منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 12 - 2022, 06:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893



لقاء في بيت يوسف


لقاء في بيت يوسف:

إذ رأى يوسف أخاه بنيامين مع أخوته "قال للذي على بيته ادخل الرجال إلى البيت، واذبح ذبيحة، وهيئ، لأن الرجال يأكلون معي عند الظهر" [16]. هكذا طلب يوسف من رئيس خدمه الموكل على بيته أن يهيئ مائدة لاخوة يوسف... لكن الرجال إذ أدخلوا إلى بيت يوسف ظنوا إنما أدخلهم لكي يمسك بهم وينتقم منهم بسبب الفضة التي وُجدت في عدالهم، لكن الموكل طمأنهم، قائلًا لهم: "سلام لكم لا تخافوا. إلهكم وإله أبيكم أعطاكم كنزًا في عدالكم، فضتكم قد وصلت إليَّ" [23]. يبدو أن يوسف كان قد لقن هذه الكلمات للرجل حتى يبعث في قلوب إخوته الطمأنينة، خاصة وأن الرجل أخرج إليهم أخاهم شمعون ليلتقوا به، كما قدم لهم ماء يغسلون أرجلهم، وأعطاهم عليقًا لحميرهم، وإذ جاء يوسف إليهم في بيته سألهم عن سلامة أبيهم، وإذ تأكد من بنيامين أخيه "أستعجل يوسف لأن أحشاؤه حنت إلى أخيه وطلب مكانًا ليبكي، فدخل المخدع وبكى هناك. ثم غسل وجهه وخرج وتجلد وقال قدموا طعامًا. فقدموا له وحده ولهم وحدهم وللمصريين الآكلين عنده وحدهم، لأن المصريين لا يقدرون أن يأكلوا طعامًا مع العبرانيين لأنه رجس عند المصريين. فجلسوا قدامه البكر بحسب بكوريته والصغير بحسب صغره، فبهت الرجال بعضهم إلى بعض، ورفع حصصًا من قدامه إليهم، وكانت حصة بنيامين أكثر من حصص جميعهم خمسة أضعاف وشربوا ورووا معه" [30-34].
هذا هو اللقاء الثاني الذي تم بين يوسف وأخوته، وقد ظهر الفارق واضحًا بين لقائه الأول (ص 42) وهذا اللقاء، فالأول يقدم لنا ظلًا للقائنا مع السيد المسيح خلال آلام صلبه أما هنا فنلتقي معه في قبره، لكي في اللقاء التالي (الثالث) ننعم باللقاء معه خلال قيامته... وإن كنا لا نستطيع الفصل بين الصلب والدفن والقيامة بكونهم يمثلون عملًا خلاصيًا متكاملًا لا يمكن تجزئته.
في هذا اللقاء نتلمس ظلالًا لعمل السيد المسيح الخلاصي من جوانب كثيرة منها:
أولًا: في اللقاء الأول يظهر يوسف جافيًا ويتهمهم أنهم جواسيس، وإن كان الكتاب يعلن أنه لم يحتمل مرارة أنفسهم بل "تحول عنهم وبكى" (42: 24). إنه في لقاؤنا مع السيد المسيح في لحظات الصلب حيث كان العدل الإلهي يقتص الدين في جسد السيد المسيح ويستوفيه وكانت أعيننا غير قادرة على إدراك محبة الله الخفية والفائقة للعقل. أما هنا فلا نجد في اللقاء جفاءً بل حنوًا وطعامًا... فعندما دفن السيد المسيح في القبر أمكن للبشرية الراحلة على رجاء أن تلتقي به وتتعرف على محبته وتقبل المخلص طعامًا روحيًا يهب خلودًا أبديًا.
اللقاء الأول تم خارج بيت يوسف، إذ صلب السيد المسيح خارج المحلة ويطالبنا الرسول أن نخرج معه حاملين عاره (عب 13: 13)، أما هذا اللقاء فتم في بيت يوسف إذ تم تلاقٍ بين الراحلين على رجاء وبين السيد المسيح المدفون وذلك في الفردوس حيث حملهم كغنيمة محبته إلى بيته.
وكما قال السيد للص اليمين: "اليوم تكون معي في الفردوس".
ثانيًا:دخل يوسف المخدع وبكى هناك، تم غسل وجهه وتجلد وقال: قدموا طعامًا. ما هو هذا المخدع الذي بكى فيه يوسف الحقيقي ثم غسل وجهه وخرج إلاَّ قبره المقدس، الذي فيه تلاقى مع الموت وغسل موتنا لا بدموعه بل بدمه الطاهر، وخرج بالقيامة ليعطينا جسده المقام حياة أبدية؟!
