منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 12 - 2021, 12:21 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

مقال الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا

الروح في سفر أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول
- المحبة بالروح



يقول بولس الرسول لأهل كولوسى: "أخبرنا (أبفراس) بمحبتكم في الروح" (كو 1: 8).

هذه هي الآية الوحيدة في كل الرسالة التي تتحدث عن الروح، ونلاحظ في هذه الآية:

* أنهم إشتعلوا بالحب... إشتعلوا بالروح... أثمروا بالروح.

لأن محبة الروح = المحبة التي أثمرها الروح القدس في نفوسهم.

المحبة هي: دليل عمل الروح.

لقد أظهروا: روحانيتهم في عباداتهم وسلوكهم ومحبتهم للجميع وفي إتساع قلبهم وتقواهم وإتزان حكمتهم الروحية في كل تصرفاتهم الظاهرة والخفية وهذا هو النموذج الصالح لكل البشرية..

ويؤكد معلمنا بولس في هذه الرسالة أن من إمتلأ بمحبة الروح:

* له: "فهم روحى" (كو 1: 9).

* يشعر: بروح الله وأرواح أولاد الله... "معكم في الروح" (كو 2: 5).

* لا يكف عن: "المزامير والتسابيح والأغانى (ترانيم) روحية" (كو 3: 16).

وهنا نسأل: بماذا فهموا الروح؟ بالمعرفة... لقد عرفوه:

* وما هو سبب المعرفة؟ لأنهم تلامسوا معه وشعروا كأنه شخصٌ قريبٌ... نظروه:


*وما نتيجة هذا؟ تمسكوا به وبوجوده وظلوا يزمروا (بالمزامير) ويسبحوا ويترنموا لأنهم... لمسوه.


وهذا هو موضوعنا بنعمة ربنا: بل هو موضوع وهدف رسالته لأهل كولوسى:

1- عرفوه:
بالروح القدس عرفوا أن المسيح هو الذي دخل إلى أعماقهم... ليعالج مشاكلهم وينزع آلامهم من أعماقهم... لا بإزالة الألم بل بدخولهم طريق الآلام، فتيقنوا أن الله لذيذ مريح يحملنا بالمسيح فنستريح، ويغمرنا بالفرح والسلام ومحبة المسيح (كو 1)، ويسمو بنا إلى العلو للتسبيح (كو 2).

عندما نتأسس ونتأصل، نتأسس على سر الكنيسة (الذي هو الجسد الواحد إذ صرنا أعضاء كثيرة لجسد المسيح). (راجع رسالة أفسس) ونتأصل في سر الحياة (الذي هو مسيح الكنيسة، رأس الكنيسة الذي فيه مذخر (مخبأ) كل كنوز الحكمة والمعرفة (راجع رسالة كولوسى))

(ملاحظة الرسالتان مكملتان لبعض) فلا يهتز بناؤنا فيدخل أعماقنا ونتعرف على المسيح الساكن فينا، فإذ ننمو داخليًا ونثمر بفضائل الحياة الجديدة بالمسيح الذي يحيا فينا فنكون مسحاء صغار به وتمتد حياة المسيح لا بالجسد ولا بالأحرف (البشارة) بل بحياتنا، فيقرأ الجميع الإنجيل في سلوكنا الخارجى (كو 4) كما الداخلى (كو 3).

* لقد تأكد بولس أنهم أحبوا الله بالروح القدس فصلى لأجلهم لكي يعرفوه أكثر وقال: "لم نزل مصلين وطالبين لأجلكم أن تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل حكمة وفهم روحى" (كو 1: 9)

السؤال الأول: ما معنى الإمتلاء من معرفة مشيئته؟ هو الإمتلاء من معرفة الآب وإدراك سر المسيح الذي لا يعرفه إلا الآب. فمن يطلب بإلحاح يأخذ الحكمة (المسيح) فيكون له روح الفهم... ويقوده الروح القدس ويدخل به إلى عمق أعماق الله (حضن الآب) نبع المعرفة...

