رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خالد أبو بكر يكتب السيسى لأول مرة بالبيت الأبيض منذ ثمانى سنوات لم يقم أى رئيس مصرى بزيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، وزيارة السيسى للأمم المتحدة ولقاء أوباما لم تكن زيارة رسمية لأمريكا، وإنما زيارة لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتأتى هذه الزيارة بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، الذى يظهر فى كل مناسبة إعجابة وتطلعه للعمل مع الرئيس السيسى. والعالم ينظر إلى السيسى نظرة مختلفة تماما عن تلك التى كان ينظرها يوم 30 يونيو، وأكبر مثال على ذلك هو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى أتذكر أن لقاءها مع الرئيس للمرة الأولى على هامش منتدى دافوس لم يكن لقاء سهلا، إلا أنها الآن تستعد لزيارة رسمية للقاهرة وتسبقها بتصريحات كلها إيجابية عن سياسات مصر الداخلية. والنجاح الحقيقى الذى حققه الرئيس السيسى وإدارته فى ملف العلاقات الخارجية يكمن فى شهرته بقوته وجرأته فى مكافحة الإرهاب فكرا وحربا، وهذه الشهرة يتم تنميتها فى أكثر من مناسبة، فتلاحظ أن كثيرا من الزعماء والسياسيين يضربون به المثل فى جرأة محاربة الإرهاب، وأيضا فى دعوته المستمرة لتجديد الخطاب الدينى. والعلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للبلدين، ولكن يجب أن تكون إدارة ملف العلاقات الأمريكية بقدر كبير من الحرفية والحذر الشديد، فى وجود الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب. لكن ما هى أهم الملفات التى يحملها الرئيس السيسى فى هذه الزيارة؟ أولا: الشخصية المصرية فى التعامل مع الإدارة الجديدة على مدار عقود كانت هناك شبه تبعية مصرية للنظام الأمريكى، وكان للإدارة الأمريكية علاقات وطيدة بمبارك الذى كان يعتبر أن ذلك أساس للبقاء فى الحكم، وكان لا يخفى على أحد ارتكاز مصر على الولايات المتحدة فى كثير من الملفات، اليوم يجلس السيسى أمام ترامب بعد أن قطع شوطا تاريخيا فى العلاقات مع موسكو وهناك تفاهم كبير جدا بين الرئيس السيسى والرئيس بوتين، إلا أن هذا الأمر لم يمنع الإدارة المصرية من أن تؤكد فى كل مناسبة أنها لا تسير مع تيار بعينه، ولا تتبع قوة عظمى معينة وأنها تحرص على علاقاتها بأمريكا كما تحرص على علاقاتها بروسيا، وهذا هو النهج الجديد الذى سيضعه السيسى أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، وما أصعب المهمة، فهناك من المواقف ما يحتاج إلى قرار يبين المواقف وسياسة الاستقلال التام عن القوتين العظميين، أمر سيتعرض لاختبارات عنيفة، حتى وإن نجحنا فيها حتى الآن. ثانيا: التعاون المصرى الأمريكى عسكريا واقتصاديا مازالت أمريكا هى الشريك الاستراتيجى الأول لمصر فى تمويل الأسلحة، وعلى الرغم من أننا فى الفترة الأخيرة حرصنا على تنويع مصادر السلاح سواء من فرنسا أو روسيا، إلا أن واشنطن مازالت هى المورد الأساسى للسلاح المصرى، ولا أعتقد أن هناك مساعدات اقتصادية كبيرة يمكن أن تذكر عدا موضوعات التسليح، وهذا الملف أيضا هو أحد أهداف هذه الزيارة، إذ لابد من إعادة التعاون الاقتصادى المصرى الأمريكى لا سيما أن مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط مرتبطة تماما باستقرار مصر. ثالثا: القضية الفلسطينية لعلكم لاحظتم فى الفترة الأخيرة اجتماعات مصرية متعددة الأطراف لبحث موضوع القضية الفلسطينية، وهذا دور لا مفر منه يجب على مصر القيام به، حتى وإن لم تكن الأمور على ما يرام مع القيادة الفلسطينية الجديدة، فمصر والسعودية والأردن دول أخذت على عاتقها الحديث عن هذه القضية مع الأمريكان، والعالم العربى أيضا ينتظر نتائج فى هذا الملف، ولا يمكن لرئيس مصرى ألا يتحدث عن هذه القضية فى أية مناسبة دولية. رابعا: الحرب على الإرهاب وجماعة الإخوان وأعتقد أن إدارة ترامب ستستمع أكثر مما تتكلم فى هذا الموضوع، فنحن فى مسرح العمليات، ونحن من نواجه ولدينا الكثير من المعلومات والتعاون المصرى الأمريكى فى هذا الشأن مهم للجانبين، أتخيل أن تطلب مصر دعما