طهارة مريم "قبل" الحبل الإلهي (أش 7: 14؛ مت 1: 18. 22-23)
تنبأ بالماضي، النبي اشعيا، بالقرن الثامن قبل الميلاد تقريبًا، بناء على رسالة الله للملك آحاب الّذي رفض أن يطلب آية من الرّبّ. في هذا الوقت الّذي يرفض الإنسان البشري الانفتاح على خطة الله، يقدم له الله من خلال النبي خطته المستقبليّة قائلاً على لسان النبي: «اِسمَعوا يا بَيتَ داوُد. أَقليلٌ عِندَكم أَن تُسئِموا النَّاسَ حتَّى تُسئِموا إِلهي أَيضاً؟ فلِذلك يُؤتيكُمُ السَّيِّد نَفْسُه آيَةً: ها إِنَّ الصَّبِيَّةَتَحمِلُ فتَلِدُ ابناً وتَدْعو اسمَه عِمَّانوئيل» (اش 7: 13- 14). ففي القوت الّذي لم يصغي ملك الرّبّ لصوته يكشف النبي تفكير الرّبّ لخير البشرية قبل أن يعبر عصور وأجيال تزداد فيها الفجوة بين الله والبشر خلائقه. من خلال كلمات هذه النبوءة، نكتشف تهيئة الرّبّ لـ "صّبيّة ما" أيّ عذراء صغيرة العمر بحسب قصده التّي ستصير مستقبليًا علامة مميزة لكل البشرية بل ستحمل معها حضور حي فيما يعني "الله معنا".