40: وهكذا فإن كلمة الله متقدم فى كل شئ لأنه هو الإنسان الحقيقى، وهو في نفس الوقت " عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا"[1]، وهو الذى يدعو الإنسان من جديد ليكون له شركة قوية مع الله، لكى بهذه الشركة معه ننال شركة فى عدم فساده.
47: فالآب إذًا رب والابن رب، الآب إله والابن هو إله، لأن الذي يُولد من إله هو إله[2]. هكذا إذن فبحسب كيانه وقوته وجوهره هو إله واحد. ولكن بحسب تدبير خلاصنا يوجد آب واحد وابن واحد. وحيث إن أبا الجميع هو غير منظور وغير مدرك من المخلوقات، فمن الضرورى على من يريدون أن يقتربوا إلى الله أن ينالوا نعمة القدوم إلى الآب بالابن[3].
ويتحدّث داود بوضـوح عن الآب والابن فيقـول: " كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الاثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك"[4]. طالما أن الابن هو إله بالحقيقة فهو يأخذ عرش الملكوت الأبدى من الآب أى من الله ويُمسح بدهن الابتهاج أكثر من رفقائه. "ودهن الابتهاج" أو زيت المسحة هو الروح الذى مُسح به، ورفقائه هم الأنبياء، والأبرار والرسل وجميع الذين ينالون شركة في ملكوته، أى تلاميذه.