رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كارثة عام 682 1 ـ فى مصر حدثت كوارث بسبب التعصب من الطرفين ، ودفع الثمن الأقباط . كان الظلم المملوكى سائدا يقوم به المماليك وأعوانهم من أرباب الأعمال الادارية الديوانية والحسابية ، وتخصّص الأقباط فى الأعمال الكتابية والحسابات .وكانت العادة سكوت المسلمين عن ظلم المماليك وظلم أعوانهم الذين يتأسّون بأسيادهم المماليك فى الظلم والتجبّر على الناس. يختلف الحال لو كان ذلك الموظف قبطيا صاحب نفوذ ويتسلط به على المسلمين شأن رفاقه من الموظفين ـ هنا تحدث الكارثة . وهذا ما حدث عام 682 . 2 ـ يقول المقريزى وفي سنة اثنتين وثمانين وستمائة كانت واقعة النصارى. ومن خبرها أن الأمير سنجر الشجاعيّ كانت حرمته وافرة في أيام الملك المنصور قلاوون.فلما مات الملك المنصور وتسلطن من بعده ابنه الملك الأشرف خليل خدم الكتاب النصارى عند الأمراء الخاصكية ، وقوّوا نفوسهم على المسلمين ، وترفعوا في ملابسهم وهيآتهم ) هنا نحسّ التحامل من المقريزى على الموظفين الأقباط فى موضوع الزى وفى التكبر على عوام المسلمين ، مع أنه نفس ما يفعله كبار الموظفين المسلمين مع عوام المسلمين .ولكن أن يفعل ذلك قبطى يعتبره المقريزى ( كافرا ) فهذه كارثة،أو الطريق الى الكارثة . نستكمل الرواية مع المقريزى وكان منهم كاتب عند خاصكيّ يُعرف بعين الغزال).عين الغزال هذا هو بطل هذه الكارثة .يقول المقريزى عنه فصدف يومًا في طريق مصر سمسار شونة مخدومه ) أى لقى فى الطريق سمسارا يعمل عند الأمير المملوكى الذى يعمل عنده عين الغزال كاتبا ، وبالطبع كان هذا السمسار تحت سلطة الكاتب عين الغزال ، وكان السمسار ( المسلم ) قد تأخّر عليه مال للأمير ، ومن وظيفة الكاتب عين الغزال التفتيش عن الحسابات وما للأمير فى ذمة السمسار وغيره. وتقابل عين الغزال مع السمسار فى عرض الطريق ، وخاف السمسار من عين الغزال، يقول المقريزى فنزل السمسار عن دابته وقبَّل رجل الكاتب ) ، وكان تقبيل القدمين من واجب الأدنى منزلة نحو الأعلى منزلة حسب تقاليد هذا العصر ، وكان المفترض أن يرضى عين الغزال بتقبيل السمسار رجله ، ولكن حدث العكس ، يقول المقريزى : ( فأخذ يسبّه ويهدّده على مال قد تأخر عليه من ثمن غلة الأمير ) وقابل السمسار السّب والشتم بالاعتذار ولكن بلا جدوى ، يقول المقريزى عن السمسار وهو يترفق له ويعتذر ) ويقول عن عين الغزال ( فلا يزيده ذلك عليه إلاّ غلظة.) بل أمر عين الغزال غلاما عبدا له باعتقال السمسار أمام أعين الناس فى الطريق وأمر غلامه فنزل وكتّف السمسار ومضى به).وإزدحم الناس وهم يترجّون عين الغزال أن يعفو عن السمسار، وهو يأبى، وكلما سار تكاثر الناس حوله يترجونه،يقول المقريزى ( والناس تجتمع عليه حتى صار إلى صليبة جامع أحمد بن طولون ، ومعه عالم كبير ، وما منهم إلاّ من يسأله أن يخلي عن السمسار وهو يمتنع عليهم ) وفى النهاية تكاثر الجمهور وهجموا على عين الغزال وخلّصوا السمسار فتكاثروا عليه وألقوه عن حماره وأطلقوا السمسار.) فاستنجد عين الغزال بسيده الأمير المملوكى أو( أستاذه) بتعبير العصر وكان قد قرب من بيت أستاذه ، فبعث غلامه لينجده بمن فيه ، فأتاه بطائفة من غلمان الأمير وأوجاقيته فخلصوه من الناس وشرعوا في القبض عليهم ليفتكوا بهم ). وثارت الجماهير على الجنود المماليك قائلين بأسلوب الفقهاء بأن هذا لا يحلّ : ( فصاحوا عليهم : ما يحل )، ولم يستمع لهم الجند ، فذهبوا بمظاهرة أمام القلعة يستنجدون بالسلطان المملوكى الأشرف خليل ومرّوا مسرعين إلى أن وقفوا تحت القلعة واستغاثوا نصر