رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
إن شئنا أن نعرف سرّ الكتاب المقدس ، ينبغي علينا أن نسأل الكتاب عن نفسه
الكتاب المقدس ليس كتاب في الفلسفة والفكر أو كتاب تاريخ نسعى لمعرفة أحداثه الخاصة ، وهو لا يُكلمنا عن مجرد شرائع أو حتى عن الله !!! بل هو يكلمنا باسم الله أو الله هو هو من يكلمنا به (( الكتاب المقدس هو كلمة الله )) والله الذي يكلمنا فيه هو الله الحي ، إله إبراهيم واسحق ويعقوب ، إلهنا إله أحياء وليس إله أموات ، وهو ليس إله فلسفي أو خاص بالعلماء والمفكرين ، ولم يكن أبداً يُعطي طرق فلسفية أو منهج عقلي نقدر أن نسير على خطاه أليه ... الله في تاريخ البشرية يتكلم وكل كلمة من كلماته فعل وعمل ولم يكن له نظريات أو مجرد أفكار ليعتنقها البشر ، والكتاب المقدس كله لم يكن مجرد أفكار متسلسلة أو مجرد عقائد ونواميس لإراحة ضمير الإنسان وتسكين فكره الله منذ البدء – كما أعلن لنا الكتاب المقدس – يتكلم في بدء الزمان فتتحول كلمته لخلق ، ويتكلم في تاريخ البشرية فتصنع كلمته مصير الإنسان " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ، هذا كان في البدء عند الله كل شيء به كان ، وبغيره لم يكن شيئاً مما كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس " ( يو1: 1-4 ) ولكنه يتكلم بصورة خاصة في ابنه الوحيد وبواسطته ، وبذلك يكون الكلمة المتجسد إعلان الله النهائي للبشر : " الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع و طرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين الذي و هو بهاء مجده و رسم جوهره و حامل كل الأشياء بكلمة قدرته " ( عب1 : 1 – 3 ) الكتاب المقدس أساسه إلهي مكتوب بلغة بشرية من أُناس عاشوا في زمان معلوم ومعروف عند الجميع ، لهم ظروفهم الخاصة وأزمنتهم التي تختلف من جيل لآخر ، ومن هنا نجد أن الكتاب المقدس مرتبط بتاريخ البشر . كل شيء في الكتاب المقدس ، من صفحات سفر التكوين الأولى حتى آخر صفحة من رؤيا القديس يوحنا ، يتجه نحو الصليب وينتهي بالقيامة والصعود وانتظار مجيء ربنا يسوع ... غنى النعمة ووافر السلام وبركة هذه الأيام المقدسة تكون معكم جميعاً وللحديث بقية غير أنه من خلال هذا التاريخ البشري ، يسير تاريخ آخر وهو وثيق بالبشر أيضاً ، وهو ذاك الذي يكتبه الله في قلوب البشر ويحفره في داخلهم بحبه العظيم ، وهو هذا التاريخ الذي يصنعه الله لأجلنا جميعاً بلا استثناء ، بل ومن خلالنا وبالرغم عنا ، أي أنه يصنع خلاصنا ولصالحنا حتى لو لم نكن نرغب في هذا ، فالله صنع الخلاص للبشر الذين يريدون هذا الخلاص وينتظرونه وللذين يرفضونه ولا يطلبونه ، فالله بمحبة عميقة متسعة صنع الخلاص للجميع والكل في حرية تامة أن يقبل أو لا يقبل . الكتاب المقدس تبلغ فيه الإنسانية حدّ العظمة وأيضاً المأساة ، فهو يضعنا أمام بشر من لحم ودم لهم كرههم ولهم حبهم ، لهم أهوائهم ولهم شهواتهم ، وهذه الأهواء تبرُز وكأنها في بعض الأحيان تنصب على الله ذاته !!! وأيضاً نتكلم عن أنفسنا لأن الكتاب المقدس يواجهنا نحن أيضاً لما فينا من عيوب وميزات ... فإن فتشنا في الكتاب المقدس فقط عن ناموس أخلاقي نكون قد ضللنا . لأن واضح أن كل من ظهر على صفحاته كان لهم عيوب لم يخفيها عنا بل أظهرها لنا ووضحها وألقى الضوء عليها . الكتاب المقدس من أول صفحة فيه لآخر صفحة ليس كتاب حكم وأمثال بالمعنى الساري للكلمة ، فكثيرين يخطأن فيه حينما يربطوه بمجرد أمثال قيلت لتكون حكمة للناس تذهلهم وتُثير إعجابهم بل ويفتخروا بها لأنها أمثال سامية جداً !!! بل يخطأ من يظن أنه كتاب أتى بمجرد دين كي ما يمنح البشر المبادئ اللازمة لاتزان حياتهم والحق القانوني !!! الكتاب المقدس مختلف تماماً اختلاف جوهري عن هذا بل وابعد ما يكون عن هذا التصور ... الكتاب المقدس يكشف أمامنا مأساة يقف فيها الإنسان وجهاً لوجه أمام الله والله هو الذي يقوم بالعمل الأعظم . أنه يكشف لنا أن تاريخ الإنسان الذي فيه الله يقدم دعوة مباشرة وغير مباشرة للإنسان الذي دائماً ما يقاوم دعوته ، والدعوة هي دعوة للحياة وليست طبعاً أي حياة بل حياة في الله وبالله . وفي وسط تاريخ الإنسان ينتصب صليب . وهذا الصليب هو العنصر الذي يدعو إلى الحيرة بل والعثرة في الكتاب المقدس بل وفي التاريخ البشري كله ، لأن الله قد أختار هذه الوسيلة : أن يأتي ويعلو على الصليب لكي يُخلص العالم !!! " فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء و ارفض فهم الفهماء أين الحكيم أين الكاتب أين مباحث هذا الدهر الم يجهل الله حكمة هذا العالم لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة لان اليهود يسالون آية و اليونانيين يطلبون حكمة و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة و أما للمدعوين يهودا و يونانيين فبالمسيح قوة الله و حكمة الله لان جهالة الله احكم من الناس و ضعف الله أقوى من الناس " ( 1كو1 : 18 – 25 ) كونوا متمسكين بصليب ربنا يسوع وخبرته الحلوة حتى تسري حياة الله فيكم بقوة القيامة |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حب المصلوب وقوة الصليب |
وعد حماية وقوة الصليب |
بركة وقوة الصليب تكون معنا |
قصة : الاستاذ المتعصب وقوة الصليب |
الاستاذ المتعصب وقوة الصليب |