· لأنه ليس بركة ولا معرفة ولا فهم ولا إدراك لحقيقة الآب إلا بإلهام الروح، فنتدرج في معرفة مشيئته...

السؤال الثانى: لماذا قال لم أزل مُصليًا وطالبًا لأجلكم؟

· لكي نصعد على سلم الخلاص المفرح ونمتلئ بمعرفته يجب:

أولًا: الإستمراريه في الإمتلاء والتمتع بحكمة السماء والغوص في الفهم الصادق للفهماء...

ثانيًا: بسلوك روحى وأعمال خيره وبكلمات نافعة وبمشاعر صالحة

· يُصلى لأجلهم لأنه يحبهم ويهتم بخلاصهم... ولأنه عرف أنهم يحبونه ويشتاقون لرؤيته بالجسد لأنهم سمعوا عنه وعرفوه عن طريق تلميذه المحبوب الذي أسس الكنيسة عندهم وهو أبفراس... فكان رد الفعل لبولس أنه أرسل لهم أنه يجاهد لأجلهم مُصليًا مُعلمًا بالرسائل وبإرسال تلاميذه.

ملاحظة: كلمة جهاد هنا في أصلها اليونانى (كو 2: 1) = كمن يجاهد ويصارع وحوش مفترسة فتاكة، فهو يصارع التعاليم الكاذبة والمُضلة التي تحاول إفتراس إيمانهم.

السؤال الثالث: متى بدأ يصلى ولماذا؟

· بعد أن سمع وشاهد من تلميذه عن محبتهم لله بالروح... وسلوكهم بعمق الروح... ومحبتهم للجميع بالروح والحق... كانوا يسمعون ويتجاوبون... ويؤمنون وينمون... يعرفون ويثمرون... يمتدون ويتأصلون... وبالجهاد يشتاقون إلى الكمال لكي يصلوا...

· صلى لكي: يحتملوا الأشرار الذين تمتعوا بالأسرار حتى يحين الوقت وتعزلهم الكنيسة باستنكار ويُستبعدون ويُلقون في أتون النار... فمهما قاوم الهراطقة وحارب الشيطان فالإنجيل سينتشر في كل مكان، وهذا هو رجاء الإيمان، كما قال بفمه الديان: تكونون لي شهود في كل البلدان وتشهدون بالحق (بعمود الحق وقاعدته) (اتى 3: 15) أى بالمسيح الذي هو عمود الكنيسة الذي يحملها ويُخلصها ويُنقذها ويرفعها ويثبتها، وأنتم القاعدة التي بُنيت عليها العمود لأنكم تحملون الحق داخلكم.

ليكن لنا فهم روحى: متى يلتهب قلبنا بروحه النارى... بالحب المفرح... بالمعرفة الحقيقية... إن البذرة أى عطية الروح التي أُعطى لنا... متى غُرست في تربة صالحة (مت 13: 23) فهى دائمة الإثمار، كما قالت الأسفار ونقشها مُعلمنا بولس المختار في رسالته هذه، وقال: أن البشارة تُثمر وتنتشر في العالم... كما تثمر وتنتشر فيكم وفيما بينكم... فمنذ أن سمعتم بها وعرفتم نعمة الله بالحقيقة كما أُخبرنا وسمعنا بما أنتم وصلتم إليه بمحبة الروح (راجع (كو1: 5 - 8)) نصلى لأجلكم لكي تزدادوا في كل فهم روحى وكل معرفة.


2- نظروه:
بعد أن عرفوا بالروح سر خطة عمل المسيح الذي يحل فيه كل ملء اللاهوت، وكما خبَّر الابن بنفسه وقال: "من رآنى فقد رأى الآب (يو 14: 9) أشار باستفاضة معلمنا بولس في هذه الرسالة أن المسيح مُذَّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (المعرفة) (كو 2: 3)

* مُذَّخر فيه جميع كنوز أى مختبئ فيه أشياء قيمة جدًا لا تقدر بثمن ولن تفرغ لأنها عظيمة غنية كثيرة جدًا.

