رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السرعة في التصرف من معطلات الحكمة من معطلات الحكمة: السرعة في التصرف. لذلك يتصف الحكماء بالتروي. السرعة لا تعطي مجالًا واسعًا للتفكير وللبحث والدراسة ومعرفة الرأي الآخر. كما أنها لا تعطي مجالًا للمشورة، ولعرض الأمر على الله في الصلاة. وربما تحوي السرعة في طياتها لونًا من السطحية. والتصرفات السريعة كثيرًا ما تكون تصرفات هوجاء طائشة. والإنسان الذي يتصرف بتسرع، ربما يرسل له الله من ينصحه قائلًا: احترس لنفسك "خلّي بالك من نفسك" أعط نفسك فرصة للتفكير. راجع نفسك في هذا الموضوع. نذكر في هذا المجال بعض أبنائنا من المهجر، الذين يحضرون إلى مصر، ويريد الواحد منهم أن يتزوج في بحر أسبوع أو أسبوعين!! وعكس ذلك قديس عظيم هو أبو مقار الكبير، جاءته فكرة أن يذهب إلى البرية الجوانية ليرى الأباء السواح. وهنا يقول " فبقيت مقاتلًا هذا الفكر ثلاث سنوات لأرى هل هو من الله؟"... إن الحكماء تصرفاتهم متزنة رزينة، أخذت حظها من التفكير والدراسة والتعمق والفحص مهما اتهموهم بالبطء. ولا ننكر أن بعض الأمور تحتاج إلى سرعة. ولكن هناك فرقًا ما بين السرعة والتسرع. والتسرع هو السرعة الخالية من الدراسة والفحص. ويأخذ التسرع صفة الخطورة، إذا كان في أمور مصيرية أو رئيسية. ويكون بلا عذر. إذا كانت هناك فرصة للتفكير، ولم يكون القوت ضاغطًا. لذلك فإنني أقول باستمرار: الحل السليم، ليس هو الحل السريع وإنما هو الحل المتقن. وقد تكون السرعة من صفات الشباب إذ يتصفون بحرارة تريد أن تتم الأمور بسرعة. ولكنهم حينما يدرسون الأمر مع من هو أكبر منهم، يمكن أن يقتنعوا بأن السرعة لها مخاطرها. وقد تكون السرعة طبيعية في بعض الناس. وهؤلاء يحتاجون إلى تدريب أنفسهم على التروي والتفكير. وكثيرًا ما يندم الإنسان على تصرف سريع قد صدر منه، فأخطأ فيه، أو ظلم فيه غيره. مثال ذلك صحفي قد يسرع في نشر خبر، ليحصل على سبق صحفي. ثم يتضح أن الخبر غير صحيح. ويفقد الصحفي ثقة الناس في دقة أخباره. ومثال ذلك أب يعاقب أبنه، أو رئيس يعاقب أحد على أخطاء، ثم يتضح أن الذي عاقبة كان بريئًا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من معطلات الحكمة : قلة المعرفة |
من معطلات الحكمة السرعة في التصرف |
قداسة البابا شودة الثالث | معطلات الحكمة |
سفر الأمثال بيعلمنا الحكمة الإلهية فى التصرف |
عدم الفهم أو قلة المعرفة من معطلات الحكمة |