|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد كان العالم أيام المسيح مليئاً بالمساكين تماماً كما هو الآن. ويا له خبراً ساراً أن إله السماء يهتم بمساكين الأرض إلى الدرجة التي فيها يرسل ابنه الوحيد إلى العالم، ويمسحه بالروح القدس كيما يبشر أولئك المساكين. ... أتدري ما الذي أدخل البؤس إلى هذا العالم، وأدخل الشقاء إلى قلب الإنسان؟ إنها الخطية. لقد ملكت الخطية في المشهد وعربد الشيطان. وماذا كان بوسع البشر أن يعملوه أمام ذلك العدو الرهيب؟! لا شيء. لكن ابن الله أتى من السماء لينقض أعمال إبليس. وها الرب يسوع يعلن في أول عظة له أن الروح القدس قد حلَّ عليه ليبشر المساكين. والعالم يتوهم أن مشكلاته بسيطة! فلقد أعلن فيلسوف فرنسي: إن العالم ليس بحاجة إلا للقوت والنقود، وللأمن والأمان. فلو كان عند البشر ما يكفيهم ليأكلوا ويشبعوا، ولينفقوا ويصرفوا، ولو توفر لديهم الأمن والأمان من المهد إلى اللحد، فإنه لن يعوزهم أي شيء. وإننا نُجيب ذلك الفيلسوف قائلين: كلا أيها الفيلسوف. فكم من أُناس لديهم هذه الأمور وأكثر، ومع ذلك فقد عاشوا تعساء، وبعضهم أنهى حياته قبل الأوان. كلا كلا، فسعادة الإنسان ليست في ما تحت الشمس، إذ يقول حكيم الحكماء "ولا منفعة تحت الشمس" ( جا 2: 11 ). وهناك الكثيرون يحاولون علاج تلك المشكلة المتأصلة علاجاً سطحياً، فيغرقون أحزانهم في الضحك. لكن تُرى، هل هذا علاج ناجح أو دواء فعَّال؟ كلا، فسليمان الحكيم قال "أيضاً في الضحك يكتئب القلب وعاقبة الفرح حزن" ( أم 14: 13 ). ذهب شخص في أمريكا إلى الطبيب النفساني يشكو له شعوره بالوحدة والاكتئاب طالباً مساعدته. فنصحه الطبيب أن يذهب ليشاهد أحد مشاهير المهرجين، وكان قد حضر إلى المدينة حديثاً، وذاعت شهرته بأنه في وسعه أن يجعل أكثر القانطين والحزانى يغرقون في الضحك، ويجعلهم فرحين. ولشدة دهشة الطبيب أن أجابه المريض: يا دكتور .. أنا هو هذا الممثل!! عزيزي، تُرى؛ ما هو الطريق إلى السعادة في نظرك؟ وراء أي شيء تجري؟ وما الذي تشتهيه ظناً منك أنه يُنيلك بغيتك في السعادة؟ لو كانت السعادة في أمور هذا العالم، لَمَا احتاج الأمر مُطلقاً لأن ينزل ابن الله من السماء كيما يبشر المساكين. |
|