لوجستيا فى هذا الملف، وأن تكون هناك مصارحة حقيقية لمعرفة الدول التى تمول هذه الجماعات، وسيكون من الذكاء كل الذكاء الربط بين ذلك وبين ما تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية من عمليات فى مصر، وهنا يجب مطالبة الإدارة الأمريكية بتعاون واضح فى هذا الملف ولا يمكن التفرقة بين نشاط هذه الجماعة الإرهابية وبين باقى الجماعات الإرهابية، سواء فى سيناء أو تلك التى تقوم بنشاطات متعددة فى أوروبا. هذه هى أهم الملفات وغيرها الكثير التى بالتأكيد لابد أن تتطرق إليها المباحثات المصرية الأمريكية، والبعض يُهيأ له أن ترامب وقت الترشح والانتخاب سيظل هو ترامب بعد أن دخل البيت الأبيض، الحقيقة أن أمريكا دولة مؤسسات، فهناك ورقة سيتم وضعها أمام الرئيس ترامب يجب عليه أن يذكرها كما هى للرئيس السيسى، هذه الورقة يتم إعدادها الآن وستشمل: 1- موضوعات تخص الأقباط فى مصر. 2- المنظمات الدولية العاملة فى مصر وتمويل بعض المنظمات المحلية. 3- بعض المحاكمات ولاسيما لبعض من هم على علاقات وطيدة بأمريكا. 4- الحديث عن حرية الرأى والتعبير. وأرى أن من هذه الملفات ما يمكن أن نقبل الحديث فيها وأخرى يجب وأقول يجب أن لا نسمح لأحد أن يتطرق إليها وهو ما سيخلق الشخصية المصرية الجديدة. الزيارة إلى البيت الأبيض هى مباراة سياسية من طراز رفيع، سيمثل الفريق المصرى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى قائدا ويعاونه سامح شكرى وزير الخارجية والوزير خالد فوزى رئيس المخابرات العامة، وسيكون الرئيس الأمريكى ووزير خارجيته ونائبه الذى له دور لا يستهان به ممثلين للطرف الثانى، ولا شك أن للسفارة المصرية فى واشنطن دورا كبيرا الآن فى طرح الرؤى على الرئيس، وفى شرح كل المعطيات الحالية فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة. نريد من الرئيس خطابا واضحا محددا دون ارتجال مكتوبا بعناية فائقة به رسائل قوية ومحددة، وهذا أهم بكثير من أى مظاهر شعبية أخرى مع تأكيدى على أهميتها. من الطبيعى أن تكون هناك لقاءات تليفزيونية أمريكية مع الرئيس نرجو أن يكون قد تم الاستعداد لها تماما، والحقيقة أنه ليس لدينا فى مصر ما نخشى الحديث عنه. طبعا وبكل المعانى الدعم الشعبى للرئيس فى شوارع واشنطن مهم جدا، ولن تستطيع فهم هذا الأمر إلا إذا عايشت واحدة من زيارات الرئيس إلى الولايات المتحدة، وقد كنت من الذين عايشوا أول زيارة للرئيس السيسى إلى أمريكا وأول خطاب ألقاه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا تتخيل حجم المواطنين المصريين الذين أتوا من كل الولايات الأمريكية كى يقفوا فى الشوارع لساعات فى انتظار مرور موكب الرئيس لثوان قليلة، إن هؤلاء وطنيون بمعنى الكلمة، وأذكر أن هناك أسرا كاملة تحركت من كندا إلى نيويورك كى تؤازر الرئيس فى زيارته، ووجود هؤلاء بهذه الأعداد أمر مهم جدا، لاسيما أن جماعة الإخوان الإرهابية تقوم بحشد أنصارها وتصدر منهم ألفاظ وتصرفات سرعان ما تذوب أمام هذا الحشد الهائل من المصريين المؤيدين للرئيس، لكن يبقى واجبا على كل مصرى مؤيد سيتواجد فى أمريكا فى هذا التوقيت سواء كان إعلاميا أو شخصية عامة أو مواطن مصرى أن يتحلى بالمظهر اللائق، وألا نسرف فى أمور شكلية، وأن نضع فى أعتبارنا أن كل منا هو سفير لبلده فى هذه الزيارة. السيسى فى اختبار حقيقى، هل سينجح فى الحفاظ على الاستقلال المصرى فى القرار؟ هل سيحصل على دعم أمريكى مطلق فى الحرب على الإرهاب أم أن هناك فاتورة لابد أن تدفع؟ أسئلة ستجيب عنها هذه الزيارة، المصريون جميعهم يثقون فى رئيسهم وفى وطنيته وعزة نفسه وإيمانه بكرامة وطنه، وفى حياة الدول أشخاص يأتون كى يقودوا، ورغم ضيق الحال فكبرياؤهم تمنعهم أن يكونوا تابعين. وإلى الرئيس السيسى بشخصه أقول: تذكر وأنت تجلس أمام ترامب أنه ليس له أى دور فى وجودك كرئيس لمصر «عكس غيرك» وأنت أصبحت رئيسا وستبقى بفضل الشعب المصرى ووقوفه خلفك.. الشعب هو صاحب الفضل الحقيقى والذى أعطاك كثيرا وينتظر منك الأكثر، تروح وترجع بالسلامه ياريس. هذا الخبر منقول من : اليوم السابع |
|