الله السلطان) أى صاحوا : نصر الله السلطان، فسمعهم، وعرف منهم أصل الموضوع: ( فأرسل يكشف الخبر، فعرّفوه ما كان من استطالة الكاتب النصرانيّ على السمسار وما جرى لهم.) فغضب السلطان مروّعا وأمر بقتل كل النصارى، يقول المقريزى فطلب عين الغزال ورسم للعامّة بإحضار النصارى إليه، وطلب الأمير بدر الدين بيدرا النائب والأمير سنجر الشجاعيّ وتقدّم إليهما بإحضار جميع النصارى بين يديه ليقتلهم) ، هكذا بكل بساطة ، قتل جميع النصارى .!!. فقام الأميران بتهدئة السلطان فاكتفى بطردهم من وظائفهم فما زالا به حتى استقرّ الحال على أن ينادي في القاهرة ومصر أن لا يخدم أحد من النصارى واليهود عند أمير. ) أكثر من هذا أمر السلطان الأمراء بإرغام الكتبة الأقباط عندهم على الاسلام ، وقتل من يرفض منهم ، يقول المقريزى وأمر الأمراء بأجمعهم أن يعرضوا على من عندهم من الكتاب النصارى الإسلام ، فمن امتنع من الإسلام ضربت عنقه ، ومن أسلم استخدموه عندهم . ورسم للنائب بعرض جميع مباشري ديوان السلطان ويفعل فيهم ذلك).وأعلن السلطان هذه الأوامر فاختفى الأقباط الكتبة خوف الاعتقال تاركين منازلهم، فنهبها العوام المسلمون بل وسبوا واسترقوا نساءهم ، يقول المقريزى فنزل الطلب لهم وقد اختفوا، فصارت العامة تسبق إلى بيوتهم وتنهبها،حتى عمّ النهب بيوت النصارى واليهود بأجمعهم، وأخرجوا نساءهم مسبيات وقتلوا جماعة بأيديهم ). وخشية الفوضى تدخل نائب السلطان بكفّ العوام عن السلب والنهب والقتل، يقول المقريزى فقام الأمير بيدرا النائب مع السلطان في أمر العامّة، وتلطف به ، حتى ركب وإلى القاهرة ونادى:من نهب بيت نصراني شُنق. وقبض على طائفة من العامة وشهرهم بعدما ضربهم فانكفوا عن النهب ، بعدما نهبوا كنيسة المعلقة بمصر وقتلوا منها جماعة.). ولكن صمّم السلطان الأشرف خليل على إكراه الكتبة الأقباط العاملين لديهم على دخول الاسلام ، وإلّا فالقتل ، وتم جمعهم بحضور السلطان فأمر بحفروا حفرة كبيرة لهم أمام القلعة ليحرق فيها من يرفض دخول الاسلام.يقول المقريزى ثم جمع النائب كثيرًا من النصارى كتاب السلطان والأمراء، وأوقفهم بين يدي السلطان عن بعد منه ، فرسم للشجاعيّ ( أى أمر السلطان الأمير الشجاعى ) وأمير جاندار أن يأخذا عدة معهما وينزلوا إلى سوق الخيل تحت القلعة ويحفروا حفيرة كبيرة ويلقوا فيها الكتاب الحاضرين ويضرموا عليهم الحطب نارًا ، فتقدّم الأمير بيدرا وشفع فيهم ، فأبى أن يقبل شفاعته وقال: "ما أريد في دولتي ديوانًا نصرانيًا"، فلم يزل به حتى سمح بأن من أسلم منهم يستقر في خدمته ومن امتنع ضربت عنقه. فأخرجهم إلى دار النيابة وقال لهم: يا جماعة ما وصلت قدرتي مع السلطان في أمركم إلاّ على شرط وهو أن من اختار دينه قُتل ومن اختار الإسلام خلع عليه وباشر) أى باشر وظيفته كالمعتاد، فأسلموا رسميا .ويقول المقريزى معلّقا فصار الذليل منهم بإظهار الإسلام عزيزًا ، يبدي من إذلال المسلمين والتسلط عليهم بالظلم ما كان يمنعه نصرانيته من إظهاره.)أى أصبح أولئك المسلمون الجد أكثر نفوذا وأكثر جرأة فى ظلم المسلمين المحكومين. ويقول المقريزى ( وما هو إلا كما كتب به بعضهم إلى الأمير بيدرا النائب: أسلمَ الكافرونَ بالسيفِ قهرًا وإذا ما خلوا فهُم مُجرمونا سلِموا مِن رواحِ مال وروحٍ فهم سالِمون لا مُسلمونا .) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كوارث بسبب التعصب على الاقباط كارثة عام 700 |
كوارث طبيعية حدثت في 2019 |
القيادة بعد سهر يوم طويل تسبب كوارث |
عادات خاطئة تسبب لكي كوارث صحية |
الولادة القيصرية تسبب كوارث صحية |