رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور "طوبى للرجل" هو من أعمق مزامير داود النبى التى وردت فى الكتاب المقدس. وأيضا وردت فى صلوات باكر؛ يروي لنا المرتل ويقول : 1 طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. 2 لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا. 3 فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه.التي تعطي ثمرها في اوانه.وورقها لا يذبل.وكل ما يصنعه ينجح 4 ليس كذلك الاشرار لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح. 5 لذلك لا تقوم الاشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الابرار. 6 لان الرب يعلم طريق الابرار.اما طريق الاشرار فتهلك مناسبة كتابة هذا المزمور : قاله داود النبي حيث ترك شاول الملك مشورة الرب واستعان بأمرأة عرافة لتستحضر له روح صموئيل النبي ليحارب جيش الفلسطينيين .((١صم٧:٢٨)).؛عندئذ أدرك داود أن شاول الملك قد هوي مشورة الشيطان وسار مسار طريق الخطية والبعد عن معونة الله؛ هرب الى نفسه مطرودا حزينا لأجل حال الملك شاول ملك إسرائيل. يكتب داود النبي بالروح ليبعد عن شبهة التعيير لكي لاينسب هذا المزمور الى شاول الملك فيقول : "طوبى للإنسان". 1 طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. معنى "طوبى" هو مغبوط؛ مبارك؛ مسرور.؛ وهو أيضا تشير الى إحدى أسماء الله تبارك إسمه.؛ كما قال الكتاب* المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب * (١تى١٥:٦). يبدأ داود النبي عزف نشده بالتطويب، لعله يذكر الرب يسوع له المجد بالروح"المسيح الإنسان فى الجسد" الذى لم يتبع مشورة الأشرار، لأن مشورة الأشرار هى نابعة من فكر الشيطان ذاته.؛ ولم يقف فى طريق الخطاة لأنه طريق واسع رحب يؤدي إلى الهلاك. فمن أحب هذا الطريق فى داخله ثم إستيقظ إلى نفسه هارب إلى حياته الأبدية؛ فهذا يستحق الطوبى لأنه لم يقف ولم يجلس في مجلس الخطية. يقول القديس مار اسحق: "اذا تماديت فى الفكر في مشورة الأشرار وتنازلت معهم؛ سيجروك ويوصلك إلى النقطة الأخيرة.؛ من وقوف ثم الجلوس إلى الهلاك. فأطرد الخطية من بدايتها وانت تستريح" بداية طريق ربنا هو الميول اليه والشعور بالإنجذاب نحوه لأجل هذا يكمل داود النبي فيقول : 2 لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا. تأتي هذه الدرجة نحو طريق الله بعد مرحلة الغصب والجهاد ضد الشر وعدم الوقوف أمام الخطية أو الجلوس في مناطقها.؛ فهذه الدرجة هى محبة ناموس الله والتسبيح فيه ليلا ونهارا. أما ناموس الرب ثلاثة هم : أولا: الناموس الطبيعي"الضمير" الذى كان يعمل به الأبرار والأنبياء من قبل لأجل أن يرضى الله.؛ كما قال *الذين بلا ناموس هم ناموس لأنفسهم * (رو١٤:٣). ثانيا: الناموس المكتوب "الشريعة" الذي استلمه موسى النبى من يد الله تبارك إسمه. ثالثا: ناموس الإنجيل الروحي "السيد المسيح" يشير أشعياء النبى *من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب * (أش٣:٢) الى رب المجد يسوع بأنه ناموس كامل لأنه يحوي مشيئة الآب؛ ويدعى أيضا"كلمة" لعدم إنفصاله عن العقل. يرمز النهار إلى الفرح والبهجة والليل يرمز إلى التعب والضيق والتجربة.؛ حينما نسلك في اولى خطوات طريق الجهاد ضد الشر لا ينبغي أن نقف عند هذا الحد بل نتسلح بكلام الله الذي يقوينا داخل أي تجربة نمر بها ونتلذذ في ناموسه ليلا ونهارا؛ أي وقت الشدة والضيه ووقت الفرج والفرح.؛ يقول راهب من الرهبان : "عزز قلبك بكلام الله لئلا يأتي الشيطان يوما يجد قلبك فارغا؛ فيطرح فيه بذرة شر دون أن تدري لتسقطك وترجعك مرة أخرى الي الوراء" 3 فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه.التي تعطي ثمرها في اوانه.وورقها لا يذبل.وكل ما يصنعه ينجح. يأتي حصاد الإنسان الذى يهرب إلى حياته ويترك طريق الشر، ولم يقف، ولم يجلس فى مجالسها.؛ ويعزز قلبه وفكره بكلام الله ليلا ونهارا. يكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. ؛جذوره متأصلة في أرض الله يرويها بيده لتعطي ثمرها في وقتها. يعطي الإنسان من كنز قلبه ثمار الروح القدس التي إتروي بها وهى المحبة، الفرح، السلام.. في وقتها أي سريع في عمل الخير والصلاح حين تأتيه الفرصة ونوال البركة! وبالتأكيد هذه الثمار ورقها لاتذبل ولا تطرح على الأرض مداسا ولاتستطيع الرياح أن تذريها.، لأن فيها روح وحياة من عند الله تبارك إسمه.؛ ولو صدمته الريح إصداما يكون قويا شديدا بنعمة المحبة الالهية. وكل ما يصنع ينجح فيه لأن مشورته صالحة نابعة من حكمة السماء صادرة من عند الرب. "فكيف يعمل عملا ولا يكون فيه ناجحا!" 4 ليس كذلك الاشرار لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح. تأتي هنا المقارنة بين الإنسان الشرير والإنسان البار.؛ الابرار ورقهم لا يذبل لان فيهم روح القوة التى بها يواجهون رياح التجارب والضيقات. أما الأشرار ورقهم يذبل ويكونوا تحت رحمة الريح؛ ليس فيهم قوة الله فى التحمل! يقول عنهم الرسول *انهم غيوم يسوقها النوء * (٢بط١٧:٢). 5 لذلك لا تقوم الاشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الابرار. لا يقوم الأشرار في الدين، أي لا يقفون أمام الله فى يوم الدينونة. لأنهم لا يستحقون المجاوبة! بسبب كثرة آثامهم.؛ يفسر لنا القديس غريغوريوس الكبير عن يوم الدينونة ويقول : أن جميع الخليقة تقف أمام منبر الله مقسمة الى أربعة طبقات وهم: الطبقة الاولى: الذين يدينون ولا يدانون. هم الأبرار الرسل الأطهار الذين قال عنهم الكتاب : *الحق أقول لكم أنتم الذين تبعتموني فى التجديد؛ متى جلس إبن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضا على إنثى عشر كرسيا تدينون أسباط بنى إسرائيل الأنثى عشر * (مت٢٨:١٩). الطبقة الثانية: الذين يدانون ويخلصون. هم الذين غسلوا ثيابهم بدم الخروف؛ هم الذين تابوا وندموا عن أفعالهم الردية؛ مثل أصحاب الساعة الحادية عشر، فيتحنن الديان العادل ويحاكمهم برحمته إذ جاهدوا من كل قلوبهم وسعوا لخلاص نفوسهم؛وتمسكوا بقرون المذبح ليلا ونهارا!. الطبقة الثالثة: الذين يدانون ويهلكون. هم المؤمنين الخطاة الذين عاشوا مع الله كلام وليس أفعال! درسوا نواميس الله دراسة لكن ليست فيهم حياة هذه النواميس! ؛مثل العشر عذراى الجاهلات يقفون أمام الديان العادل فيقول إنى لا أعرفكم (لو ١٣) كثيرون أيضا يقولون نحن أولاد إبراهيم صنعنا بإسمك معجزات، فيقول لهم اذهبوا عني لست أعرفكم. الطبقة الرابعة: الذين لا يدانون ويهلكون. هم الغير المؤمنين والملحدين الذين لم يعترفوا بوجود الله وعاشوا مشورات الشيطان طوال أيام حياتهم على الأرض ونفروا الروح القدس من أذهانهم وضمائرهم.، لذلك يقفون أمام الله الديان وصك أفعالهم مختومة على وجوههم. 6 لان الرب يعلم طريق الابرار.اما طريق الاشرار فتهلك. يأتى هنا لفظ "يعلم" الرب بطرق الأبرار؛ بمعنى الرضا والتشجيع والبركة لأن الرب يحب البر والصلاح وينظر الي طرق الأبرار ليتبعهم ويحفظهم حيثما كانوا.؛أما طريق الشر فيتغافل الرب عنه كأنه لا يعرف! كما حدث مع أبونا آدم.؛ إذ قال له (أين أنت ولماذا تختبئ) أظهر الله عدم معرفته لأنه لا يحب شبه الشر ولا يسكن بجواره الظلمة وظلال الخطية. الله قادر أن ينير أذهاننا لأجل معرفته من خلال الكتاب المقدس صلوا من أجلنا. |
|