التسميتان:"الأمّ"و"التلميذ" (لا"أمّة"ولا "تلميذه")
ضمير الامتلاك في الآية 25("أمّه")، والعبارة الوصفية في الآية 26("التلميذ الذي كان يحبّه")، يختفيان في ما بعد، لتحلّ محلّهما عبارتا "الأمّ" و "التلميذ"، وذلك مرّتين (آية 26و27)... ذلك يعني أنّ دعوة مريم لم تَعُد في كونها "أمَّ يسوع" فحسب، بل هي "الأمّ" أمُّ البشر، أمُّ الكنيسة، أيقونة الكنيسة الأمّ...، ولم يعُد يوحنا "التلميذَ الذي كان يسوع يحبّه"، بل "التلميذ"، المؤمن في الكنيسة، أيقونة المؤمن الذي يرافق المسيح حتى الجلجلة... فكأنّ الإنجيليّ لم يَعُد مهتمّاً لتاريخ مريم ويوحنا الفرديّ، بل لدعوتهما الشخصيّة، لوضعهما اللاهوتيّ في الإنجيل، لدورهما حِيالَ الكنيسة، لعلاقتهما الصُوفيّة مع المسيح وعمله المشْيَحيّ.