رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إلى أي مدى الإنسان خاطئ؟ تخيَّل دائرة تمثِّل طبيعة الجنس البشري. الآن تخيَّل لو أن أحدهم أخطأ، تظهر بقعة — عيب من نوع أخلاقي — داخل تلك الدائرة، تفسد طبيعة الإنسان. في حالة حدوث خطايا أخرى، تظهر المزيد من العيوب في الدائرة. في الواقع، إذا استمرت الخطايا في التكاثر، فستمتلئ الدائرة بأكملها بالبقع والعيوب. لكن هل وصلت الأمور لهذه المرحلة؟ من الواضح أن طبيعة الإنسان ملوَّثة بالخطية، لكن النقاش يدور حول مدى هذا التلوُّث. تتمسك كنيسة روما الكاثوليكيَّة بالرأي القائل إن طبيعة الإنسان ليست ملوثة تمامًا، لكن الإنسان يحتفظ بجزء صغير من البر والصلاح. مع ذلك، أكَّد المُصلحون البروتستانت في القرن السادس عشر أن تلوث الخطية وفساد الإنسان الساقط هو تام، مما يجعلنا فاسدين تمامًا. هناك الكثير من سوء الفهم حول ما يعنيه المُصلحون تحديدًا بهذا التصريح. المصطلح الذي يُستخدم غالبًا للمأزق البشري في اللاهوت المُصلح الكلاسيكي هو الفساد الكامل. يميل الناس إلى الذعر كلما استخدمنا هذا المصطلح لأن هناك خلطًا واسعًا بين مفهوم الفساد الكامل ومفهوم الفساد المطلق. يعني الفساد المطلق أن الإنسان شرير، وفاسد، بقدر ما يمكن أن يكون عليه. لا أعتقد أن هناك إنسانًا في هذا العالم فاسد بشكل مطلق، ولكن هذا فقط بفضل نعمة الله وبقوة كبح نعمته العامة. على قدر كثرة الخطايا التي فعلناها كأفراد، كان يمكن أن نفعل ما هو أسوأ. كان يمكن أن نرتكب خطايا أكثر تكرارًا. كان يمكن أن نرتكب خطايا أكثر بشاعةً. أو كان يمكن أن نرتكب عددًا أكبر من الخطايا. إذًا الفساد الكامل لا يعني أن الإنسان سيء بقدر ما يمكن تصوُّره. عندما تحدَّث المُصلحون البروتستانت عن الفساد الكامل، قصدوا أن الخطية — قوتها، وتأثيرها، وشهوتها — تؤثِّر على الشخص بأكمله. فأجسادنا ساقطة، وقلوبنا ساقطة، وعقولنا ساقطة — لا يوجد جزء منَّا ينجو من خراب طبيعتنا الإنسانيَّة الخاطئة. توثِّر الخطية على سلوكنا، وحياتنا الفكريَّة، وحتى أحاديثنا. فالشخص بأكمله ساقط. هذا هو المدى الحقيقي لطبيعتنا الخاطئة عندما يتم الحكم علينا بواسطة معيار ومقياس كمال وقداسة الله. |
|