الماضي – بعصور أسيء فيها معاملة الأطفال وأعتبرت القسوة والتخويف وسيلة لتربيتهم ولكن ثبت خطأ هذا علمياً...لذلك فإن الطفولة السعيدة تعني أنهم سوف يكونون في المستقبل شباباً يتمتعون بالصحة النفسية والجسدية والسعادة لذلك فلكل طفل شخصية مختلفة. فالبعض منهم عصبي وقد يكون السبب راجع نتيجة مرض عضوي أو مكتسبة من أحد الوالدين أو من الجو المحيط به.
لذلك فالأطفال شخصيات (متباينة) مثل:
1. هناك طفل يميل إلى الهدوء والعزلة وعدم الإختلاط والبعد عن العلاقات الإجتماعية.
2. منهم من يتميز بالنشاط والميل للمشاركة مع أقرانه في أنشطتهم وأعمالهم.
3. وهناك البعض يتصف بالعصبية وسهولة الإستثارة والغضب وقد تكون هذه السمات في طفل واحد.
ولكن هناك أطفال يتسمون بعدم الإستقرار بصورة بارزة وتظهر عليهم أعراض العصبية الواضحة على هيئة حركة لا شعورية تلقائية غير إرادية مثل:
1. قضم الأظافر.
2. رمش العين.
3. تحريك الرأس جانباً.
4. هز الكتف من وقت لآخر.
5. مص الأصابع.
6. عض الأقلام.
7. مداومة اللعب في شعره.
8. حك فروة الرأس لدرجة إحداث جروح بها.
هذه الحركات عصبية لا إرادية ترجع للتوتر الشديد الذي يعاني منه الطفل مما يؤدي إلى توتر الجهاز العصبي فيحاول الطفل التخلص من هذا التوتر بهذه الحركات بصفة متتابعة.
فللأسرة تأثير بالغ الأهمية في حياة الطفل على سبيل المثال :
· نوع العلاقات السائدة في الأسرة بين الأبوين وبينهما وبين الأطفال قد تؤثر في سلوك الطفل.
· فكرة الطفل عن نفسه: فقد يرى نفسه محبوباً أو غير مرغوب فيه أو منبوذ أو غير كفء ومن ثم يكون راضياً عن نفسه أو نافراً أو غير راضياَ عنها وغير واثق في نفسه فتسود حياته النفسية التوترات والصراعات التي تتسم بمشاعر الضيق والعصبية ومشاعر الذنب والقلق والنقص والرثاء و الإكتئاب.
ويرى بعض الأطباء أن أهم أسباب عصبية الأطفال ترجع إلى:
1. الشعور بالعجز.
2. العزلة والشعور بالوحدة نتيجة الحزن لفقدان أحد الوالدين.
3. حرمانهم من الشعور العاطفي في الأسرة.
4. عدم إشباع الحاجة إلى الشعور بالحب والقبول.
5. سيطرة الآباء التسلطية وعدم الشعور الطفل بالتقدير .
( قسوة الآباء – تفرقهم للأطفال – حرمانهم من الحاجات الضرورية)
ومن أهم أعراض عصبية الأطفال :
1. أحلام اليقظة.
2. إنعدام الإستقرار.
3. الحركات العصبية.
4. الثورة والغضب.
5. التشنجات العصبية.
6. عض إخواته والتشاجر معهم.
وهناك عوامل أخرى وأمراض جسمانية قد تسبب عدم إستقرار الطفل مثل:
1. إضطرابات الغدد الدرقية.
2. سوء الهضم.
3. الزوائد الأنفية واللوز.
4. الإصابة بالديدان.
5. فقدان الشهية للأكل.
لذا ينبغي قبل أن نقرر أن أسباب عصبية الطفل نفسية لابد التأكد أولاً من خلوه من الأمراض العضوية فإذا ثبت أنه سليم جسمانياً فإن الأسباب قد تكون ناتجة من البيئة الإجتماعية التي يعيش فيها وأحياناً قد تكون الأسباب مزدوجة أي صحية ( جسمية ) ونفسية معاً.
