إنّ الصليب، قبل أن يكون رمزًا للمعاناة والتضحية، هو المكان الذي يعرف فيه الإنسان حب الله الذي لا يُقاس، حيث أنَّ الوَحْدَة لا تُبنى بادعاء العظمة، بل بحب ِّالآخر أكثر من حبِّ الذات. فقط مثل هذا الحب، الذي يعرف كيف يبذل ذاته، ويعرف كيف يُصغّر نفسه على مثال يوحنا المعمدان (يوحنا 3: 30) لإفساح المجال للآخر؛ وبهذا الأمر يُمكنه بناء الوَحْدَة، وبالتالي يصبح صورة لمحبة الله، وللوَحْدَة بين الآب ويسوع.