رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُولَئِكَ يَكُونُونَ بَيْنَ الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَى النُّورِ. لاَ يَعْرِفُونَ طُرُقَهُ، وَلاَ يَلْبَثُونَ فِي سُبُلِهِ [13]. إذ يظن الأشرار أن الله لا يبالي بمؤمنيه، ولا يتحرك أمام الظلم الساقط عليهم، يتمردون على الله، النور الحقيقي. وإذا بهم يفقدون البصيرة ويُصابون بالعمى، فلا يعرفون طرق الله، ولا يسلكون فيسبله. يرى البعض أن أولئك الذين يخطئون ضد نور الوصية الإلهية مع اعترافهم بأنهم يعرفون الله -النور الحقيقي-إلا أنهم متمردون على هذه المعرفة التي نالوها، إذ لا يريدون السلوك بموجبها. ويفسر البعض هذه العبارة حرفيا. فبالرغم من أن لهم نور النهار إلا أنهم يختارون الليل اللائق بشرورهم، لهذا تدعى الشرور "أعمال الظلمة" (أف 5: 11)، "لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور ولا يأتي إلى النور، لئلا توبخ أعماله، وأما من يعمل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة" (يو 3: 20- 21). * فإن هؤلاء الذين أولًا تمردوا وهم عارفون، صاروا بعد ذلك عميان، ولم يعودوا يعرفون، كما هو مكتوب: "لأنهم عندما عرفوا الله لم يمجدوه كإله، ولا كانوا شاكرين" (رو 21:1، 28). أُضيف عن هؤلاء بعد قليل: "أعطاهم الله ذهنًا مرفوضًا، ليفعلوا ما لا يليق". فلأنهم لم يريدوا أن يمجدوا ذاك الذي عرفوه أُعطوا إحساسًا بالرفض، وتُركوا لهذا المصير، أنهم لا يعودوا بعد يعرفون أن يقدروا الشرور التي فعلوها... الآن فإن أولئك الذين لا يبالون أن يفعلوا الأعمال الصالحة الواضحة لا يعودون ينالون الفهم لما هو أنقى. البابا غريغوريوس (الكبير) لتهب لي يا رب أن تأتي إلى قبري، فتسكب الدموع عليّ، حيث جفت عيناي ولم تعودا قادرتين على سكب دموعٍ كهذه من أجل معاصي. إن بكيت يا رب عليّ (كما على لعازر) فسأُنقذ... أنت تدعوني من قبر جسدي هذا، قائلًا: "هلم خارجًا"، حتى لا يعود تفكيري ينحصر في حدود جسدي هذا الضيق، بل يخرج نحو المسيح ويحيا في النور، فلا أعود أفكر في أعمال الظلمة بل في أعمال النور. القديس أمبروسيوس |
|