* يُعطى حكمته للطالب بإلحاح... للثابت بجهاد... للمتحد به... وللبسطاء... لمن يشاء...

* الحكمة الكائنة في المسيح تحمل المؤمن إلى الحياة الكاملة، بل لشركة الطبيعة الإلهية. فكل من يفتح قلبه للروح القدس يغرف من الحب الإلهى من المسيح الذي هو حكمة الله... هو للجميع (1كو 1: 24، 31)

* من يعرف ما يفعله المسيح تصير أفكاره أعلى ممن يشاهدون الملائكة...

* المسيح هو صورة الآب غير المنظور، ومن تعرف عليه يمتلئ من كنوز الحكمة والفهم والمعرفة...

* بك يا سيدى أتعرف عليك. أنت يا ضابط كل صغيرة وكبيرة في حياتى، وعندما أدخل كنيستك أكتشف قيادتك لأولادك...

* إملأنى يا حبيبى في كل لحظة أكثر فأكثر، وهب لي أن أنطلق من عمقٍ إلى عمق... فكلما إلتقيت بك عطشت نفسى إليك!!

* أعطنى يا حبيبى الفهم الكامل (اليقين الصحيح): فأنا عارف أننى لن أصل إليك بدون المحبة، ولن أصل للمعرفة بدون فهم.

* الفهم هو معرفة إختبارية نتيجة لتنفيذ الوصية.

* التعزية النابعة من الروح القدس تُختبر بالضيقات... والمحبة الحقيقية تُمتحن بقدر المغفرة لمن يخطئ إلينا...

نلاحظ في أهل كولوسى: بعد أن أحبوه وعرفوه ونظروه، فكانوا دائمى الشكر والصلاة بلجاجة، ويسلكون بسرور ولياقة... وينمون ويثمرون بمتانة... ويمتلئون بمعرفة الله بحكمة ومهارة... وأدركوا حياة النصرة بخبرة وقوة فعالة... وتمتعوا بملكوت إبن محبته بمحبة فياضة... وتمتعوا بسر فدائه ببهجة واستنارة، فلهذا نظروه كشخص في وسطهم، وبروحه يشترك معهم مُتطلعًا من العلاء فرحانًا بمتانة إيمانهم وفاحص أفكارهم، وفاحص القلوب والكُلى (مز 7: 9)

* كل من يقترب من الحكمة يقترب من الله، وحيث يكون هو يكونون هم معه؛ لأنه يقول حيث أكون أنا يكون خادمى معى (يو 12: 26) وهو يصعد بنا إلى الآب ويقول: هاأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب (إش 8: 18) و (عب 2: 13)

* الله بروحه وسطنا... ويبحث عنَّا وسط الجبال العالية... ويريد أن يكشف عن ذاته وحضوره لنا.

* وبولس الرسول الذي له أحشاء رأفات الله قال: "فإنى وإن كنت غائبًا في الجسد لكن معكم في الروح، فرحًا وناظرًا ترتيبكم ومتانة إيمانكم في المسيح" (كو 2: 5) مع أنه لم يراهم قط لكنه معهم عارفًا الذين يخادعونهم ويضلونهم... مع أنه لم يزرهم من قبل ولكنه ناظرًا رسوخ إيمانهم وفرحانًا بثباتهم في التجارب... مع أنه غائب بالجسد لكنه كمن يعيش وسطهم ويعرف بالروح القدس ما يحتاجون إليه من نصائح وإرشادات وتعاليم، فأرسل لهم رسائل لتقوية إيمانهم... مع أنه في السجن بعيدًا عنهم لكنه فرحان بهم وهم فرحين به.

