منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 07 - 2021, 05:06 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,281

في بناء الخادم
دعوتان وبناءان :


في بناء الخادم ج 1

في الكنيسة دعوتان ، دعوة للرهبنة ودعوة للكهنوت والخدمة .

والدعوتان بالرغم من أنهما شهادة واحدة للمسيح وتطبيق مباشر لوصايا الرب ، إلا أن لكل منهما منهجاً معيَّناً في الحياة والسلوك والصلاة وبقية الواجبات .

فالمدعو للرهبنة عليه أن يبني قلبه وفكره وكل حياته على سيرة الآباء القديسين ، واضعاً أمام عينيه باستمرار وصيتهم الأولى والعظمى أن يبتعد عن العالم والرئاسات ، وأن لا تستهويه الخدمة بين الناس مهما كانت الإلحاحات ، وهكذا عليه أن يتمسك بتعاليمهم تمسكاً لا هوادة فيه ، وإلا فسوف يجد نفسه في النهاية راهباً بلا رهبنة يعيش تحت اسمها ولا يحمل نيرها ، يتكلم باسمها وهو غريب عن دعوتها .

والمدعو للكهنوت والخدمة بين الناس يبني قلبه وفكره وكل حياته على سيرة القديسين ، واضعاً أمام عينيه باستمرار

سيرتهم في الجهاد المتواصل لخدمة المؤمنين ليلاً ونهاراً ، في وقت مناسب وغير مناسب ، وما يلزم لذلك من

قطع المشيئة والتنازل الكامل عن كل الحقوق الشخصية ، والأمنيات ، والأحلام التي تتعارض مع جهاد الخدمة ، حتى ما بدا منها صالحاً في حد ذاته ، كالاستغراق في الوحدة والبعد عن الناس والعزوف عن الكلام ، إلا إذا كان بالقدر الذي يزيد الخدمة قوة ونجاحاً ، أي أن يكون ذلك لا بدافع مجرد استرضاء النفس ، بل لإصلاح عجزها ، وبالنهاية لزيادة كفاءتها للخدمة .

والذي ينبغي أن يتضح أمام أصحاب الدعوتين أنه كما يُحارَب الراهب بحب الخدمة ، يُحارَب الكاهن والخادم بحب الوحدة ، وكلا الحربين هما إلحاح من اللاشعور للهروب من الواقع ؛ وذلك إنما يكون بسبب إخفاقات عارضة لا ينبغي أن ينهزم الإنسان أمامها ؛ إذ بمجرد أن يتشدد الإنسان بالله ويقف أمامه مجدِّداً عهده متشجعاً بالأمثلة الحية التي سبقته ، فإنه يُقبِل على دعوته بغيرة ونشاط ويعود فيرى فيها كل راحته وسلامه وإكليله .

غير أن نوع القراءة والتأمل والدراسة التي ينشغل بها أصحاب الدعوتين لها تأثير مباشر وقوي ، فهي إما تزيد الإنسان تمسكاً بدعوته كما تزيده كفاءة في تأدية واجباتها ، وإما تتسبب في خلخلتها وإضعاف قيمتها في نظره شيئاً فشيئاً ، ثم توحي إليه أخيراً بالاستهانة بواجباتها .

فالراهب الذي يهمل القراءة والتأمل في سير الآباء ووصاياهم ، وينشغل فقط في بدراسة الإنجيل وحفظ الآيات ، تبتدئ روحه تفتر من جهة دعوته ووحدته ، ثم تُشاغله أحلام اليقظة بالخدمة فيتصور نفسه واعظاً ومخلِّصاً للناس . وقليلاً قليلاً لا يعود يطيق ديره أو وحدته ، وقليلاً قليلاً أيضاً يخترع لنفسه المعاذير للنزول إِلى العالم ، أو يخترع له اللاشعور من الأمرلض والتخاويف ما يقنعه للإسراع في النزول تاركاً دعوته وراء ظهره .

