|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولكنه خطىء حين نقرأ كتب الأقدمين في الشرق، نرى كم يمجّدون الأشخاص الذين يتحدّثون عنهم. ذكرنا بطل الطوفان الذي صار على مستوى الله، فما عاد الموت يصيبه مثل سائر الناس. والملوك الأقدمون في بلاد الرافدين وصلت اعمارُهم إلى اربعين الفاً. صاروا تجسيداً للاله، هذا مع العلم أن الرقم الف هو رقم الله، رقم الخلود. أما في الكتاب المقدّس، فلم يصل انسان إلى الرقم الف. فآدم، بعد أن عاش ما عاش من السنين، مات. وشيت الذي ولد البنين والبنات، في النهاية مات (تك 5: 5، 8). ولماذا يموتون؟ لأنهم خطأة. والوصية الاولى التي توجّهت إلى البشرية واضحة: يوم تأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ، يوم تريد أن ترذل الوصايا التي تدلّك على الخير وتحذّرك من الشرّ، يوم تريد أن تصير كالله فتقرّر ما تودّ أن تفعله، يوم تفضّل مشيئتك على مشيئة الله «موتاً تموت» (تك 2: 17). وقال بولس في الخط عينه: «والخطيئة دخلت في العالم، وبالخطيئة دخل الموت، وسرى الموت إلى جميع البشر، لأنهم كلّهم خطئوا» (روم 5: 12). ليس من بار ولا واحد، وابراهيم نفسه عرف الخطيئة. ولوط غرق في خطيئة أهل سدوم، فوصلت به الامور إلى الزنى مع ابنتيه. ويعقوب مارس الحيلة مع أخيه، والكذب مع خاله. وداود الذي قيل فيه انه بحسب قلب الله، قتل قائداً من قوّاده وأخذ له امرأته. ونوح البار سوف يسكر ويتعرّى في خيمته (تك 9: 21). ويتابع النصّ: «فرأى حام أبو كنعان عورة أبيه» (آ22). فالشرّ موجود في العالم، في الماضي وفي أيامنا. والخطيئة ترافق الانسان. والكتاب المقدّس في عهده القديم، يرينا مسيرة الانسان من الخطيئة إلى النعمة. من اللعنة إلى البركة. من اخلاقيّة انسان يقتل أخاه لسبب تافه، يطلّق امرأته لأجل كل علّة. ولكن الكتاب لا يوافق على هذه الاعمال. فمسيرة الله مع الانسان تنطلق من عمق الخطيئة لترفع الانسان إلى حياة بارة صالحة. أما نوح الذي بدأ حياته فأزال اللعنة عن الأرض (تك 5: 28)، ودلّ على كماله، فقد أنهى حياته بإعادة اللعنة. حين حصل ما حصل من شرّ، قال: «ملعون كنعان ! عبداً ذليلاً يكون لإخوته». لهذا خلص الكتاب إلى الكلام: «فكانت كل ايام نوح تسع مئة وخمسين سنة عندما مات» (تك 9: 29). وهكذا ما بلغ الألف سنة، ولا كان خالداً. فيبقى على المؤمن أن يتعلّم من كلام النبي اشعيا: «ويل للمبكرين صباحاً في طلب المسكر، والساهرين الليل كله والخمر تلهبهم... الخمر شرابهم، ولا يلتفتون إلى عمل الربّ ولا يتأملون ما صنعت يداه» (اش 5: 11- 12) ويتابع النبي كلامه: «ولكن هؤلاء انفسهم ضلّوا بالخمر وتاهوا بالمسكر. حتى الكاهن والنبيّ ترنّحا بالمسكر وغرقا بالخمر، وعثرا في الحكم. كل الموائد امتلأت من القيء القذر وما بقي مكان نظيف» (اش 28: 7- 8). نحن لا نأخذ من الأبرار البرارة. فالبرارة عطيّة من الله، ونداء من لدنه تعالى. ونحن نحاول أن نتجاوب مع هذا النداء. فالخطيئة رابضة بقربنا كالاسد المستعدّ للوثوب على فريسته (1 بط 5: 8). وكان الربّ قد قال لقايين الذي يستسلم إلى الشرّ: «الخطيئة رابضة بالباب وهي تتلهّف إليك، وعليك أن تسود عليها» (تك 4: 7). وتأتي الشريعة فتنبّه الانسان من التجربة التي تقود إلى الخطيئة. ''لا تكشف عورة أبيك بكشف عورة أمك. فهي أمك، لا تكشف عورتها. وعورة زوجة أبيك لا تكشفها، فهي عورة أبيك» (لا 18: 7- 8). مثل هذا الزنى مع الأقارب يُمنع. وماذا نقول عن الزنى بين الذكر والذكر، في إطار القرابة بين الابن وأبيه. نشير هنا إلى ان مصر عرفت الزواج بين الاخ وأخته. وسدوم عرفت الزنى في كل أشكاله، فحاولت ان تتعدّى على الملاك الذي جاء يزور لوطاً (تك 19: 8). وربط الكاتب الملهم هذه الخطيئة بنوح، لينبّهنا: إذا كان نوح البار خطىء، فما يكون مصير المؤمنين الآخرين. أجل، جُعل الكتاب المقدّس من أجل تعليمنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أكثر ما يطيل عمر الحب |
شراب قد يطيل عمرك |
من يطيل |
أكثر ما يطيل عمر الحب |
مُؤْلِمْ جّدآ عنـٌـدمآ |