فكم وكم يكون المسيح الحاضر... الغائب... الذي صعد إلى السماء... المالئ الكل بمجده... فهو عارف ترتيبهم ومتانتهم (إصطلاحان عسكريان).

* الترتيب يشير إلى الدقة والنظام والتدبير.

* والمتانة تشير للقوة والإستعداد للهجوم والدفاع بيقظة شديدة.

* فمن تمتع بالحضرة الإلهية لا يكف عن التسبيح؛ لأنه دائمًا يلمس حضوره ويتغنى بمجلسه ويسبح في حضرته...


3- لمسوه:
لأن قلوبهم تآلفت وتوحدت وارتبطت برباط المحبة الكاملة بالروح القدس... فإن تعزينا بالرب الساكن فينا ومعنا تكون كلمته في أفكارنا ونرددها بألسنتنا ويهتز بها قلبنا وتكون نورًا لنا، فنصير إنجيلًا معاشًا وبحكمته ونعمته وبالفهم الروحى نقتنى غنى داخلنا ونحيا حياة التسبيح فنشارك الملائكة الذين (يسبحون وينشدون ويمجدون).

لهذا صلى بولس لأجلهم طالبًا من الرب نعمة لهم: "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى. وأنتم بكل حكمة مُعلِّمون ومُنذرون بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغانى روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب" (كو 3: 16)

* من تسكن فيه كلمة المسيح بغنى يتقبل الحق الإلهى... يقتنع به ويعيش له ويطلبه قائدًا لحياته... يوجه أفكاره وكلماته لأجله ويخبئ كلامه في قلبه لكي لا يخطئ (مز 119: 11)

* كلمة الله هي سلاح المؤمن، وحياة التسبيح هي وليمة مسمنة يتقوى بها، والترانيم الروحية هي تسلية للطريق مع الرفيق.

* التسبيح ينير النفس، وبالمزامير تتربى على الفرح وتستعد للصعود، وبالترانيم تحرس أبوابك كأنك حارس لنفسك تقف خارجها بكل ترتيب ومتانة وتُعطى فرصة للكلمة (اللوغوس) أن يدخل أعماقك ويسكن فيك بغنى...

* بغنى أى بفيض، بكثرة، بفرحة دائمة... ملؤها الحب والحكمة والعفة، برقة تسلون بعضكم بعضًا حتى ولو كنتم في الطريق تتمشون، فبنعمة منه تسندكم لكي تسلكوا بانسحاق ليُسَكِّن فكركم معه في السماء.



ملاحظة: عدم معرفة الكتاب هو سبب كل الشرور... كمن يذهب للمعركة بدون سلاح... إقتن سيف الروح... كلمة الله (أف 6: 17)

* لنتذوق عربون الملكوت فنهيم في حياتنا شاكرين مسبحين مترنمين مغنين بأغانى روحية تحمل إشتياقات روحانية سمائية.

* فهل تمتعنا بمحبة الروح ليصير المسيح هو كل شيء لنا (وهذا هو هدف الرسالة كلها).

* لنقترب منه لينزع فسادنا ويجدد حياتنا... يطهرنا وبره يهبنا.

* لقد جرب وعاش شاول في ظل الناموس وفجأة تمتع بولس بإرسالية القدوس وعرف أسراره وفي ابنه صار مغروسًا كغصنٍ في الكرمة الحقيقية...



كرمة تعنى إمتداد مستمر وثمر متكاثر منتشر. فمن يحمل المسيح داخله لابد أن يثمر في كل عام أفضل من الذي
قبله.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يؤدّي أموره بالروح، يصلّي ويرنم بالروح كما أنه يؤديها بالذهن أيضًا
من يجني ثمار المحبة بجهاد كثير، لا يتخلّى عن المحبة حتى لو تألّم كثيراً
إذن لكي تحيا يجب عليك الاهتمام بالروح، والسلوك بالروح
المتهمين بالروح، يهتمون بالروح في سلوكهم بروح الوصية
المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ،


الساعة الآن 11:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024