أما الكاهن أو الخادم الذي كرس حياته لخدمة الإنجيل ، إن هو أهمل التأدب بكلمة الإنجيل ولم يجلس لها كل يوم ساهراً فاتحاً كل قلبه وذهنه لإرشادها وتعليمها ، وانشغل عنها أكثر من اللازم بأخبار المتوحدين والرهبان ومعجزاتهم ووحدتهم وهدوئهم ، فإنه إزاء تعب الخدمة وشقائها يبتدئ يشتهي حياة المتوحدين فيبتدئ يتغنى بدعوتهم وسيرتهم ويغبط سلوكهم وحكمتهم ، وقليلاً قليلاً تغمرة موجات يائسة من حياة الخدمة . ثم يبتدئ يشك في دعوته كأنها غير مناسبة له ، أو كأن الله ظلمه بهذا النير الثقيل لأنه مخلوق لأن يكون راهباً – كما يصور له اللاشعور – فينطلق لسانه بالتذمر وتبتدئ رجلاه تسرعان إلى الأديرة فيزداد تمزقه وتزداد حيرته . وكل مرة يرجع فيها من الدير يتصور الخدمة أنها فخ سقط فيه أو سجن وشقاء ، والسبب أنه ابتدأ يبني برج حياته وفضائله وتقواه ليطل على الصحراء ، واحتفظ بظهره للكنيسة المسكينة .

ليس هذا معناه أن لا يتثقف الراهب بكلمة الإنجيل كل يوم وبكل عمق وإخلاص ، ولا أن يمتنع الكاهن وخادم الإنجيل أن يتربى تحت أقدم الآباء وتعاليمهم وعفتهم وزهدهم ، ولكن على الراهب أن يجعل من الكلمة نوراً للسيرة الرهبانية الزاهدة المتعففة ؛ وعلى الكاهن أن يجعل من سيرة الآباء وزهدهم برهاناً لصدق الكلمة التي يخدمها ويبشر بها ، ومشجعاً له وللذين يجاهدون معه للشهادة في وسط العالم ضد العالم !

2. نظرتان في الخدمة متلازمتان :

الأولى : نظرة الخادم نحو الله الذي يمده بالقوة للخدمة .

والثانية : نظرة الخادم نحو ضعفه الذي يكتشفه في نفسه كل يوم .

هاتان النظرتان ولو أنهما متعارضتان شكلاً ، إلا أنهما منسجمتان انسجاماً كلياً ، ونقول "كلياً" لأن الانسجام هنا هو في الواقع بين قوة الله وضعف الإنسان ، فهو انسجام طبيعى ولاهوتى معاً ؛ حتى أن الله نفسه يتطلب تلازمهما "لأن قوتى في الضعف تُكمَل" (2كو 12 : 9) . والذي يكمل هنا هو قوة الله وليس ضعف الإنسان ، حيث يظل الضعف ضعفاً كما هو !!

فالكاهن أو الخادم إن هو أكثر من النظر إلى ضعفه ، وتغاضى بنوع من الخداع النفساني عن النظر إلى قوة الله التي يخدم بها ويخدم تحت سلطانها وتدبيرها ، فإن توازنه يختل ويسقط تحت نفسه ! وهذا يأتي بسبب صغر النفس ، وذلك من عدم تجلى الإيمان في القلب على أساس عمل الدم الإلهى ، وعدم ازدهار الرجاء في النفس على أساس القيامة التي أخذناها حقاً أبدياً لنا .

كذلك إذا أكثر الكاهن أو الخادم من النظر إلى قوة الله متغاضياً عن حقيقة ضعفه وخطاياه ، فإنه يتجبر ويتصلف ويدَّعي الألوهة ، حيث لا يعيده إلى موقعه الحقيقي إلا سقطة أو انكسار علنى يكشف له حقيقة ضعفه !

على أننا نود لو نوضح أكثر ، الفرق بين نظرة الخادم نحو الضعف الصحيح أو التواضع الصحى الذي لا يؤذي النفس ولا يسيء إلى الإيمان ، الذي يزيد الخدمة قوة وكرامة ومجداً لحساب المسيح ، وبين نظرة الضعف اليائس أو التواضع المريض الذي تشمله الكآبة وصغر النفس الذي يلغي عمل الإيمان ويضعضع الخدمة ، وينعكس على الرعية فيثبط من همتها ويحط من شجاعتها !

