رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوثام ملك يهوذا
هو بني الباب الأعلى لبيت الرب وبنى كثيراً على سور الأكمة. وبنى مُدناً في جبل يهوذا وبنى في الغابات قِلَعاً وأبراجاً ( 2أخ 27: 3 ،4) كان هيكل أورشليم هو المركز العظيم لاجتماع شعب إسرائيل، وكانت عواطف كل يهودي تقي متعلقة بهذا البناء المقدس. وكان تصرف ملوك يهوذا بإزاء هذا الهيكل هو المحك الصادق الصحيح الذي يُسبر به غور ضعفاتهم وآدابهم. والذين شُهد لهم من بينهم هذه الشهادة المُفرحة "وعمل المستقيم في عيني الرب" هم أولئك الذين دربوا قلوبهم بخصوص الهيكل والسجود لإله إسرائيل، بينما الذين "عملوا الشر في عيني الرب" هم أولئك الذين هجروا بيت الرب ونبذوا السجود له وشرعوا في عبادة الأوثان. وقد شغل يوثام ملك يهوذا مركزاً وسطاً بين هذين الفريقين. صحيح أنه لم يكن عابد وثن، غير أن بيت الله لم يِشغل المركز الخاص به في أفكاره، ويمكن أن يُقال عنه بحق أنه كان يعمل خارج المقادس. فصعد إلى الجبل ليبني قبل أن يتوجه إلى الهيكل ليسجد. نزل إلى ميدان القتال قبل أن يقف أمام مذبح الله. عكف على خدمة البنائين ورجال الحرب قبل أن يواظب على خدمة الكهنة وخدام المقدس. فكان الفشل حليف عمله والنقص مُلازماً لخدمته. صحيح أنه بنى كثيراً "بنى قلعاً وأبراجاً" وتقدم في عمله إلى أن بنى "الباب الأعلى لبيت الرب" ( 2أخ 27: 2 -4) إلا أن المرتفعات لم تُنتزع بل كان "الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات" ( 2مل 15: 35 ). ألا نقرأ في هذا درساً؟ ألا نسهر على حالة قلوبنا لئلا تحول خدماتنا، مهما كانت نافعة، بين نفوسنا وبين المسيح! أما هو خير لنا أن نختلي بأنفسنا لكي نفحص نوايانا وبواعث قلوبنا ـ البواعث التي بعثتنا على الخدمة ودفعتنا للكرازة!! أما يليق بنا أن نجلس بهدوء ونحكم في مقاصدنا الخفية في كل عمل أتيناه وخدمة خدمناها وواجب قمنا به!! عندما يأتي المسيح سيُظهر لا أعمال اليدين فقط، بل "آراء القلوب" وخفاياها، ويا له من أمر خطير!! فكم من خدم برّاقة، كم من مواعظ فصيحة، كم من كتب شيّقة، كم زيارات ظاهرة تُطرح في زوايا النسيان إلى الأبد، وإن ذُكرت زادت الضمير ألماً ووجعاً وأضافت ثقلاً على النفس المغرورة التي خرجت للعمل قبل أن تعرف اختبارياً أن القانون الأساسي للعمل في بيت الله هو أن يأتي الإنسان أولاً إلى الله كمُستعطٍ. |
|