رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحمامة في الكتاب المقدس نواصل تأملاتنا عن الحمامة في سفر النشيد، وسنتوقف عند صفتين أساسيتين هما: الوداعة والبساطة العين الوديعة: تظهر هذه الصِّفة الرقيقة في الحمام بصورة واضحة جدًّا، فلا نرى على الإطلاق حمامة تؤذي غيرها، حتى لو تعرَّضت هي أو فراخها للأذى. قد تتعرَّض للضرر، قد تتألَّم وتتوجَّع، لكنَّها قطّ لا تُهاجم أحدًا حتَّى ولو دفاعًا عن نفسها. وأقصى ما يُمكنها أن تفعله هو أن تطير مبتعدة عما يُقلقها ويُزعجها، ساعيَّة وراء الهدوء والسلام. ولقد أدرك داود هذه الخصلة الوديعة في الحمام، فعبَّر بذلك عن نفسه، حينما تعرَّض لظلم الأشرار، قائلاً: «فقلت ليت لي جناحًا كالحمامة، فأطير وأستريح! هأنذا كنت أبعد هاربًا، وأبيت في البريَّة» (مز 55: 6، 7). وهذا ما ينبغي أن تتَّسم به ليس تصرُّفاتنا فحسب، بل أيضًا نظراتنا. فما أكثر العيون التي تجرح وتؤذي غيرها، وما أقسى العيون المتعالية المتعجرفة فيما تلحقه من أذى وضرر بالغير، إنَّها من أمورٍ ستَّة يُبغضها الرب (أم6: 17). ولذلك نجد حكم الرب الصارم لصاحب العين المتعالية غير الوديعة؟ «العين المستهزئة بأبيها، والمحتقرة إطاعة أمها، تقوِّرها غربان الوادي، وتأكلها فراخ النسر» (أم30: 17). تُرى ما هو الانطباع الذي يمكن أن نتركه في مَنْ ينظرون إلينا؟ هل هي مشاعر الارتياح والغبطة، أم مشاعر الإكتئاب والنفور؟ ليت الرب يُجمِّل عيوننا بتلك الصفة الرائعة. العين البسيطة: من أشهر صفات الحمام هي البساطة، بل إنَّها تُعتبر الصفة السَّائدة للحمام، من أجل ذلك نجد الرب يطلب من تلاميذه أن يتحلّوا مثل الحمام بهذه الصفة الرقيقة قائلاً لهم: «كونوا .. بسطاء كالحمام» (مت10: 16). وإن كان الحمام في حياته لا يعرف المكر أو الغش والخداع، هكذا يرى العريس هنا عيون عروسه. إذ يرى أنَّ سرّ جمال عيني العروس هو ما تعكسه من بساطة الحمام، ولكي نتعرَّف أكثر على جمال عيني العروس من هذه الوجهة، دعونا نعرف مفهوم البساطة كما تعلنها كلمة الله:
وجدير بالملاحظة أنَّ الربّ يُقارن هنا بين العين الشريرة والعين البسيطة، وليس الصَّالحة كما كنَّا نتوقَّع. فالعين الشريرة لا تستقر في مكانها، بل تنتقل من مشهد لآخر في لهفة ورغبة، فإنَّها كما قال عنها الحكيم: «العين لا تشبع من النظر» (جا1: 8). فالقلب أكبر من العالم بأسره، ولذلك لا يُشبعه أي شيء مادي، من أجل ذلك يُصرِّح الحكيم بصدد ذلك قائلاً: «جعل (الله) الأبديَّة في قلبهم» (جا3: 11). أمَّا العين البسيطة، فهي تعرف أن تستقر على هدف وغرض واحد، وهو الرب تبارك اسمه، وبذلك نجد النظرة مستقرَّة وهادئة، وبذلك يُصبح الجسد كلّه نيِّرًا. ولقد كانت للرسول بولس هذه العين البسيطة، إذ نسمعه يقول:«أفعل شيئًا واحدًا»، وهذا بالمقابلة مع أصحاب العيون الشريرة «الذين يفتكرون في الأرضيَّات (بالجمع)» (في3: 13، 18، 19). كما كان لداود العين البسيطة الواحدة، بالمقابلة مع الكثيرون الذين يقولون: «مَنْ يُرينا خيرًا؟»، إذ نسمعه يقول: «ارفع علينا نور وجهك يا رب، ثم يستطرد قائلاً: «جعلت سرورًا في قلبي أعظم من سرورهم إذ كثرت حنطتهم وخمرهم» (مز4: 6، 7). ليتنا نتحلَّى بهذه الخصلة العذراويَّة فتمتلئ عيوننا بمرأى ذاك المجيد المبارك، فتعزف عيوننا عن كل ما عداه، فتصدح ترنيماتنا: يا رب حوِّل نظريفكل منظر سواك عن كل منظر هنا فيه المرار والعنا |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحمامة وفلك نوح في الكتاب المقدس |
الحمامة في سفر النشيد في الكتاب المقدس |
صمت الحمامة في الكتاب المقدس |
من طيور الكتاب المقدس الحمامة |
اليمامة فى الكتاب المقدس |