والفرق بين الاثنين هام وخطير ، فنظرة الضعف الحقيقي إلى أنفسنا لا تلغي الإحساس بقوة الله بل تزيدها فاعلية . أما نظرة الضعف اليائس النفساني ، فإنها تلغي الإحساس بقوة الله ولا تعطيها فرصة للعمل !

أى أن الضعف والتواضع الحقيقي يزكيان عمل قوة الله في الخادم وفي الخدمة ، وهذا يزيد الخدمة نجاحاً لحساب الله . أما الضعف والتواضع المريض فقد يزكي الإنسان أمام بعض الناس ، ولكنه يفقده قوة الله فتنحط الخدمة وتنحط الروح المعنوية للرعية .

لذلك ، ليس من صالح الخدمة أن يُظهر الكاهن أو الخادم ضعفه للرعية ويتغنى بضعفاته بمناسبة وغير مناسبة . يكفي أن يكون الإنسان متضعاً بالعمل لا بالكلام ، فكل كاهن أو خادم يُظهر ضعفه لرعيته يخطئ خطأين :

الأول بكونه يستجدي بذلك عطفهم أو مديحهم ،

الثانى بأنه يُحزنهم ويحط من ثقتهم بالله ويحطم من مَثلهم الحي الذي يقتدون به .

فالكاهن أو الخادم لا يكرز بنفسه حتى يكشف لهم ضعف نفسه ، بل هو يكرز بالمسيح ، فعليه بالضرورة أن يكشف لهم قوة المسيح التي بها يخدم والتي منها يستمدون إيمانهم وحياتهم وقوتهم !!

3. جيد أن تسقط تحت النير ، وليس جيداً أن تلقى النير عنك :

ما أروع الجندى الذي يسقط في الميدان ، وجروحه تنزف ويده قابضة على السلاح !

إن جروحه تحكي قصة نضاله الشجاع ، ويده المستميتة على السلاح تشهد بأمانته وشرف جنديته !

ولكن ميدان الخدمة الروحية أعلى بلا قياس ؛ فالجندى لا يموت في الميدان إلا مرة واحدة ، أما إذا تجندنا للمسيح "فإننا من أجلك نُمات كل النهار" !! (مز 44 : 22 ، رو 8 : 36) "في الميتات مراراً كثيرة" (2كو 11 : 23) .


الكاهن أو الخادم قد نصَّب نفسه ذبيحة يوم نصَّبوه خادماً "قد حُسبنا مثل غنم للذبح" (مز 44 : 22) . إذن فلا تستنكر السهام الحارقة المسمومة التي يرشقها العدو في جسدك وفكرك بلا هوادة ، فهى وإن كانت تعمل للموت إلا أنها ستثمَّن بالحياة "لأننا نحن الأحياء نُسلَّم دائماً للموت من أجل يسوع ، لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت" (2كو 4 : 11) .

فلا تفزع إيها الكاهن والخادم من جروحك ولا ترتعب من سطوة الحرب كمغلوب ، فطالما يدك ماسكة بالحياة الأبدية فلن تُغلب ! فقط لا ترخِ يدك عن الإمساك بالرب ، ولا يكفَّ فمك من الصراخ إليه ، ولا تنظر قط إلى الوراء . فهو قادم حتماً ، قادم لنجدتك . ولا تنسَ قط أن رحمة الله وإشفاقه عليك وأنت واقع تحت نيره تئن من جروحك ، لا تُقاس برحمته وأنت هارب من ثقل النير !

التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 10 - 07 - 2021 الساعة 05:30 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تابع في بناء الخادم :ج2
بناء الانسان يعني بناء العالم
الاسماك تنام ولكن في بعض الاحيان لا تنام كالمعتاد
عندما ودعت مصر الفريق محمد فوزى الذى أعاد بناء جيش مصر بعد نكسة 1967 وشارك فى بناء حائط الصواريخ
القديس ايسيذورس الإسكندري والبابا ثاؤفيلس البطريرك : بناء العابد قبل بناء المعابد


الساعة الآن 02:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024