.أهمية طول الأناة
هكذا نصحنا القديس بولس في صفات المحبة. والكنيسة المقدسة تضع لنا في مقدمة صلاة باكر بضع آيات من الرسالة إلي أفسس يقول فيها الرسول (اطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها، بكل تواضع ووداعة وطول أناة محتملين بعضكم في المحبة مسرعين إلي حفظ وحدانية الروح برباط السلام) (أف4: 1-3).
إذن بطول الأناة يحفظ الإنسان الوداعة والسلام.
لأن الذي يطيل أناته ع...لي غيرة، ولا يسرع إلي الغضب، بل يحتمل في صبر، إلي أن يهدئ غضب غيره، ويكون كما قال الرسول (مسرعًا إلي الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله) (يع1: 19،20).
وفي هذا قال أيضًا سليمان الحكيم في سفر الجامعة:
(طول الروح خير من تكبر الروح. لا تسرع بروحك إلي الغضب. لأن الغضب يستقر في حضن الجهال) (جا7: 8،9).
حقًا إن الغضب، يمكن معالجته بطول الأناة، بالتأني.
فلا يسرع الإنسان إلي الغضب، بل يتأنى، ويهدئ نفسه من الداخل، لأن الذي يحب شخصًا، يتأنى عليه ولا يغضب منه بسرعة. بل إن محبته تجعله يطيل أناته ويصبر.
وأيضًا بالمحبة يطيل الإنسان أناته علي الضعفاء، وصغار النفس، حسب توجيه الرسول بقوله:
(شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع) (اتس5: 14).
إن الضعفاء يحتاجون إلي من يحتملهم. واحتمالهم يحتاج إلي طول أناة، وطول الأناة تشجع عليه المحبة..
وقد اعتبر الرسول طول الأناة من ثمر الروح. فقال: (وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف..) (غل22:5). وهكذا نجد طول الأناة محصورًا بين السلام واللطف. فالذي يطيل أناته يعيش في سلام مع الكل، ويكون لطيفًا في معاملة الجميع. وكل هذا من نتائج المحبة.مشاهدة المزيد
إلغاء إعجابي · · الترويج · المشاركة.
أنت و Nasif Khalaf معجبان بهذا..
اكتب تعليقاً.....ماران ليس مثلك يارب
منذ 5 ساعات
.الغيرة
ليست كل غيرة لونًا من الحسد الخاطئ. وليست كل غيرة ضد المحبة. فإن الرسول يقول:
(حسنة هي الغيرة في الحسنى كل حين) (غل18:4).
إنها الغيرة التي لا تحسد وإنما تقلد، وتتحمس للخير فنحن نسمع عن فضائل القديسين، سواء الذين انتقلوا أو الذين ما زالوا أحياء. فنغار منهم غيرة تجعلنا نتمثل بأفعالهم، لا نحسدهم، ونتمنى زوال النعمة منهم إلينا! بل نفرح كلما نعرف جديدًا من فضائلهم.
إن الذي يحب الفضيلة، لا ي...حسد الفضلاء،
والذي يحب الفضلاء لا يحسدهم بل يقلدهم.
آباء البرية ما كانوا يحسدون بعضهم بعضًا في حياة الروح. بل كان ارتفاع الواحد منهم في الطريق الروحي، يشجع الآخرين ويقويهم. وكانوا يمجدون الله بسببه..
وتملكهم الغيرة المقدسة فيفعلون مثلما يفعل، ويطلبون صلواته وبركته لهم.
وهكذا كان الحال في العصر الرسولي، وفي كل عصور الاستشهاد. كانت هناك غيرة، ولم يكن هناك حسد. لأن الناس كانوا يحبون الملكوت، ويحبون كل العاملين فيه. ولا يحسدونهم، بل يطوبونهم.