في الوقت الذي كانت فيه انجلترا ذات قوة وبأس شديد ، وتحكم سيطرتها على الدول التي احتلتها ووقعت تحت سيطرتها، وفرضت عليها القوانين، ونشرت جنودها وأخضعها لحكمها، ظهر الزعيم الذي استطاع أن يهزمها و يقهر نفوذها بدون عنف أو سلاح و الذي اتخذ من بساطة مظهره رمزا لكفاحه، كان ذلك قبل قرن ونصف حيث ظهر رجل السلام مهاتما غاندي على ساحات الهند مناضل، وتعتبر كلمة مهاتما ذات مضمون خاص بالحياة الهندية وهي تعني الروح العظيمة ، بدأ غاندي المواجهة مع الدولة البريطانية وهو ناشط في المجال الحقوقي والسياسي، كان جل هدفه حصول بلاده على الاستقلال، ورفع المعاناة عن فقراء بلاده.
واجه بريطانيا بلا عنف ، سعى إلى تحقيق وحدة الهند بين كل الديانات من الهندوس ومن المسلمين ، حاول الحفاظ على الهند دولة موحدة لكن محاولته باءت بالفشل وتم تقسيم الهند، وانفصال باكستان عن الهند ليصبحا دولتان، وقف المهاتما غاندي في مواجهة العنف المتبع ضد المسلمين الهنود الذي اختاروا البقاء في الهند وعدم النزوح إلى باكستان ، مع الاحتفاظ بدينهم، وحاول المهاتما غاندي مناصرتهم ، مما أدى إلى مقتله على يد شاب هندوسي متطرف ، لم يقبل انضمامه لمناصرة المسلمين عام ألف تسعمائة وسبع وأربعون، دون أن يتحقق حلمه في استقرار دولة الهند ووحدتها دون تفرقة بسبب الدين أو العرق ، ودون أن يستطيع أن يوقف العنف ضد المسلمين في الهند ، وحتى اليوم يبقى من بين الموضوعات الهامة التي تثار دائماً ذكر موضوع عن السلام في العالم.