رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فنجَح دانيال هذا في مُلك داريوس وفي مُلك كُورش الفارسي" [28]. يُختتم الأصحاح بخبر نجاح دانيال "في ملك داريوس وفي مُلك كورش الفارسي". فإذ كان في أيام مملكة فارس ومادي، كان المتولي على شئونها داريوس المادي كحاكم شريك مع كورش الفارسي، فالنص لا يُعني حكمين متعاقبين، وقد جاءت اكتشافات الآثار الحديثة تؤكد ذلك. نجح دانيال النبي في أيام الكلدانيِّين أو المملكة البابلية حيث سبيَ إلى بابل واُختير كأحد الحكماء الذين يقفون أمام الملك (دا 1)، وأعطاه الله نعمة في عينيّ نبوخذنصر حيث كان يُفسر له الأحلام، لكنه اُستبعد غالبًا بحسد السحرة والعرافين والحكماء. وفي اللحظات الأخيرة من حياة بيلشاصر آخر ملوك بابل، أُعيد ليقرأ ما كتبته اليد الخفية التي كتبت على حائط القصر. وإذ فتح داريوس وكورش بابل أعطياه كرامة خاصة، كرَّمه داريوس المادي وهو شيخ حتى مات، وحسبه كورش الفارسي ابن أخت داريوس من عظمائه المقربين إليه. بهذا حوَّل الله أحزان دانيال في السبيّ إلى تعزيات. نجح في حياته اليومية وفي عباراته كما في عمله. خدم جيله بقوة، كما خدم الأجيال التالية من الأمم كما اليهود خلال نبواته التي وردت في القسم الثاني من السفر. بلا شك كان دانيال حزينًا، لا لأنه سبيَ مثل كثيرين من الشعوب التي أخضعها نبوخذنصر، وإنما ما هو أكثر أنه حُرِم من أرض الموعد، ومن التمتُّع بالمدينة المقدسة وهيكل الرب. لكن الله استخدمه لعمل أعظم وسط الشعوب، ولرسالة فائقة تستمر عبر الأجيال. هكذا أعطاه الله نجاحًا حسب الفكر الإلهي لا حسب فكرنا البشري. لقد حُرم من الهيكل في أورشليم، لكنه وقف أمام هيكل الرب الجديد ليفتح أبواب الرجاء للأمم للتمتع بالمُقدسات الإلهية، فحق له الترنم: "اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السُكنى في خيام الأشرار" (مز 84: 10). لهذا حسبه حزقيال النبي أحد الرجال الأولين الثلاثة العظماء: "نوح ودانيال وأيوب" (حز 14: 14). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دانيال النبي | داريوس بن أحشويرش |
دانيال النبي | ثم كَتَبَ الملك داريوس إلى كل الشعوب |
دانيال النبي | سمع داريوس الملك عن دانيال النبي |
دانيال النبي | إعلان داريوس |
دانيال النبي | داريوس المادي |