تُظهر هذه الحادثة وداعة العذراء القديسة التي لم تفقد هدوءها بالرغم من كونها معذبة ثلاثة أيام في البحث عن ابنها الحبيب، وعندما وجدته جالسًا وسط المعلمين، جلست تسمعه أولًا، ولم تسبب له حرجًا بلومه أو تعنيفه... لم تسأله الوديعة عن سبب عدم رجوعه معهم للناصرة، إلا بعد أن انتهى من حديثه مع المعلمين. لقد أشار الكتاب لذلك بذكره عن اندهاشهما، وهذا يعني أنهما سمعا أولًا حديثه مع المعلمين.
عاتبت العذراء ابنها يسوع بلطفٍ شديد، عندما نادته بالقول: " يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟..."... لقد أظهرت مشاعرها بلطف دون صياح أو صراخ في وجهه، وعَبَرّتْ أيضًا عن معاناتها بأقل الكلمات، بقولها: "كنا نطلبك معذبين".