ثالثا: كان ليوسف مائدة خاصة ولإخوته العبرانيين مائدة والمصريين مائدة ثالثة. اجتماع الكل معًا إنما يشير إلى وحدة الكنيسة في الرأس، حيث يجتمع رجال العهد القديم مع رجال العهد الجديد في المسيح يسوع، إذ كان يوسف يمثل الرأس له مائدته الخاصة بكونه البكر، والعبرانيين يمثلون رجال العهد القديم الذين قبلوا في الكنيسة بيت يوسف طعامًا خاصًا خلال الناموس والأنبياء، والمصريون يمثلون رجال العهد الجديد أي كنيسة الأمم التي تمتعت بمائدة الإنجيل.
رابعًا: إذ جلس العبرانيون أمام يوسف بهتوا متطلعين كل واحد نحو الآخر، فقد جاء ترتيبهم في الجلوس متفقًا مع أعمارهم... تُرى هل كان الرجل يعرفهم؟!
إن كان العبرانيون لم يعرفوا يوسف لكنه كان يعرفهم تمام المعرفة وقد هيأ لكل واحدٍ منهم موضعًا يليق به، وكأنه بالسيد المسيح الذي يعرفنا قبلما كنا نعرفه، يعرفنا بأسمائنا (يو 10: 3)، ويدبر خلاصنا مقدمًا لكل واحد منا منزلًا خاصًا في بيت أبيه (يو 14: 2). يعرفنا ويعرف قامة كل واحد منا في الروح، وكما يقول الرسول: "لأن نجمًا يمتاز عن نجم في المجد" (1 كو 15: 41).
خامسًا: رفع حصصًا من قدامه إليهم، وكانت حصة بنيامين أكثر من حصص جميعهم خمسة أضعاف. ما ناله من حصص في المجد إنما يهبه لنا من قدامه، إذ نصير "شركاء معه في المجد".
لعل ما ناله بنيامين خمسة أضعاف حصص الآخرين، يشير إلى عطية الله لنا بتقديس حواسنا الخمسة لتكون مملوءة شبعًا ومجدًا بالمسيح يسوع مشبعها.
سادسًا: لكي يتم هذا اللقاء المفرح والمشبع، الذي أبهج قلب يوسف إذ لم يكن يحتمل رؤية أخوته خاصة بنيامين فكانت أحشاؤه تلتهب حنينًا وحبًا، ودهش الرجال فكانوا ينظرون ما يحدث كأمر فائق لإدراكهم... يجتمعون بأخيهم شمعون ويجالسون سيد الأرض ويأكلون في بيته، ويقدم لهم من قدامه كان لزامًا أن يتهيأ الرجال هكذا: الدخول إلى بيت يوسف، غسل أرجلهم بالماء، تقديم طعام لحميرهم، جلوسهم على المائدة.
ما هو الدخول إلى بيت يوسف سوى الدخول إلى العضوية الكنسية لنصير بالحق في بيت الرب خلال مياه المعمودية، وما هو غسيل الأرجل بالماء إلاَّ تقديم التوبة التي تغسل آثامنا وما تعلق بأنفسنا من تراب خلال رحلتنا، أما الطعام للحمير فيشير إلى تقديس الجسد الذي كان حيوانيًا بشهواته فلا تسمح له بالشبع خلال ملذات العالم إنما خلال الحياة المقدسة في بيت الرب، وأخيرًا الجلوس على المائدة إنما يشير إلى التمتع بذبيحة الأفخارستيا... هذه كلها وسائط خلاصنا التي ننعم بها في كنيسة المسيح بالروح القدس خلال الصليب.
سابعًا: نختم حديثنا عن هذا اللقاء بتعليق القديس يوحنا الذهبي الفم على بكاء يوسف عندما شاهد أخوته: [لنتمثل بهذا الرجل، فحزن ونبكي على الذي يضروننا، ليتنا لا نغضب عليهم، فإنهم بالحق يستوجبون الدموع من أجل العقوبة التي تحل بهم والدينونة التي يلقون أنفسهم فيها].

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لقاء إسرائيل مع يوسف
لقاء يوسف مع أبيه وأخوته
مقال جديد من باسم يوسف
باسم يوسف البرنامج - لقاء باسم مع يوسف الحسيني -
لقاء خاص : مع د / باسم يوسف : ويحاوره : د / عاطف عبدالرشيد


الساعة الآن 10:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024