وإلى اللقاء في مشكلة أخرى من مشكلات الأطفال وهي ( ماذا أفعل مع طفلي الكذاب !!! )
افهم طفلك ؟
إن الإنسان يولد بإحتياجات جسدية ضرورية لاستمرار حياته ولنمو وبناء جسده مثل الماء والهواء والطعام. فهو يولد أيضاً بإحتياجات نفسية من الضروري اشباعها بشكل مستمر في كل مراحل العمر .
لكن تسديد هذه الإحتياجات بشكل متوازن في الطفولة له أهمية بالنسبة لنمو وتكوين الشخصية السوية فمثلاً:
الطفل عندما لا يحصل على إحتياجاته النفسية الأساسية في الطفولة فإن شخصيته قد تحمل تشوهات في داخله وطريقته في استقبال الواقع المحيط به وطريقة تفكيره والتحكم في مشاعره وعمل العلاقات. وتظل هذه التشوهات طول العمر.
وسوف نتناول الإحتياجات المختلفة وتأثير عدم الحصول عليها بالنسبة لشخصية الطفل في المراحل المختلفة.
أولاً المرحلة الأولى:
بحسب نظرية ( أريكسون ) هي مرحلة الطفل الرضيع وتمتد من الولادة إلى سن 18 شهراً
سمات هذه المرحلة:
تتميز هذه المرحلة بالعجز التام لا يستطيع أن يطعم أو يسقي أو ينظف أو يحرك نفسه من مكان لآخر لذلك فهو يعتمد على الآخرين إعتماداً كلياً.
لذلك لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره لكن هذا لا يعني أن ليس له مشاعر لكن هو يشعر بالضعف والعجز والإحتياج.
إحتياجات الطفل في هذه المرحلة:
1. تسديد إحتياجاته الجسدية بشكل مستمر ومستقر.
2. يحتاج للحنان الجسدي في صورة لمس وإحتضان ونظرة عين والأصوات الهادئة التي تنقل له الحنان والإهتمام كما نلاحظ أن الطفل هنا يشعر بالحب والقبول من خلال اللمس والسمع والبصر فإن كل تعبيرات الحب في ذلك الوقت لابد أن تكون ( حسية ).
3. الأمان الأساسي : إذا حصل الطفل على رعاية مستمرة وتم تسديد إحتياجاته النفسية والجسدية فإنه يشعر بالأمان الأساسي وهو(شعوره بالأمان الداخلي دون الحاجة إلى شيء خارجي).
وإذا لم يحصل على هذا الأمان والإحتواء بصورة كافية في هذا السن فإنه يشعر بعدم الأمان الأساسي أي عدم الأمان تجاه نفسه والآخرين وتجاه الحياة عموماً.
الأمان الأساسي ينعكس في سهولة الثقة في الآخرين وعمل علاقات معهم وتوقع الخير أكثر من الشر، توقع الخير في المستقبل والقدرة على المخاطرة والإقدام.
أما عدم توافر الأمان الأساسي يؤدي إلى :
1. ينعكس على علاقات الطفل بالآخرين حيث يشعر بالشك وتوقع الخيانة أكثر من الإخلاص.
2. يتوقع الشر في المستقبل.
3. الميل إلى التراجع والتجنب والخوف من المخاطرة.
4. الإصابة بالقلق والخوف والإكتئاب.
5. الإحتياج الدائم إلى أشياء خارجية تشعره بالأمان والنجاح والعمل أو تكوين علاقات مع الآخرين.
ويمكننا الحصول على الأمان الأساسي في كل مراحل العمر عندما نحصل على قبول غير مشروط من الآخرين .
وإلى اللقاء في سن ( سنة ونصف ) إلى سن ( ثلاث سنوات ) في العدد القادم.