رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم هي أمٌّ للخطأة الذين يريدون الرجوع عن الخطيئة، فلا يمكن أن لا تأخذها الشفقة عليهم والانعطاف نحوهم، بل بالحري يظهر كأنها تشعر في ذاتها بمرارة شقاوة بنيها وبأمراضهم، كما لو تكون ملتحقةً بها هي نفسها. فالأمرأة الكنعانية حينما كانت تتوسل الى يسوع المسيح، من أجل شفاء ابنتها المعذبة من الشيطان قالت له تعالى: ارحمني يا رب يا ابن داود فأن ابنتي يعذبها الشيطان عذاباً شديداً" (متى ص15ع22) فلماذا قالت له ارحمني أنا. والحال أن ابنتها لا هي كانت تتعذب من الشيطان، وبالتالي كان يلزمها أن تقول، يا رب يا ابن داود ارحم ابنتي، لا أن تقول ارحمني أنا، ولكن بالصواب وليس من دون سببٍ قالت هكذا، لأن الأمهات يشعرن في ذواتهن بمرارة مصائب أولادهن، كأنها مصائبهن الشخصية، فلأجل ذلك يقول ريكاردوس الذي من سان لورانسوس (في مدائح البتول): ان مريم حينما يلتجئ اليها أحد الخطأة مستغيثاً بها، فهي تتوسل من أجله لدى الله، وكأنها تقول له تعالى هكذا: يا سيدي أن هذه النفس المسكينة الحاصلة في الخطيئة هي ابنتي. فلهذا أسألك أن ترحمني أنا، أحرى من أن أقول لك أرحمها هي، لأني أنا أمها: أواه فليرتض الله بأن الخطأة جميعاً يلتجئون الى هذه الأم الحلوة العطوفة، لأنهم من دون ريبٍ يفوزون منه تعالى بالغفران عن مآثمهم. |
|